انطلاق توظيف 12 ألف أستاذ رياضة بالابتدائي
شرعت وزارة التربية، رسميا، في تجسيد قرار رئيس الجمهورية، توظيف 12 ألف أستاذ لتأطير الرياضة المدرسية في التعليم الابتدائي، حيث تقرّر إسناد تدريس المادة للأساتذة الحاملين الشهادات الجامعية في التخصص، مما سيسمح بتقليص الحجم الساعي في هذا الطور، بإعفاء أساتذة اللغة العربية. إلى ذلك سجلت الوزارة، رسوب بنسبة 20 بالمائة، بدء من الأولى متوسط، و50 بالمائة في “البيام”، وذلك بسبب امتحان “السانكيام”.
وصف وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، قرار رئيس الجمهورية توظيف 12 ألف أستاذ لتأطير الرياضة المدرسية في التعليم الابتدائي، مكسبا إضافيا ونقلة نوعية واستراتيجية ستسمح بترقية هذه المادة في الوسط المدرسي لجعل المدرسة “خزانا” للنخب الرياضية، خاصة وأنه سيتم إسناد تأطير هذه المادة للأساتذة من حاملي الشهادات الجامعية في التخصص مقابل إعفاء أساتذة العربية من هذه المهمة التي كانت تقع على عاتقهم، ليتم بذلك تقليص الحجم الساعي لهؤلاء في هذا الطور التعليمي.
وفي هذا الإطار، عقد الوزير قبل يومين، ندوة وطنية، عبر تقنية التحاضر المرئي، حضر أشغالها إطارات من الإدارة المركزية ومديرو القطاع، وذلك عقب اجتماع مجلس الوزراء المنعقد الأحد الماضي، وخصِّصت الندوة تلك لتقديم التعليمات والتوجيهات الكفيلة بتجسيد قرار رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بتوظيف 12 ألف أستاذ لتأطير الرياضة المدرسية في التعليم الابتدائي من حاملي الشهادات الجامعية في التخصص.
وأشار وزير التربية في ندوته مع إطاراته المركزيين والولائيين، إلى اللقاء الذي جمعه برؤساء التنظيمات الوطنية المعتمدة لأولياء التلاميذ، حيث تم إطلاعهم بمخرجات مجلس الوزراء في شقه المتعلق بالتربية وبالمكاسب التي سيعود بها على التلاميذ.
وأكد المسؤول الأول عن القطاع، أن هذا “المكسب” الإضافي يُعدّ نقلة نوعية واستراتيجية، سيسمح بترقية التربية البدنية والرياضية في الوسط المدرسي وسيجعل من المدرسة خزانا للنخب الرياضية، خاصة وأن رئيس الجمهورية، يضيف، أمر بإنشاء مديرية عامة للرياضات المدرسية على مستوى الوزارة، تُمكّن من التحكم في هذا الملف بجميع أبعاده، كما أن تداعياته الإيجابية ستتجلى على عدة مستويات، يقول الوزير بلعابد.
فعلى المستوى المهني، سيتم إسناد تأطير هذه المادة لأساتذة حاملي الشهادات الجامعية في التخصص مقابل إعفاء أساتذة مادة اللغة العربية من هذه المهمة، فيما سيساهم القرار في تقليص الحجم الساعي للأساتذة. أما على المستوى الاجتماعي، فإن الأمر يتعلق بتوظيف 12 ألف من خريجي الجامعات الجزائرية المتخصصين في التربية البدنية والرياضية، “ليُضاف إلى المجهودات الجبارة التي تبذلها الدولة في الحد من البطالة”.
وعلى المستوى العالمي، يعتبر القرار، حسب الوزير، خطوة هامة في مسار ترقية المدرسة الجزائرية، إلى مصاف المنظومات التربوية المتقدمة، بتجسيدها لتوصيات الميثاق الدولي للتربية البدنية والنشاط البدني والرياضة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونيسكو”، خاصة المادة الرابعة منه التي تنص على أن دروس التربية البدنية ينبغي أن يقدّمها معلّمون مؤهلون في التربية البدنية في جميع المراحل التعليمية.
أما على المستوى الاستراتيجي، يقول الوزير بلعابد، سيكون هذا الإجراء بمثابة دعم مؤكد للتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة، كون التأطير المتخصص، حسبه، يمتلك الكفاءات والمهارات التي تسمح له بتكييف ما يجب تكييفه من النشاطات الرياضية لتستفيد منها هذه الفئة من التلاميذ.
“السانكيام وراء رسوب 50 بالمائة في امتحان التعليم المتوسط
من جهة أخرى، في قطاع التربية والتعليم دائما، قال ضيف الله محمد، مدير التعليم الابتدائي بوزارة التربية الوطنية، لدى مشاركته في برنامج “ضيف الصباح” على القناة الإذاعية الأولى، أن قرار اعتماد نظام جديد للتقويم في المدرسة الابتدائية يسمى “امتحان تقويم المكتسبات”، بدءا من الموسم الجاري يهدف إلى ضمان التحضير أو الإعداد الجيد للتلاميذ لمرحلتي التعليم المتوسط والثانوي.
وكشف محمد ضيف الله، أن النظام التقويمي السابق كان يعتمد على تقييم ثلاث مواد فقط، وهي العربية والرياضيات والفرنسية، وهو ما أدى، يضيف، إلى تسجيل عمليات رسوب بدءا من السنة الأولى متوسط بنسبة 20 بالمائة، وهذه النسبة تصل إلى حدود 50 بالمائة خلال امتحان شهادة التعليم المتوسط.
واعتبر مدير التعليم الابتدائي، أن التقويم الجديد يشمل جميع المواد، ويعتمد على تنمية ملكة الفهم والذكاء ويركّز أيضا على التقييم الشفهي “وذلك لأول مرة في تاريخ التعليم في الجزائر، وهو ما يمكن من جمع معطيات حقيقية عن المستوى الحقيقي للتلميذ..”، مشيرا إلى أن كل الامتحانات ستتم في موعدها لجميع الأطوار وذلك بالنسبة لجميع الدروس المقررة.
وانتقد ممثل الوزارة، النظام السابق المعتمد “لأنه لم يكن في صالح التلاميذ لأنه كان يقدّم أرقاما ترضي بالدرجة الأولى الأولياء والجبهة الاجتماعية ولا يأخذ بعين الاعتبار مصالح التلاميذ والنظام التربوي الوطني من حيث الجودة والفعالية”.
وضمن هذا السياق واستعدادا لتنظيم الامتحان الخاص بنهاية فترة التعليم الابتدائي، وفقا للنظام الجديد للتقويم، قال ضيف الله بأن الوزارة شرعت في تنظيم دورات تكوينية في وقت مبكر من هذه السنة لأكثر من 80 ألف مؤطر مابين مفتش ومدير مدرسة.
وبخصوص تقييمه لبداية تعليم اللغة الانجليزية في الطور الأول من التعليم التي أقرها رئيس الجمهورية، أوضح مدير التعليم الابتدائي بوزارة التربية، أن النتائج المحصّل عليها لحد الآن تعدّ طيّبة وفاقت المعدلات المحصّل عليها في باقي اللغات.