اخر الاخبار

بعد الفضيحة الدولية.. جيش الاحتلال ينشر تقريره حول إعدام المسعفين في رفح ويزعم: لا تصل للتجاوزات الأخلاقية

أمد/ تل أبيب: أقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، نائب قائد وحدة “سييرت غولاني” برتبة رائد، ووجه توبيهاً رسمياً لقائد اللواء 14 العقيد “ت”، على خلفية حادثة مقتل 14 مسعفًا من الهلال الأحمر الدولي وإصابة آخر بجروح خطيرة، إثر استهداف سيارات إسعاف في قطاع غزة يوم 23 مارس الماضي.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية استنادًا إلى نتائج تحقيق أجرته وحدة تقصي الحقائق في الجيش بقيادة الجنرال الاحتياطي يوآف هار إيفن، فإن التقارير الأولية التي أصدرها الجيش حول الحادث كانت “غير دقيقة”، بسبب معلومات مغلوطة قدمها الجنود الموجودون على الأرض، منها ما يتعلق بوضع أضواء المركبات الطبية والتمييز البصري لها.

تفاصيل التحقيق: أربعة مشاهد للحادثة

قسم التحقيق النهائي الحادث إلى أربع وقائع متتالية، جميعها وقعت ضمن نطاق الفرقة 143 بقيادة العميد المثير للجدل باراك حيرام:

1. إطلاق النار على سيارة إسعاف واحدة تم التعرف عليها بالخطأ كتهديد.


2. تكرار الخطأ ذاته مع قافلة من سيارات الإسعاف.


3. إطلاق النار عمدًا على مركبة تابعة للأمم المتحدة رغم معرفة هوية السيارة، “لدفعها لمغادرة منطقة خطرة”، في مخالفة صريحة لقواعد الاشتباك.


4. التعامل غير اللائق مع جثامين المسعفين بعد الحادثة، ودفنها بطريقة غير مناسبة.

الجيش: توبيخ وتحقيقات جنائية محتملة

وجهت القيادة العسكرية اللوم لقائد اللواء 14، ليس فقط بسبب مسؤوليته العامة، بل أيضًا لفشله في ترسيخ قيم الانضباط والتعامل الإنساني لدى عناصره، رغم أنه لم يكن متواجدًا ميدانيًا خلال الواقعة.

كما لمّح الجيش إلى إمكانية فتح تحقيق جنائي بحق بعض الجنود، بناءً على توصية النيابة العسكرية، إلا أن الجنرال هار إيفن عارض هذا التوجه في ظل “الظروف العامة للحرب”.

في السياق ذاته، أشار التقرير إلى أن “حماس” تستخدم في بعض الأحيان سيارات إسعاف ومرافق طبية لأغراض عسكرية، لكنه شدد على أن ذلك لا يبرر إطلاق النار على مركبات إغاثة أو تابعة للأمم المتحدة دون مبرر واضح.

تفاصيل الهجوم بحسب التحقيق العسكري تشير إلى أن الكمين نُصب عند الساعة 4:30 صباحًا قرب حي تل السلطان في رفح، حيث تم استهداف قوة تابعة لحماس وقتل عدد من عناصرها.

بين الساعة 4:30 و6:00 صباحًا، مرت سيارات إسعاف عدة دون أن تتعرض لإطلاق نار. لكن حوالي الساعة 6:00، أُطلقت النار على قافلة جديدة من سيارات الإسعاف، بعد أن اشتبه الجنود بأنها تقل عناصر مسلحة، خاصة بعد أن توقفت المركبات وخرج منها عدد من الأشخاص مسرعين.

نائب قائد وحدة “غولاني” كان أول من فتح النار رغم ضعف زاوية رؤيته، ما دفع 23 جنديًا آخرين للمشاركة في إطلاق النار، ظنًا منهم أنهم في خضم كمين جديد.

لاحقًا، تبين أن الأشخاص المستهدفين كانوا مسعفين غير مسلحين، وأن إطلاق النار استمر لمدة أربع دقائق، تلاه نقاش استمر دقائق أخرى حول كيفية التعامل مع جثامين الضحايا.

وفق الرواية الإسرائيلية، تم دفن الجثامين في الرمال داخل شبكة لحمايتها من الحيوانات، وأُبلغت الأمم المتحدة بالحادثة في اليوم ذاته، لكن لم يُسمح باستعادتها إلا بعد 48 ساعة بسبب “الاشتباكات في المنطقة”.

في 30 مارس، تمكنت فرق الأمم المتحدة من استعادة الجثث، بعد تدخل مسؤول عسكري رفيع رتّب ظهورها أقرب إلى سطح الأرض.

التقرير أشار إلى أن ستة من أصل 15 مسعفًا كانوا ينتمون لحركة “حماس” وارتدوا زيًا طبيًا، إلا أن الجنود لم يكونوا على علم بهذه التفاصيل لحظة فتح النار، ما يجعل تلك المعلومة غير مبررة لسلوكهم.

كما أكد التحقيق أن جميع مركبات الإسعاف كانت تحمل شارات “الهلال الأحمر”، نافيًا الروايات الأولية التي زعمت خلاف ذلك.

وحتى اللحظة، لم يوضح الجيش سبب عدم نقل الجثامين إلى داخل إسرائيل، مكتفيًا بالإشارة إلى أن “العمليات القتالية كانت أولوية في تلك المرحلة”.

يُذكر أن الجنرال هار إيفن يحقق في أكثر من 350 واقعة مشابهة وقعت خلال الحرب، تم تحويل نحو 90 منها للنيابة العسكرية لمراجعة قانونيتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *