اخر الاخبار

انعطافة كادت تحدث عواقب وخيمة الموساد الإسرائيلي والاستخبارات التركية” الملّية”..

أمد/ على سبيل مبدأ الإستقامة العلمية نفسها ، والأرجح أن الحكومة اللبنانية تتجنب عواقب الإنزلاق إلى دوامة الحروب والدمار والخسائر البشرية ، ولكن ما يجب حقاً  الإشارة إلى أن هناك نقطة حساسة قد تجاوزت أهم المحرمات في مدرسة عقلانية الدبلوماسية ، وهي أن الصحيح بأن الدولة تملك القرار في مسألة الحرب والسلام ، ومع ذلك ، عندما تجد الدولة نفسها عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها السياسية والأمنية ، مثل تنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار  وإنسحاب الإحتلال الكامل حسب توقيتات الإتفاق ، يصبح من حق المقاومة أن تتولى مسؤولية تحرير الأراضي اللبنانية والسورية والفلسطينية من الإحتلال الإسرائيلي  .

وهذا ينطبق الأمر كذلك على الأمة العربية والإسلامية ، فإذا اخفقتا القمة العربية والمؤتمر الإسلامي في وقف الإبادة الجماعية في القطاع الفلسطيني ، واستمرت الولايات المتحدة في تقديم الدعم الكامل للإحتلال في فلسطين ، فإن من حق الشعوب العربية والإسلامية إتخاذ خطوات جادة نحو معاقبة الولايات المتحدة شعبياً والتصرف حسب حجم الكارثة الإنسانية في غزة .

في جانب آخر ، ولكنه مرتبط في رأيّ بسياقات إعادة ترتيب المنطقة ، ومع حملة الاعتقالات التي نفذتها إدارة الرئيس ترامب بحق الطلاب والطالبات في الجامعات الأمريكية.

، وتحديداً للذين يتضامنون مع الشعب الفلسطيني ، يتساءل الكثير ، هل يمكن للرئيس وأعوانه بأن يتكرموا على البشرية بتقديم النصيحة حول شكل والطريقة الصحيحة للاحتجاج السلمي على ما يجري بحق الأطفال والنساء والأبرياء في غرة ؟ ، فإذا كان التظاهر أو الإعتصام أو الإضراب يُعتبر من أشكال الإرهاب ، فهل الرسم أو أداء التمثيلي الصامت ، تماماً كما يحدث على خشبة المسرح من عروض فنية دون كلام ، مسموحاً ؟ ، لكن الأدوارهم تتم بإستخدام الإيماءات والحركات الجسدية فقط ، وقد أشتهر فن التمثيلي الصامت بين القرنين الثامن عشر والعشرين الميلاديين بسبب القمع الاستبدادي آنذاك ، فهل مثل هذه الإحتجاجات مقبولة وستكون بعيدة عن إلصاقها بتهمة الإرهاب .

هنا يبقى هو الداء الذي يتوجب الإشارة له وربما يحتاج إلى استئصاله قبل أن يتمادى أكثر ، فمنذ 51 عاماً وهذه هي المدة الزمنية التى بدأت المجموعات الإنفصالية في ضرب المشروع الدولة في تركيا وسوريا معاً ، بل في أغلب المنطقة ، وبالفعل منذ تولى حزب العدالة والتنمية الحاكم بدأ العد التنازلي لهؤلاء ، ثم يبقى السؤال الأهم ، : هل الإسرائيليون على دراية تامة بما يحصل ، أو بالأحرى إسرائيل هي التى تخوض مع الدولة التركية مواجهة من خلال الاستخبارات الإسرائيلية وحلفاؤها في دعم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو ، وارتباطه بمنظمة الـPKK بهدف تأسيس منظمة إرهابية جديدة تحت إسم “Kent”؟ وفقاً للمعلومات التىّ حصلت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA)، فإن إمام أوغلو قد قدم دعماً لهذه المنظمة ، ويقدر المبلغ بحوالي 100 مليون دولار من عوائد البلدية ، هذا الأمر يدفع المراقب إلى التساؤل حول تفسير معقد لهذه المسألة ، فإذا كانت خطوات أكرم إمام أوغلو مرتبطة بمحاولة الإنقلاب التي حدثت في الساحل السوري ، فإن ذلك يشير إلى تخطيط استخباراتي واستراتيجي من تل أبيب للضغط على النظام التركي في سوريا وفلسطين ، وكذلك لوقف تمويل الجماعة الإسلامية في لبنان بأسلحة ثقيلة ومتطورة .

كان من المتوقع أن يؤدي التحالف بين إسطنبول والمنظمات الكردية والقوى الساحلية السورية إلى انعطافة كبيرة ، تحمل في خباياها عواقب وخيمة ومدمرة ، وتطلعوا المتصاهرين الجدد بأنها ستكون لها آثار شاملة في المنطقة ، وبصراحة هذه الانعطافة ليست خالية من الفكرة التي وُلدت على أساسها إسرائيل ، فهي في النهاية فكرة لم تتوقف منذ نشأتها عن التفكير في تفكيك القوى الكبرى بهدف جمع المفكك لصالح استمرارها في الحياة ، بالطبع كما هو عادةً ، يتم تسليط الضوء إعلامياً على أكرم فقط ، لكن محاربة جهاز الموساد في تركيا وتفكيك المنظمات التي تربطها علاقة وثيقة مع حلقات الموساد كانت ومازالت جارية منذ عقدين ، واليوم كانت الحصيلة كبيرة وضربة موجعة في سوريا وتركيا سواء بسواء ؛ حيث تم إعتقال أكرم بالإضافة إلى رئيسين لبلدتين آخريّن ، وقُبض على حوالي 200 شخص آخرون ، جميع هذه الاعتقالات تتعلق بشبكات تصريف العملة والفساد الإداري التى تعكس هذه الشبكات سلباً على الحياة الاقتصادية المرتبطة بالبورصة ، ونتيجة لذلك ، شهدت بورصة إسطنبول خسائر كبيرة تراوحت بين 78% خلال الجلسة الصباحية فقط ، مما أستدعى إلى تفعيل آلية وقف التداول مرتين ، كما سجل الدولار الأميركي رقماً قياسياً جديداً متخطي حاجز الـ 41 ليرة تركية ، وهو أمر تتمناه تل أبيب ، تحديداً من خلال مشاهدتها تصاعد حالة التوتر الداخلي في تركيا وتفعيل الإشتباكات السياسية بهدف ضرب الاقتصاد والاستقرار التركي معاً . والسلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *