انهم يعلنون الهزيمة … اننا نرفض النصر

أمد/ انتهى جيش الاحتلال من تحقيقاته بشأن السابع من اكتوبر دون ان يكذب على نفسه واعترف علنا وعلى رؤوس الاشهاد بهزيمته وتقصيره ورغم انه عدد الإنجازات فيما بعد الا ان ذلك لم يمنعه من مواصلة الاقرار بالهزيمة وتحمل المسئولية وعبر تحقيقاته اقر بقدرات حركة حماس والمقاومة الفلسطينية وقدم قراءات لإنجازات لم يكن يتصورها حتى في اصعب كوابيسه عن الدخول من 60 موقع بدل ثمانية وعن قدرتها على تعمية الاستخبارات واحكام السيطرة على فرقة غزة التي لا عمل لها الا متابعة حماس والمقاومة الفلسطينية في غزة.
الاحتلال اقر ايضا ان حماس وحزب الله تمكنوا من خداعهم بجعلهم يتصورون ان المعركة ستاتي من فقط من جنوب لبنان ولذا جعل كل الانظار والاهتمام يذهب الى هناك وبالتالي وقع في الفخ الذي نصب له بإحكام وبمعنى ادق لقد انتصرت المقاومة عليهم بكل جدارة وباعترافهم الرسمي وبعد عام ونصف من تحقيق متواصل ودقيق وشامل.
المصيبة ان هناك في جبهتنا من يرفض هذا النصر ويصر على تحويله الى هزيمة بل ويعمل في سبيل ذلك واقصد في جبهتنا بالمعنى الشامل والعام ففي فلسطين ولبنان واليمن وسوريا من يعمل على ذلك بل ومن يتربص حتى بإيران عامدا متعمدا فلم يحفظ قائد الجيش اللبناني لحزب الله وطنيته العالية والصادقة وحرصه على وحدة لبنان بل انقض على الحزب وتجاهل جنازة شهيد الامة ولم يشارك باستفتاء العالم عليه يوم تشييع جسده الطاهر واطلاق روحه تجوب الكون وساهم في محاصرة الحزب ومنع الطائرات الايرانية من الهبوط في مطار بيروت وصمت صمت القبور على انتهاكات الاحتلال لوقف اطلاق النار واستجاب لكل شروط امريكا سيدة الجريمة وكذا فعلت حكومته واعضائها.
في اليمن لا زال هناك من يتآمر عليها وعلى شعبها وثورتها ويساهم في الحصار الغربي لها بل وبالقتال ضدها بكل الاشكال والانواع ساعيا بكل قواه لهزيمة شعب اليمن وثورته على امل ان يرضي امريكا ويواصل شراء السلاح منها لا لشيء الا ليكسر ظهر ذاته فاليمن ظلت وتبقى ظهرا حقيقيا لكل عربي وفي سوريا ضاع جنوبها قبل جنوب لبنان وجنوب فلسطين المحتلة وبات الاحتلال يسرح ويمرح دونما احتجاج صادق او شكوى حقيقية او رفض عملي لما يقوم به وكأنما هناك من يقر بحق الاحتلال بان يفعل ما فعل.
اما في بلادنا فالمصيبة لا مثيل لها فهناك من يروج للهزيمة ويتفنن في اثباتها ويسعد بحصولها حتى وان كان الثمن دم وجوع وعطش ومرض اطفال شعبه والرضع منهم قبل غيرهم مع ان مصلحة الجميع بلا استثناء باستنهاض كل الطاقات فالمقاومة التي شرفت الشعب والامة واثبتت عبر العدو قبل الصديق انها فعلت ما لم تستطيع دول وازنة من ان تفعله طوال عقود وعقود ومنحت العرب والسلمين والعالم اثباتا ان لا احد عصي على الكسر وفضحت الى غير رجعة كذبة الجيش الذي لا يقهر وبدل ان يتم شد عضد المقاومة المحاصرة الان من الجميع والتي تتعرض لكل صنوف الحصار والضغط راح البعض يساهم في هذا الضغط وهذا الحصار.
لا زال بإمكاننا ان نتكامل معا في فلسطين وعلى كل جبهات الاسناد فلدينا بوابات وبوابات لكسر الحصار عن اليمن وعن حزب الله ولتفجير الوضع في سوريا ضد الاحتلال وتحطيم مشروعه هناك مما يساهم في رفع المعاناة والاحتلال عن غزة وجنوب لبنان ولدينا سلاح السياسة والدبلوماسية بان نشمر عن سواعدنا ونحمل برنامج المقاومة الى كل ساحات السياسة في العالم موحدين برنامجنا مع من دفعوا اثمانا باهظة من دمهم طوال المعركة حاملين راية ان شعبنا لا يتخلى ولن يتخلى عن من قاتل معه ولا زال.
ان منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين تملك من الشرعيات الدولية ما يمكنها من فك الحصار ورفع الضغط ليس عن حماس والمقاومة الفلسطينية فقط بل وحتى عن لبنان واليمن ايضا وهي قادرة في الظروف الحالية التي توفرها رعونة ترامب وادارته من صناعة تحالفات لم تكن ممكنة في ظل الادارة السابقة فترامب بنفسه يوفر لنا ذلك ويساعدنا باستمرار على النجاح ان اردنا فهل يمكننا ان نستثمر في غباء الاعداء ام ان الكراهية تعمينا ولا نرغب بالتعلم من اعداءنا الذين يتقنون الاختلاف موحدين بينما نصر دوما اننا لا نريد اتقان شيء الا الاقتتال منقسمين.
اننا احوج اليوم الى شبكة امان وحماية لانجازات شعبنا من الكل الفلسطيني والحلفاء وبدل ان نقف متفرجين او مشاركين في اضاعة انجازاتنا علينا ان ننخرط معا في حمايتها فما انجز ليس لحماس ولا للجهاد الاسلامي بل لكل الشعب والامة فهل نرقى الى مستواها ونسعى لحماية شعبنا ومقاومته لعل الغد يأتي لنا ولمن اختلط دمهم بدمنا بالنصر.