أمد/ واشنطن: وصف المبعوث الأمريكي توماس بارّاك يوم الإثنين، الذي انعقدت فيه قمة شرم الشيخ الأخيرة، من أجل غزة، بأنه “لحظة فارقة في الدبلوماسية الشرق أوسطية الجديدة”، وقال: “في شرم الشيخ، لم يقتصر قادة العالم على الاحتفال بإطلاق سراح الرهائن، ووقف إطلاق النار، وبدء مفاوضات السلام، بل اجتمعوا لتأييد رؤية دونالد ترامب للتجديد وإعادة الإعمار، وتحقيق الرخاء في المنطقة”.
وكتب باراك عبر منصة “إكس”، رؤيته حول السلام والازدهار في الشرق الأوسط: “لا شك أن غزة، التي عانت من العنف، ستظل تعاني من الحوادث المؤسفة، والانتهاكات، على الرغم من الخطوات الكبيرة التي اتخذت الأسبوع الماضي. ومع ذلك، أدانت دول المنطقة، لأول مرة منذ عقود، الممارسات الإرهابية في المنطقة”.
وأكد، أنه “يجب الآن توسيع إيقاع الحوار شمالا إلى سوريا، وفي نهاية المطاف إلى لبنان”، واصفًا “اتفاقيات إبراهيم للمنطقة بأسرها، بأنها النجم القطبي الحقيقي”.
سوريا… قطعة السلام المفقودة
قال باراك: “لقد أظهر مجلس الشيوخ الأمريكي بعد نظر بتصويته على إلغاء قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا، ويجب على مجلس النواب الآن أن يحذو حذوه، ويعيد للشعب السوري حقه في العمل والتجارة والأمل”.
وأشار إلى أن “إلغاء العقوبات ليس صدقة؛ بل استراتيجية تفتح الطريق أمام الحلفاء والمستثمرين من القطاع الخاص على إعادة بناء شبكات الكهرباء وأنظمة المياه والمدارس والمستشفيات في سوريا، للمساهمة في تعافي سوريا”.
وأضاف: “إلغاء العقوبات ليس استرضاء، بل هو واقع. إنه يوائم السياسات مع الحقائق على الأرض ومع تطلعات منطقة مستعدة لطي صفحة الماضي. وقد ناشد 66 من كبار رجال الدين المسيحيين من سوريا “الكونغرس” لإنهاء العقوبات، محذرين من أنها أصبحت أحد الأسباب الرئيسية لتقلص الوجود المسيحي في وطنهم. ويمثل نداءهم صدى أخلاقيا للمد المتغير في المنطقة”.
لبنان… الحدود الثانية
قال باراك: “مع استعادة سوريا استقرارها مع جيرانها، بما في ذلك إسرائيل وتركيا، يشكل ذلك الركيزة الأساسية في الإطار الأمني الشمالي لإسرائيل. أما الركيزة الثانية، فيجب أن تكون نزع سلاح حزب الله داخل لبنان وبدء مناقشات أمنية وحدودية مع إسرائيل”.
ورأى أن “الاتفاقيات السابقة فشلت بسبب تمويل إيران لحزب الله، وغياب آلية تنفيذ فعالة في لبنان”.
وإذ قال: “إسرائيل لا تزال اليوم تحتل خمسة مواقع تكتيكية على طول “الخط الأزرق”، وتنفذ ضربات يومية ضد مستودعات حزب الله”، على حد وصفه، فإنه أكد أن “مبدأ “دولة واحدة، جيش واحد” الذي تتبناه الحكومة اللبنانية، لا يزال مجرد طموحا بعيد المنال بسبب النفوذ السياسي لحزب الله”.
وأشار إلى أنه “في وقت سابق من هذا العام، عرضت الولايات المتحدة خطة لنزع سلاح الحزب على مراحل، مع تقديم حوافز اقتصادية تحت إشراف الولايات المتحدة وفرنسا، لكن رفض لبنان تبنيها بفعل النفوذ السياسي للحزب”، مؤكدا أن “نزع السلاح لا يمثل مطلبا أمنيا لإسرائيل فقط، بل فرصة للبنان لاستعادة سيادته وانتعاشه الاقتصادي”.
وحذر باراك من أن “تردد بيروت قد يدفع إسرائيل للتصرف من جانب واحد”، مشيرا إلى أن “واشنطن خصصت 200 مليون دولار لدعم الجيش اللبناني ضمن جهودها لدفع حل سلمي”.
وتابع : “الشركاء الإقليميون مستعدون للاستثمار، شريطة أن يستعيد لبنان احتكاره للقوة الشرعية تحت قيادة القوات المسلحة اللبنانية وحدها. إذا استمرت بيروت في التردد، فقد تتصرف إسرائيل من جانب واحد وستكون العواقب وخيمة”.
واختتم بارّاك: “لبنان أمام خيار مصيري: إما التجديد الوطني أو الانهيار المؤسسي إذا استمرت المواجهات، أو تأجلت انتخابات 2026″، وأضاف: “تأجيل الانتخابات من شأنه أن يشعل فوضى عارمة في لبنان، ويمزق نظاما سياسيا هشا أصلا، ويعيد إشعال فتيل انعدام الثقة الطائفية، ومن المرجح أن تشل مثل هذه الخطوة البرلمان، وتعمق الفراغ الحكومي، وتشعل فتيل احتجاجات وطنية”.
A Personal Perspective Syria and Lebanon Are the Next Pieces for Levant Peace
By Ambassador Tom Barrack
October 13, 2025, will be remembered as a defining moment in modern Middle Eastern diplomacy. In Sharm elSheikh, world leaders did more than celebrate the release of…
— Ambassador Tom Barrack (@USAMBTurkiye) October 20, 2025