بانتظار حماس.. واشنطن تقدم مقترحا جديدا لتمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة

أمد/ واشنطن: قدم مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف اقتراحًا أمريكيًا محدثًا لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لعدة أسابيع مقابل إطلاق سراح المزيد من الرهائن من قبل حماس واستئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة ، حسبما ذكرت مصادر مطلعة لوكالة أكسيوس.
ووفقا لأكسيوس فإن الاقتراح هو محاولة من جانب إدارة ترامب لشراء المزيد من الوقت للمفاوضات ومنع استئناف الحرب خلال شهر رمضان المبارك وعيد الفصح اليهودي، حسب المصادر.
وانتهت الهدنة في الأول من مارس/آذار، ورغم أن القتال لم يستأنف بعد فقد قطعت إسرائيل المساعدات الإنسانية إلى غزة للضغط على حماس للموافقة على صفقة لإطلاق سراح المزيد من الرهائن.
لا يزال 59 رهينة محتجزين لدى حماس في غزة. ويعتقد مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون أن 22 منهم ما زالوا على قيد الحياة، بمن فيهم الأمريكي إيدان ألكسندر.
ووصل ويتكوف إلى الدوحة مساء الثلاثاء وأجرى اجتماعات مع الوسطاء القطريين والمصريين ومع المفاوضين الإسرائيليين المتواجدين في العاصمة القطرية.
كما أجرى ويتكوف محادثات مع رئيس وزراء قطر ووزراء خارجية مصر والأردن والسعودية. وحضر مسؤول كبير من الإمارات العربية المتحدة ومستشار كبير للرئيس الفلسطيني اجتماعًا ركز على الخطة المصرية لقطاع غزة بعد الحرب.
وسافر ويتكوف إلى الدوحة بعد أسبوع من المفاوضات المباشرة بين مبعوث ترامب لشؤون الرهائن آدم بوهلر وكبير مفاوضي حماس خليل الحية، والتي أوردها موقع أكسيوس لأول مرة.
ولم يلتق ويتكوف بأي مسؤول من حماس في الدوحة.
وقدم ويتكوف للأطراف يوم الأربعاء اقتراحًا محدثًا يتضمن تمديد وقف إطلاق النار في غزة حتى بعد شهر رمضان وعيد الفصح، الذي ينتهي في 20 أبريل، واستئناف تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة، حسبما ذكرت المصادر.
وتدعو المبادرة حماس إلى إطلاق سراح خمسة رهائن أحياء على الأقل وبقايا نحو تسعة رهائن متوفين في اليوم الأول من وقف إطلاق النار الموسع، بحسب مصدر مطلع.
وكان الاقتراح الأميركي الأصلي الذي قدمه ويتكوف قبل أسبوعين، يدعو إلى إطلاق سراح نحو 10 رهائن أحياء ونحو 18 رهينة متوفين.
وبحسب الاقتراح المحدث، فإن إسرائيل وحماس سوف تستخدمان تمديد وقف إطلاق النار للتفاوض على هدنة طويلة الأمد في غزة.
وإذا تم التوصل إلى هذا الاتفاق طويل الأمد، فسيتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين في اليوم الأخير من وقف إطلاق النار الموسع، قبل الهدنة طويلة الأمد.
وقال مصدر مطلع على المحادثات إن إسرائيل أعطت ويتكوف ردا إيجابيا.
وقال المصدر إن وسطاء قطريين ومصريين التقوا بمسؤولي حماس في الدوحة مساء الأربعاء وقدموا لهم الاقتراح المحدث.
وقالت المصادر الثلاثة إن الوسطاء ينتظرون الآن رد حماس.
وقال أحد المصادر إن “حماس رفضت مقترحات مماثلة من قبل، لكنها تريد أيضا تجنب العودة إلى القتال خلال شهر رمضان”.
تفاصيل المقترح الأمريكي
بحسب المصادر، قدم المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف المقترح خلال اجتماعاته في الدوحة، حيث التقى الوسطاء القطريين والمصريين، إلى جانب مفاوضين إسرائيليين ومسؤولين عرب.
ويقضي المقترح الأمريكي بتمديد الهدنة حتى 20 أبريل، أي لما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، وذلك لمنح مزيد من الوقت للمفاوضات حول هدنة طويلة الأمد.
وفي المقابل، يُلزم المقترح حماس بالإفراج عن خمسة رهائن أحياء، بالإضافة إلى تسليم جثامين تسعة رهائن آخرين، في اليوم الأول من تمديد وقف إطلاق النار.
موقف الأطراف المعنية
إسرائيل قدمت ردًا إيجابيًا أوليًا على المقترح، لكنها لم تحسم موقفها النهائي. الوسطاء القطريون والمصريون عرضوا المبادرة على حماس خلال اجتماع في الدوحة، ويُنتظر رد الحركة خلال الأيام المقبلة. أكدت مصادر دبلوماسية أن حماس رفضت سابقًا مقترحات مماثلة، لكنها قد تدرس العرض الحالي لتجنب استئناف القتال خلال شهر رمضان.
ضغط إسرائيلي ومأساة إنسانية في غزة
منذ انتهاء الهدنة في 1 مارس، لم تستأنف العمليات العسكرية بشكل كامل، لكن إسرائيل أوقفت دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في محاولة لزيادة الضغط على حماس. لا يزال 59 رهينة محتجزين في غزة، ويُعتقد أن 22 منهم فقط على قيد الحياة، من بينهم الأمريكي إيدان ألكسندر.
جهود دبلوماسية ومباحثات حول مستقبل غزة
تزامن المقترح الأمريكي مع مباحثات حول خطة ما بعد الحرب في غزة، حيث التقى ويتكوف في الدوحة مع: رئيس الوزراء القطري وزراء خارجية مصر، الأردن، والسعودية مسؤول إماراتي رفيع حسين الشيخ أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية
وفقًا للمصادر، فإن المفاوضات الأمريكية مع الأطراف الإقليمية تسعى إلى وضع إطار سياسي وأمني لإدارة غزة بعد الحرب، في ظل تحفظات إسرائيلية على منح أي دور مباشر لحركة حماس.
احتمالات التوصل إلى اتفاق شامل
يقترح الجانب الأمريكي استخدام فترة تمديد الهدنة للتفاوض حول اتفاق طويل الأمد، وفي حال نجاحه، سيتم الإفراج عن جميع الرهائن المتبقين في اليوم الأخير من الهدنة، تمهيدًا لوقف إطلاق نار دائم.
إلا أن المصادر تشير إلى أن التوصل إلى هدنة طويلة الأمد لا يزال محفوفًا بالعقبات، مع استمرار الخلافات حول مستقبل غزة، وطبيعة القوة الأمنية التي ستدير القطاع بعد الحرب.