اليوم الـ 36 من اتفاق غزة.. تواصل انتشال جثامين الشهداء

أمد/ غزة: في اليوم السادس والثلاثين من بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة واصلت الطواقم الطبية والدفاع المدني انتشال جثامين الشهداء المنتشرة في شوارع قطاع غزة في مناطق كانت تحت سيطرة جيش الاحتلال وتصر إسرائيل على رفضها إدخال المنازل المتنقلة والكرافانات والمعدات الثقيلة، وتعرقل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وتواصل الحكومة الإسرائيلية خرق اتفاق وقف إطلاق النار على مختلف الأصعدة والمجالات وتمتنع عن تنفيذ كل ما ورد في نص البرتوكول الإنساني، وكذلك المماطلة في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق التبادل، مع إعلان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، التزامه بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنشاء “غزة مختلفة”.
وقرّر وزير جيش الاحتلال، يسرائيل كاتس، إنشاء إدارة خاصة في وزارته، لتهجير أهالي قطاع غزة “طوعا”، حيث من المقرر أن تضم الإدارة ممثلين عن الوزارات الحكومية الأخرى، ومختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب العدوانية
أعلنت مصادر طبية، يوم الاثنين، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48,346، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111,759 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 7 شهداء، منهم 5 انتُشلت جثامينهم، و6 إصابات خلال الساعات الـ24 الماضية.
يشار إلى أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، دخل حيز التنفيذ في التاسع عشر من شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، ومنذ بدء سريانه، استُشهد وأصيب عدد من المواطنين في أنحاء متفرقة من القطاع.
جيش الاحتلال يقصف عدة مناطق في رفح جنوب قطاع غزة
في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، شنت مقاتلات حربية تابعة للاحتلال الإسرائيلية، غارات جوية على مناطق في رفح جنوب قطاع غزة.
وجاء بيان الاحتلال ليبرر القصف قائلا: “بعد إطلاق الصواريخ الجيش يهاجم منطقة الإطلاق في رفح”.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه “رصد إطلاق صاروخ واحد من قطاع غزة لكنه سقط داخل أراضي القطاع والتفاصيل قيد الفحص”.
من ناحية أخرى، أكد وزير خارجية الاحتلال “جدعون ساعر”، أنه يمكن تحقيق شروط اليوم التالي في قطاع غزة بالوسائل السياسية أو حتى العسكرية كما شدد على ضرورة نزع الأسلحة بالكامل من غزة واستسلام حركتي حماس والجهاد.
وأضاف اليوم الاثنين، أن نزع أسلحة غزة واستسلام حماس والجهاد شرط الانتقال إلى اليوم التالي في القطاع وأكد أن الحرب في غزة لن تتوقف قبل الإفراج عن جميع الأسرى.
جيش الاحتلال يستهدف المواطنين ومنازلهم في حي الزيتون
استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الاثنين، المواطنين ومنازلهم في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وفي المناطق الجنوبية الغربية لمدينة رفح جنوب القطاع.
وأفادت مصادر محلية، بأن آليات الاحتلال تطلق نيرانها شرق حي الزيتون، وعند دوار العودة وسط مدينة رفح، ما أدى إلى اشتعال النيران بمبانٍ سكنية، دون أن يبلغ عن اصابات أو اعتقالات.
كما تتعرض منازل المواطنين في حي الفراحين ببلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس، لإطلاق نار مكثف من قبل قوات الاحتلال.
الإعلان عن استشهاد المعتقل مصعب هنية من غزة في سجون الاحتلال
أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير عن استشهاد المعتقل مصعب هاني هنية (35 عاما) من غزة، في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الهيئة ونادي الأسير، في بيان مشترك، مساء اليوم الاثنين، إنهما تلقيا ردا من جيش الاحتلال باستشهاد المعتقل هنية في الخامس من كانون الثاني/ يناير 2025.
وأضافا أن هنية اُعتقل من مدينة حمد في تاريخ 3/3/2024، ولم يكن يعاني من أية مشاكل صحية تذكر قبل اعتقاله بحسب عائلته، علما أنه متزوج وله طفل وحيد يبلغ من العمر تسع سنوات.
وتابعت الهيئة والنادي أنّ الاحتلال لا يكتفي بقتل المعتقلين، بل يتعمد حتى في الكشف عن مصيرهم التلاعب في الردود، وقد حصل ذلك مرات عديدة، وأكدا أنّ كافة الردود التي تتعلق بالشهداء هي ردود من جيش الاحتلال ولا يوجد أي دليل آخر على استشهادهم كون الاحتلال يواصل احتجاز جثامينهم، وفي أغلب الردود يشير الاحتلال إلى أنه جاري التحقيق، في محاولة منه للتنصل من أي محاسبة دولية.
وأوضحت هيئة الأسرى ونادي الأسير، أنّه باستشهاد المعتقل هنية، يرتفع عدد الشهداء بين صفوف المعتقلين في سجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة إلى 59 شهيدا، وهم فقط المعلومة هوياتهم من بينهم على الأقل 38 من غزة، وهذا العدد هو الأعلى تاريخياً، لتُشكّل هذه المرحلة هي المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة منذ عام 1967، ليرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 إلى 296، علما أن هناك عشرات الشهداء من معتقلي غزة رهن الإخفاء القسري.
وأضافت الهيئة والنادي أنّ قضية استشهاد المعتقل هنية تُشكّل جريمة جديدة في سجل منظومة التوحش الإسرائيليّ، التي وصلت إلى ذروتها منذ بدء حرب الإبادة، وأنّ ما يجري بحقّ الأسرى والمعتقلين ما هو إلا وجه آخر لحرب الإبادة، الهدف منه هو تنفيذ المزيد من عمليات الإعدام والاغتيال بحقّ المعتقلين.
وشددت الهيئة والنادي على أنّ وتيرة تصاعد أعداد الشهداء بين صفوف المعتقلين ستأخذ منحى أكثر خطورة مع مرور المزيد من الوقت على احتجاز الآلاف منهم في سجون الاحتلال، واستمرار تعرضهم بشكل لحظيّ لجرائم ممنهجة، أبرزها التّعذيب والتّجويع والاعتداءات بكافة أشكالها والجرائم الطبيّة، والاعتداءات الجنسيّة، والتّعمد بفرض ظروف تؤدي إلى إصابتهم بأمراض خطيرة ومعدية، عدا عن سياسات السلب والحرمان غير المسبوقة بمستواها.
وحمّلت الهيئة والنادي، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل هنية، وجددا مطالبتهما للمنظومة الحقوقية الدولية، بالمضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ شعبنا، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد للمنظومة الحقوقية دورها الأساس الذي وجدت من أجله، ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طالتها خلال حرب الإبادة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية لدولة الاحتلال.