انتقاد أمريكي وإسرائيلي لتعيين شارفيت رئيسا للشاباك ودعوة لمراجعة القرار

أمد/ تل أبيب: في ظل الانتقادات المتزايدة لتعيين شارفيت، سواء من قبل شخصيات أميركية بارزة، أو من داخل الأوساط الأمنية الإسرائيلية والمعارضة، تتصاعد التكهنات حول احتمال تراجع نتنياهو عن القرار أو تجميده.
ووجّه السيناتور الجمهوري الأميركي البارز، ليندسي غراهام، انتقادات حادة لتعيين إلي شارفيت رئيسًا للشاباك، واصفًا القرار بأنه “إشكالي” وقد يتسبب بتوتر غير ضروري بين واشنطن وتل أبيب في لحظة سياسية حساسة.
وقال غراهام، المقرب من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والمعروف بدعمه القوي لإسرائيل، في منشور على منصة “إكس”، “من المؤكد أن أميركا ليس لها صديق أفضل من إسرائيل، لكن تعيين شارفيت في هذا المنصب يُعد قرارًا مثيرًا للقلق”.
وأضاف “لم يكن لإسرائيل صديق وداعم أقوى من الرئيس دونالد ترامب، والتصريحات التي أدلى بها إلي شربيت بشأن ترامب وسياساته ستؤدي إلى توترات لا داعي لها في وقت حرج”. وتابع “نصيحتي لأصدقائي في إسرائيل هي أن يعيدوا النظر في هذا التعيين، وأن يُحسنوا عملية التدقيق في اختيار المسؤولين”.
While it is undeniably true that America has no better friend than Israel, the appointment of Eli Sharvit to be the new leader of the Shin Bet is beyond problematic.
There has never been a better supporter for the State of Israel than President Trump. The statements made by Eli… https://t.co/26bgwO9yfO
— Lindsey Graham (@LindseyGrahamSC) March 31, 2025
معارضة إسرائيلية
وقال عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان، الذي كان وزير الجيش عند تعيين شارفيت قائدًا لسلاح البحرية: “شرفيت كان قائدًا ممتازًا، لكنه لا يملك أي خلفية استخباراتية أو تأهيل في هذا المجال. الاعتبارات التي قادت إلى تعيينه، بعد سنوات من ابتعاده عن الأطر العسكرية، تثير الكثير من التساؤلات”.
فيما أكد غادي آيزنكوت، الذي كان رئيس الأركان عندما عُيّن شارفيت في منصب قائد سلاح البحرية: “إيلي هو قائد وزعيم ذو عمود فقري مهني وأخلاقي، تميّز في جميع مناصبه في الجيش، ومن خلال معرفتي الطويلة به، أنا واثق بأنه سيدفع بالمنظمة قُدمًا وفقًا لمهمتها، وسيبقى مخلصًا لدولة إسرائيل”.
وقال رئيس معسكر الدولة، بيني غانتس: “اللواء في الاحتياط إيلي شرفيت هو إنسان وقائد ممتاز، صاحب قيم وخبرة. إنسان مستقل، تحركه دائمًا لمصلحة أمن إسرائيل، ولا شك لدي أن هذا سيستمر أيضًا في المستقبل”.
ومع ذلك، من الواضح أن رئيس الحكومة قرر هذا الصباح مواصلة حملته ضد جهاز القضاء وقيادة دولة إسرائيل نحو أزمة دستورية خطيرة. تعيين رئيس الشاباك يجب أن يتم فقط بعد قرار المحكمة العليا.
أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يوم الإثنين، قرار الأخير بتعيين قائد سلاح البحرية الأسبق، إيلي شارفيت، رئيسا جديدا لجهاز الأمن العام (الشاباك) خلفا للمقال رونين بار.
ويأتي قرار نتنياهو في أعقاب رفض المحكمة العليا طلب نتنياهو بإلغاء الأمر الاحترازي الذي أصدرته المحكمة بتجميد إقالة بار إلى حين البت في الالتماسات المقدمة بهذا الشأن، لكنها سمحت له بإجراء مقابلات مع مرشحين للمنصب.
وبحسب مصادر مقربة من نتنياهو، فإن الأخير سيتراجع عن قراره بتعيين شربيت بعد أن قوبل الاختيار بانتقادات ومعارضة من داخل معسكره وحزبه على خلفية مشاركة قائد سلاح البحرية الأسبق في مظاهرات ضد الحكومة.
وجاء في بيان مكتب نتنياهو، أنه “بعد أن أجرى رئيس الحكومة مقابلات معمقة مع سبعة مرشحين جديرين، قرر تعيين قائد سلاح البحرية الأسبق والضابط في الاحتياط إيلي شربيت، رئيسا جديدا للشاباك”.
وقال مكتب نتنياهو، إن “الشاباك تعرض لهزة شديدة في السابع من أكتوبر. رئيس الحكومة مقتنع بأن شربيت هو الشخص المناسب لقيادة الشاباك”.
يذكر أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد صادقت يوم 20 آذار/ مارس على إقالة بار من رئاسة جهاز الشاباك، وذلك بعد قرار اتخذه نتنياهو وقد أعقب ذلك تصاعد الاحتجاجات في الشوارع الإسرائيلية ضد حكومة نتنياهو والمطالبة بالتوصل إلى صفقة تبادل أسرى وإنهاء الحرب على غزة.
من هو إيلي شارفيت
• ترعرع في سلاح البحرية ضمن أسطول الصواريخ (شيطت الستيل)، وتدرّج فيه من ضابط بحري صغير حتى قائد الأسطول. بخلاف قادة سلاح بحرية آخرين، بقي طوال مسيرته المهنية ضمن هذا الأسطول فقط، ولم يشغل مناصب في أساطيل أخرى مثل أسطول الغواصات أو وحدة شاييطت 13. معنى ذلك أنه كضابط شاب لم يختلط كثيرًا بالعمليات السرية المعروفة أكثر لتلك الوحدات، بل نشأ في الأسطول الأقل سرّية ضمن سلاح البحرية.
• في المناصب العليا التي شغلها لاحقًا في الجيش، أدى وظيفة واحدة فقط خارج سلاح البحرية، وهي رئيس شعبة في هيئة العمليات. باستثناء هذا المنصب، لم يتولَ مناصب مرتبطة بشكل مباشر بالساحة الفلسطينية أو الاستخبارات، على الرغم من أنه بطبيعة الحال تعامل مع هذه القضايا في إطار مهامه في سلاح البحرية.
• خلال فترة خدمته كقائد سلاح البحرية (حوالي 5 سنوات)، قاد سلسلة من العمليات السرية ضد سفن إيرانية في أنحاء المنطقة البحرية للشرق الأوسط. هذه العمليات استمرت حتى تم تسريبها إلى الإعلام الأجنبي. في حينه، انتقد شربيت بشدة هذا التسريب، الذي أدى بدرجة كبيرة إلى وقف متتالية العمليات.
• كما نُشر، عارض تشريع “الانقلاب القضائي” وشارك في التظاهرات في كابلان. ومع ذلك، ومنذ تسريحه من الجيش، قلّ ظهوره الإعلامي وحافظ على بروفيل جماهيري منخفض. في هذه السنوات، انشغل بشكل أساسي في مجالات الصناعات العسكرية.
• في الأسابيع الأخيرة، عيّنه رئيس الأركان هرتسي هليفي عضوًا في الطاقم الذي يراجع تقارير التحقيق التي أعدها اللواء في الاحتياط سامي ترجمان
تم تجنيده في عام لدورة ضباط بحرية (كورس حوفليم)، وخدم في مجموعة من المناصب القيادية في أسطول الصواريخ (شيطت الستيل). بين السنوات 20032006 شغل منصب قائد سرب ونائب قائد الأسطول.
بين السنوات 20062007، خرج للدراسة في كلية الأمن القومي (מב”ל).
بين 20072009، شغل منصب رئيس قسم في هيئة العمليات (أماتس)