أمد/ غزة د ب أ: قالت شركة محلية توزع المياه المحلاة في قطاع غزة، يوم الثلاثاء، وقف عملياتها بشكل كامل، بعد احتجاز جهة أمنية موالية لحركة حماس، أحد مسؤوليها، في خطوة تهدد بتعميق أزمة المياه المزمنة التي تفاقمت خلال الحرب منذ عامين في القطاع.

وقالت شركة عبد السلام ياسينإيتا، التي تملك محطات تحلية وتدير شبكة نقل للمياه المعالجة إلى مختلف مناطق القطاع، في بيان إن منشآتها في شمال، ووسط، وجنوب غزة خرجت عن الخدمة بشكل كامل، ما يعني توقف عشرات الشاحنات لتوزيع الصهاريج على الأحياء السكنية. وقال مسؤولون في الشركة إن نحو نصف سكان القطاع يعتمدون على خدمات الشركة.

وأوضحت الشركة أن هذا القرار جاء بعد الاحتجاز التعسفي لمديرها للعمليات، محمد أبو عودة، من جهات أمنية داخل مقر الشركة في مواصي خان يونس، دون أي مذكرة توقيف قانونية، وخارج الدوام الرسمي. ورغم محاولات الشركة المتكررة للتواصل مع تلك الجهات، فإنها لم تحصل على رد أو توضيح.

وترى الشركة أن الاحتجاز يمثل تهديداً مباشراً لأمن العاملين فيها، مؤكدة أن وقف الخدمات “إجراء اضطراري”، حتى يتضح وضع المسؤول الموقوف، وتهيئة بيئة آمنة لاستئناف التشغيل.

ويأتي التطور في وقت تحاول فيه حركة حماس تعزيز وجودها في مناطق انسحبت منها القوات الإسرائيلية في الأشهر الماضية، وسط مساعٍ دولية وسياسية معقدة على ترتيبات ما بعد الحرب، ومستقبل إدارة القطاع.

وتسيطر إسرائيل حالياً على نحو نصف مساحة غزة، بينما لا تزال المؤسسات المحلية في المناطق الأخرى تعمل تحت ضغوط اقتصادية حادة. وتزيد الخطوة المخاوف من تفاقم النقص الحاد في المياه، بعد تضرر شبكات الأنابيب وبنيتها التحتية، خلال الحرب في القطاع. كما تواجه محطات الضخ المعتمدة على مولدات صغيرة نقصاً دائماً في الوقود.

وأوقفت إسرائيل إمدادات المياه والكهرباء بالكامل في الأيام الأولى للحرب، قبل أن تعيد جزءاً منها لاحقاً، فيما بقيت قدرة القطاع على إنتاج المياه، وتجهيزها للاستخدام الآدمي في أدنى مستوياتها منذ سنوات.

ويرجح أن يتأثر أكثر من مليون فلسطيني بتعليق الخدمات، ما قد يزيد الضغط على مصادر المياه المحدودة أصلاً، وعلى جهود الإغاثة العاملة في القطاع، وفق مراقبين فلسطينيين.

ولم تعلق حركة حماس، التي أعادت السيطرة تدريجياً على أجزاء من غزة منذ دخول وقف إطلاق النار مع إسرائيل حيز التنفيذ منذ 5 أسابيع، حتى الآن. ومن النادر في غزة إظهار المعارضة العلنية لحماس.

يُشار إلى أن مخيم جباليا في شمال قطاع غزة قد شهد في أبريل (نيسان) الماضي مظاهرة، رفعت فيها شعارات تطالب برحيل حماس، التي اتهمها المتظاهرون بالمسؤولية عن تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.

شاركها.