اخبار المغرب

الشعب المغربي.. الداعم الرئيسي للقضية الفلسطينية

تاريخياً تحرير فلسطين لم يأتِ من دول الطوق بل جاء المدد من أبعد من ذلك من المغرب وغيره.. كل المبادرات المغربية اليوم ليست إلا امتداد للدور الجوهري التاريخي الذي لعبه المغاربة في تحرير وصيانة القدس، حين دعا صلاح الدين الأيوبي إلى الجهاد لتحرير القدس من الصليبيين، لبّى المغاربة النداء، وجاؤوا برّاً وبحراً .. قاتلوا في معركة حطين، وسال دمهم على تراب القدس الشريف حتى يُروى أن صلاح الدين قال عنهم: (يثبتون في البر، ويبطشون في البحر، لا يخافون في الدفاع عن المسلمين ومقدساتهم) وحين انتصر، لم يسمح لهم بالعودة، بل طلب منهم البقاء في القدس، وأسكنهم بجوار المسجد الأقصى، وأوقف لهم حيّاً كاملاً (حارة المغاربة) مرّت القرون، والمغاربة مرابطون في القدس أنشأوا المساجد، المدارس، وأوقفوا الأموال والقرى لخدمة الزوار والمجاهدين .. قرية عين كارم بأكملها كانت وقفاً مغربياً لإعالة أهل الحارة وخدمة زوار الأقصى ولهذه القرية قصة عجيبة جداً في عام 1955 حين حاولت إسرائيل الاستيلاء على وقف عين كارم الموقوف للمغاربة منذ عهد صلاح الدين، سعت فرنسا نيابة عن المغرب لاستصدار حكم يمنع نقل الملكية، وعرضت السلطات الإسرائيلية تعويضًا سنويًا قدره 3000 ليرة إسرائيلية عن ريع الوقف منذ 1948، لكن بعد استقلال المغرب، جاء الرد واضحًا من وزارة الأوقاف المغربية: (لا يمكن الدخول في أي معاملة مع الاحتلال، حتى لا يُفهم ذلك اعترافًا بشرعية إسرائيل.) فلا مساومة على الوقف، ولا اعتراف بالمحتل. (المصدر: موسوعة القدس، دار الفكر، ج2، ص 309311) ..

في العصور المملوكية والعثمانية، ازدهر وجودهم أكثر صاروا أئمة المسجد الأقصى على المذهب المالكي، وقضاة، وشيوخ، وحماة للثغر المقدس .. وفي نكبة عام 1967، لم ينسَ الاحتلال من أين جاء الثبات وأول ما فعله بعد احتلال القدس: هدم حارة المغاربة بالكامل، وتهجير أهلها، ومحو أكثر من 800 سنة من الجهاد والوقف والتاريخ .. رغم المسافة، لم يتخلّ المغرب عن القدس يوماً .. واليوم وعلى كافة الأصعدة ورغم ما يمر به المغرب من جوار سوء وتكالب على استقراره وابتزاز لوحدته، هذا الوطن لا يزال الداعم الرئيسي للقضية الفلسطينية، شعبياً لم يهدأ الشارع المغربي من أول يوم، وبشهادة مراكز دراسات المحتل الظالم الشعب المغربي في مقدمة الشعوب تضامناً مع غزة وخرجات كل أبنائه وبناته شاهدة على ذلك، وقيادةً موقف المغرب واضح من حرب الإبادة والدعم مستمر في الترميم والكفالات ودعم صمود المقدسيين وهذا بالضبط ما يجب أن يُضاعف لا أن يُهمّش، ما يجب أن يُرفع لا أن يُنسى .. هذا هو النموذج الذي يُحتفى به، ويُروى، ويُعلّق في أعناق الأجيال .. وليشهد التاريخ أننا في زمن التمايز اخترنا أن نكون في الصف الذي لا يخون !

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *