اخر الاخبار

انتهاء الحرب في غزة أمد للإعلام

أمد/ رغم مرارة الحرب ، الا ان لحظة انتهاؤها يبدأ كلا الطرفان في حساب المكاسب و الخسائر ، و مع طول المدة يدرك الجميع تفاهه الأسباب التي قامت من أجلها الحرب ، و حصدت ارواح الالاف من كلا الطرفين .

بدأت حرب غزة منذ عام و بضع اشهر ، و رغم ان أسبابها كانت مشروعة الا ان ردت الفعل الاسرائيلي كانت قاسية للغاية على شعب اعزل كل طموحه كان البحث عن الحرية و رفع الحصار و تحسين الأحوال المعيشية ، و هي متطلبات العيش الكريم في اي دولة بالعالم !

فلا يمكن ان تقصف شعب و تقتله لمجرد انه تمرد عليك مطالبا برغيف خبز او شربة ماء او الخروج من بوتقة الحصار البري و البحري و الجوي .

تدخلت في الحرب أطرافا عربية و اقليمية ، زادت من تأجيجها نتيجة عمق حماس الإيراني ، الذي اشعل جميع الساحات التي تعود لإيران في المنطقة و الذي يطلق عليها محور المقاومة ، خسر محور المقاومة كثيرا و لعل خسارته كانت الأبرز في هذه الحرب ، فقد حزب الله امينه العام حسن نصر الله وهو الشخصية الابرز لمحور المقاومة ، و جميع الصف الأول من قيادات الحزب ، و هذا ادى الى هدوء نسبي بين اسرائيل و لبنان ، و ادى الى تغيير معادلة ميزان القوى داخل لبنان ، حيث انخفض نفوذ حزب الله و سطوته داخل لبنان .

حدث صدام بين ايران و اسرائيل و لحسن الحظ انه لم يصل لنطاق حربا اقليمية قبل ان يقطع ثوار سوريا الطريق بإسقاط نظام الأسد .

اليمن تورطت في حربا واسعة النطاق مع امريكا و بريطانيا و اسرائيل و لم تنتهي الى يومنا هذا ، وربما تنتهي مع اعلان الهدنة في غزة .

ايا كان حصاد هذه الحرب ، السؤال هو ماذا ربحت اسرائيل ؟ و ماذا ربحت حماس ؟

اسرائيل خسرت الالاف الجنود و جرح مثلهم و اعيق مثلهم وصارت اسرائيل اقرب للتفكك ، ولم تستعيد الأسرى ، ولولا الدعم الأمريكي و الغربي لانتهت اسرائيل للأبد !

اما حماس فقد خسرت 70% على الأقل من قوتها و حوالي مائة الف شهيد و جريح و تدمير القطاع عن بكرة ابيه .

في ميزان الربح و الخسارة جميع الاطراف قد خسروا ، و حزب الله اللبناني الخاسر الأكبر ، لأن خسارته كانت نتيجة التضامن و الاسناد مع غزة و ليست حربا مباشرة مع اسرائيل .

النفوذ الأمريكي للإدارتان المشتركتان ترامب و بايدن هو ما ادى الى الاتفاق على هدنة بين حماس و اسرائيل بعد طول الحرب التي تعنت ناتنياهو في اطالتها ، في نفس الوقت الذي نضجت فيه اتفاقات فلسطينية داخلية بين فتح و حماس على تشكيل لجنة لإدارة القطاع في مرحلة اعادة الاعمار .

أظن ان على القادة الفلسطينيين الحرص على اتفاق سلام مرضي مع الاحتلال لتحسين شروط عودة الحياة لقطاع غزة ، و ان تكون حل مشكلة الحصار و الطاقة و الاقتصاد على رأس اولوياتها .

الشعب الغزي ذاق الويلات خلال اكثر من عام و قد حان الوقت لينعم بالرفاهية و الهدوء و رغد العيش ، و ان يكون سلام طويل الأمد وضمانات تجمع كل من اسرائيل و حماس ، شعبنا يستحق الحياة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *