..ببرودة دم القاتل
لما يقول البيت الأبيض على لسان منسق الاتصالات بمجلس الأمن القومي، جون كيربي، أنه يسعى لوقف إطلاق نار مؤقت يسمح بإطلاق سراح الأسرى لدى المقاومة ولا يؤيد وقف إطلاق نار دائم، فانه يسعى لتوفير ظروف سياسية وعسكرية مثلى للنتن لتقتيل المزيد من الفلسطينيين.
اقتنع الشارع العربي أن حياة الآلاف منهم لا تساوي شيئ لدى الغرب، لكن أن يتم الإفصاح بذلك بطريقة شبه مباشرة، فقد بلغنا مرحلة متقدمة من العنصرية واللاانسانية لدى من يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان.
فتصريح جون كيربي أن الأولوية هي تحرير ما أسماهم “الرهائن”، خلال هدنة مؤقتة ومن بعدها تعود آلوية النازية للتقتيل، الهدف منها منح النتن أولا مكاسب سياسية يخمد بها البركان الداخلي الذي يهدد بالانفجار في وجهه في أي لحظة، وأريحية عسكرية في غزة خالية من الأسرى الصهاينة، ما يسمح للجيش الصهيوني من التقتيل بأضعاف مضاعفة.
فواشنطن لا يهمها مصير سكان غزة، وما يقوله المسؤولين عن ما يحدث في القطاع ما هو إلا مناورات لا غير لربح الوقت ورفع قليل من الضغط المتصاعد عبر العالم.
فلما قال كاتب الدولة الأمريكي، أنتوني بلينكن في قمة دافوس الاقتصادية بسويسرا، أن “قلبه ينكسر أمام ما يحدث في غزة” لم يظهر على ملامحه أي صدق ولا تعابير أسى حقيقية.
فلو سلمنا أن المقاومة تملك من الغباء ما يكفي لقبول هذا العرض، ستواصل إدارة بايدن في إطلاق تصريحات “تحث” فيها عن تقليل فاتورة القتلى المدنيين، فهم ظلوا يتحدثون طيلة 108 يوم من العدوان على تقليل عدد الضحايا المدنيين، يعني أن تقليص العدد من 200 يوميا حاليا إلى فلنقل إلى 100 شهيد يوميا، سيسمح لعجوز البيت الأبيض وبلينكن النوم بأكثر أريحية، وسيرتدي جون كيربي أجمل ربطات العنق في مؤتمراته الصحفية المستقبلية.
واشنطن لم تكترث بالحصيلة المأساوية للقتلى في صفوف المدنيين الفلسطينيين ولن تكترث لو بلغت الملايين، فسجلها حافل بملايين المسلمين الذين قتلوا سواء بيدها أو بمباركتها، وسيواصل كيربي وبلينكن إطلاق تصريحات ببرودة دم القاتل.