أمد/ تل أبيب: أرسل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مساعده الأعلى للسياسة الخارجية إلى الإمارات في محاولة لتحسين العلاقات المتوترة بسبب الحرب على غزة وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية.
وقالت مصادر مطلعة على الأمر طلبت عدم الكشف عن هويتها لوكالة “بلومبيرغ“، إن رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي سافر إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي الأسبوع الماضي وأجرى محادثات مع مسؤولين بمن فيهم الرئيس محمد بن زايد آل نهيان.
وتأتي الزيارة التي لم يعلن عنها أي من الجانبين، في أعقاب تنبيهات أمنية من إسرائيل وقوى غربية بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بشأن هجمات محتملة ضد مواقع في الإمارات مرتبطة بإسرائيل واليهود.
وذكرت الوكالة أن وزارة الخارجية الإماراتية أو مكتب نتنياهو أو المتحدث باسم ديرمر امتنعت عن التعليق.
ووفق “بلومبيرغ“، ركزت زيارة ديرمر بشكل كبير على إطلاع القيادة الإماراتية على العملية الإسرائيلية المخططة للسيطرة على مدينة غزة والتي تمثل تصعيدا للحرب ضد حركة حماس، وفقا لأحد المصادر.
وكانت أبوظبي قد حذرت في وقت سابق من هذا الشهر من أن قرار إسرائيل بالاستيلاء على غزة “سيؤدي إلى عواقب وخيمة”.
وكانت الإذاعة العبرية العامة قد كشفت، يوم الثلاثاء، أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر قام مؤخرا بزيارة سرية إلى دولة الإمارات برفقة وفد رفيع المستوى.
وأوضحت أن الزيارة شملت اجتماعات مع مسؤولين إماراتيين تناولت الحرب على غزة، والقضايا الأمنية، والعلاقات السياسية بين الجانبين، فيما رد مكتب ديرمر على هذه الأخبار بالقول: “لن نعلق”.
وهذه الزيارة السرية ليست الأولى من نوعها، إذ أجرى ديرمر زيارة سرية إلى أبوظبي في مطلع عام 2023، واجتمع خلالها مع مسؤولين إماراتيين.
وكانت تلك الزيارة هي الأولى لوزير إسرائيلي إلى الإمارات منذ تشكيل حكومة نتنياهو الأخيرة.
ثم في عام 2024 أي بعد اندلاع الحرب على غزة، توجه ديرمر سرا إلى أبو ظبي ليطلب من الإمارات دعم خطة “اليوم التالي للحرب في غزة”، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
ويعتبر ديرمر الوزير الأقرب لنتنياهو، وهو المسؤول في حكومته عن العلاقات مع الولايات المتحدة، والصراع ضد إيران، والاتصالات مع السعودية، وجهود توسيع “اتفاقيات أبراهام”.
ووقعت الإمارات في 15 سبتمبر 2020 اتفاقية تطبيع للعلاقات مع إسرائيل، برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى.
لكن العلاقات توترت بين الجانبين بسبب تدهور علاقات إسرائيل مع الفلسطينيين، مما أدى إلى تجميد استثمارات إماراتية مقترحة في البلاد بمليارات الدولارات، وتفاقمت هذه الخلافات خلال الحرب على غزة.
وقد دفعت الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، الإمارات العربية المتحدة إلى التوقف عن تعميق العلاقات الاقتصادية والسياسية الثنائية والنأي بنفسها عن نتنياهو وحكومته، وفقا لثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر.
ووفق “بلومبيرغ”، رفض رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد لقاء نتنياهو، مع تصعيد أبوظبي لهجتها ضد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة.
وبينما تنتقد عدة دول عربية وأوروبية إسرائيل بشكل متزايد بسبب الحرب، فإن موقف الإمارات العربية المتحدة يكتسب أهمية خاصة نظرا لكونها من أكبر اقتصادات الشرق الأوسط وقوة جيوسياسية صاعدة.
وفي الأسبوع الماضي، استنكرت الإمارات تصريحات أدلى بها نتنياهو خلال مقابلة تلفزيونية حول دعمه لمفهوم “إسرائيل الكبرى” القومي التوسعي المتطرف، والذي يتضمن ضم الضفة الغربية وغزة بالكامل والمطالبة بأراض في مصر والأردن ولبنان وسوريا.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية إنه يجب وضع حد للتصريحات والأعمال التحريضية التي يقوم بها المتطرفون داخل الحكومة الإسرائيلية.
وأضافت أن “المخططات الاستيطانية والتوسعية” لا سيما في الضفة الغربية، “تهدد الاستقرار الإقليمي وتقوض آفاق السلام والتعايش”.
ومنحت إسرائيل موافقتها النهائية على مشروع مثير للجدل لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية يوم الخميس، وهي خطوة ينظر إليها على أنها تقضي على الآمال في إقامة دولة فلسطينية.
وفي الوقت نفسه، أكد المسؤولون الإماراتيون مرارا وتكرارا التزامهم بالسلام مع إسرائيل، مؤكدين أن هذه العلاقات من المفترض أن تستمر إلى ما بعد أي حكومة في تل أبيب، وفق “بلومبيرغ”.
وأكدت الإمارات هذه النقطة في بيان صدر عقب زيارة زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إلى أبو ظبي في أوائل يوليو 2025، والتي أثارت غضب نتنياهو، وجاء في البيان أن لقاء لابيد مع وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد “ركز على العلاقات الثنائية المتطورة بين الإمارات وإسرائيل”.