اخر الاخبار

اليوم الثامن من بدء وقف إطلاق النار في غزة.. تواصل انتشال جثامين الشهداء

أمد/ غزة: في اليوم الثامن من بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة واصلت الطواقم الطبية والدفاع المدني انتشال جثامين الشهداء المنتشرة في شوارع قطاع غزة في مناطق كانت تحت سيطرة جيش الاحتلال.

فيما أكدت مصادر محلية استمرار دخول شاحنات المساعدات من معبر رفح البري لليوم الثامن على التوالي.

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة

 أعلنت مصادر طبية، يوم الأحد، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 47,306، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأضافت المصادر، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111,483، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

وأشارت إلى أن 23 شهيدا وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة، منهم 14 شهيدا انتُشلت جثامينهم، و5 شهداء متأثرين بجروحهم، و4 شهداء جدد، كما وصلت 11 إصابة إلى المستشفيات، نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال الساعات الـ72 الماضية.

وأوضحت المصادر أن عددا من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تزال طواقم الإسعاف والدفاع المدني لا تستطيع الوصول إليهم.

شهيد وإصابات إحداها خطيرة برصاص جيش الاحتلال في شارع الرشيد

استشهد مواطن، وأصيب آخرون، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في شارع الرشيد الساحلي من جهة مدينة غزة.

وأفادت مصادر طبية، باستشهاد مواطن برصاص الاحتلال، وإصابة آخرين، في منطقة تبة النويري غرب مخيم النصيرات، جراء إطلاق الاحتلال الرصاص تجاه تجمعات للمواطنين الذين ينتظرون العودة لمنطقة شمال القطاع.

وأضافت المصادر ذاتها، أن عددا من المواطنين أصيبوا، بينهم حالات خطيرة، جراء إطلاق الاحتلال الرصاص تجاههم، أثناء انتظارهم العودة للشمال.

وأصيب عشرات المواطنين أثناء انتظارهم العودة لشمال القطاع، التي كانت مقررة يوم أمس، إلا أن الاحتلال يواصل عرقلة عودتهم.

شهيد برصاص الاحتلال وسط مدينة رفح

استشهد مواطن، صباح يوم الأحد، برصاص جيش الاحتلال قرب ميدان الشهداء وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية، باستشهاد مواطن برصاص الاحتلال جراء إطلاق النار عليه من قناصة الاحتلال المتمركزين على محور صلاح الدين.

ومنذ يوم أمس، أصيب عشرات المواطنين أثناء انتظارهم العودة لشمال القطاع، التي كانت مقررة، إلا أن الاحتلال يواصل عرقلة عودتهم.

4 إصابات برصاص جيش الاحتلال غرب مخيم النصيرات

أصيب أربعة مواطنين، صباح يوم الأحد، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي غرب مخيم النصيرات.

وأفاد مراسلونا، بإصابة المواطنين الأربعة عقب استهداف تجمع للمواطنين في منطقة تبة النويري، أثناء انتظارهم العودة لشمال القطاع، والذي كان مقررا يوم أمس، إلا أن الاحتلال يواصل عرقلة عودتهم.

قطر: السماح بعودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى المناطق الشمالية صباح الإثنين

 قال ماجد الأنصاري مساء الأحد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية أنه في إطار الجهود المستمرة التي يقودها الوسطاء، تم التوصل إلى تفاهم بين الطرفين يقضي بأن تقوم حركة حماس بتسليم الرهينة أربيل يهودا واثنان من الرهائن قبل يوم الجمعة القادم.

كما ستقوم حماس بتسليم 3 رهائن إضافيين يوم السبت وفقاً للاتفاق بالإضافة إلى تقديم معلومات عن عدد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وأضاف أنه في المقابل، ستسمح السلطات الإسرائيلية، ابتداءً من صباح يوم غد الاثنين، بعودة المواطنين النازحين في قطاع غزة من الجنوب إلى المناطق الشمالية من القطاع كما ستسلم قائمة بأسماء 400 شخص ممن تم اعتقالهم منذ السابع من أكتوبر 2023 كل يوم احد في المرحلة الاولى.

آلاف النازحين يتكدسون على شارعي الرشيد وصلاح الدين انتظارا للعودة إلى شمال قطاع غزة

 يشهد شارعا الرشيد وصلاح الدين في وسط قطاع غزة تكدسًا كبيرًا للآلاف من النازحين، الذين ينتظرون السماح لهم بالعودة إلى مدينة غزة والشمال.

الآلاف أمضوا ليلة أمس على الشارعين في انتظار عودتهم إلى ديارهم بعد أن أجبرهم الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة منازلهم والنزوح إلى الجنوب.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي منع النازحين من العودة إلى الشمال منذ أمس السبت، مخالفا ما أعلن عنه في “اتفاق وقف إطلاق النار” الذي دخل حيز التنفيذ الأحد الماضي. ويشترط الاحتلال الإفراج عن المحتجزة أربيل يهودا للسماح للنازحين بالعودة.

وأفاد مراسل “وفا” بأن عشرات الآلاف من النازحين ينتظرون بفارغ الصبر العودة إلى مدينة غزة والشمال، غالبيتهم سيقطع مسافة 7 كيلومترات على الأقل سيرا على الأقدام.

وأضاف أنهم باتوا ليلتهم في العراء رغم البرد القارس بجانب شاطئ البحر في شارع الرشيد، وهم مصرّون على العودة رغم علم بعضهم المسبق بأن الاحتلال دمر منزلهم، وبالتالي بعضهم يحمل معهم خيمتهم التي سينصبونها فوق ركام منازلهم.

ويمتد شارع الرشيد الساحلي من شمال القطاع إلى جنوبه، حيث شهد خلال حرب الإبادة على مدار 470 يوما، العشرات من المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المواطنين الذين كانوا في طريقهم للنزوح من الشمال إلى الجنوب.

وقالت إحدى النازحات إنها وأفراد عائلتها أشعلوا النيران في الأخشاب التي استخدموها لبناء خيمهم طوال فترة النزوح، وذلك لتتمكن من الحصول على بعض التدفئة بعد قضاء ليلة في العراء.

وقد قامت العديد من العائلات بنقل الأغطية والمستلزمات الشخصية على ظهر المركبات والشاحنات والعربات، استعدادًا للعودة إلى مدينة غزة وشمال القطاع، بعد أن فقدوا كل شيء جراء القصف والدمار الذي خلفته الحرب.  

وقال نازحون تحدث معهم مراسل “وفا” إنهم سيعودون لإعمار بيوتهم، وللبحث عن أقربائهم تحت الركام، كما أن هناك عائلات قسمت نفسها قسمين شمال وجنوب حفاظا على النسل، فمن نزح في الجنوب سيعود لاحتضان من في القسم الشمالي أو لدفنهم أو لزيارة قبورهم.

وقال النازح محمد الكحلوت (46 عاما) إنهم ينتظرون العودة إلى شمال القطاع، رغم تخوفهم من إقدام الاحتلال على استهدافهم، حيث لا توجد أي ضمانات على سلامتهم في رحلة العودة.

بدوره، قال النازح إسماعيل الشنباري من بلدة بيت حانون شمال القطاع والذي دمر الاحتلال بيته في أول الحرب، إنه سيعود إلى بلدته بأي شكل، مضيفا: “تعبنا ذل ونزوح، سنعود حتى لو قتلنا فالقتل شمال وجنوب، وسأعيد نصب الخيمة على أنقاض بيتي”.

من جانبه، قال النازح عوني شلح من حي الشجاعية شرق مدينة غزة إنه فقد 6 أفراد من عائلته، ونزح في أول الحرب بعد أن دمر الاحتلال منزله، مضيفا: “اشتقنا لغزة، دمروا بيتي لكن طالما أن المسألة خيمة، فخيمة فوق ركام بيتي أفضل”.

من جهتها، لا تعرف النازحة سارة بكر من مدينة غزة أي معلومات عن بيتها وما حل به، مؤكدة أنها ستعود حتى لو سيرا على الأقدام رغم أنها حامل في الشهر السابع.

وبين السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 والتاسع عشر من كانون الثاني/ يناير 2025، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد وإصابة ما يزيد على 158 ألفا، معظمهم أطفال ونساء، وخلفت ما يزيد على 14 ألف مفقود.

وتسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي في تهجير أكثر من 85% من مواطني قطاع غزة أي ما يزيد على 1.93 مليون مواطن من أصل 2.2 مليون، من منازلهم بعد تدميرها، كما غادر القطاع نحو 100 ألف مواطن منذ بداية العدوان.

ويعيش نحو 1.6 مليون من المواطنين القطاع حاليا في مراكز إيواء وخيام تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة الآدمية، وسط دمار هائل وغير مسبوق في البنى التحتية وممتلكات المواطنين، وتشير التقديرات الى أن أكثر من 80% من قطاع غزة مدمر.

الأمم المتحدة: أكثر من 13 ألف طفل فلسطيني ضحايا حرب غزة

قالت وكالة تابعة للأمم المتحدة، إن الحرب في قطاع غزة كانت مدمرة بالنسبة للأطفال، حيث استشهد فيها أكثر من 13 ألف طفل فلسطيني.

وأشارت الوكالة الأممية عبر موقعها الرسمي، الليلة الماضية، إلى إصابة نحو 25 ألف طفل فلسطيني في الحرب، كما نقل أكثر من 25 ألفا آخرين إلى المستشفيات، بسبب سوء التغذية.

وقال نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة جيمس كاريكي، في الآونة الأخيرة لمجلس الأمن، “كونك طفلا، فإن غزة هي اخطر مكان في العالم يمكن أن تكون فيه”، مضيفا “أطفال غزة لم يختاروا هذه الحرب، ومع ذلك فقد دفعوا الثمن الأكبر”.

بدوره، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “بأنه من بين 40 ألفا و717 شهيدا تم التعرف عليهم حتى الآن في غزة، كان العدد 13319 لأطفال”.

وقالت الوكالة، يوم الجمعة، إن هذه الأرقام صادرة عن وزارة الصحة في غزة.

من جهتها، ذكرت وكالة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، أن تقديراتها تشير إلى إصابة 25 ألف طفل بناء على تحليل للمعلومات التي تم جمعها مع وزارة الصحة في غزة.

وقالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، إن نحو 19 ألف طفل تم إدخالهم إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد في الأشهر الأربعة التي سبقت كانون الأول الماضي.

وجاء هذا الرقم أيضا من “اليونيسف”، التي قالت إنه استنادا إلى بيانات تم جمعها من قبل موظفي الأمم المتحدة في غزة تركز على التغذية، بالتنسيق مع جميع الوكالات الأممية المعنية.

ولفتت الأمم المتحدة الى أن الآلاف من الأطفال أصبحوا أيضا أيتاما أو تم فصلهم عن والديهم خلال الحرب التي استمرت 15 شهرا.

وذكرت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة العالمي “التعليم لا ينتظر” ياسمين شريف، في مؤتمر صحفي أن 650 ألف طفل في سن المدرسة حرموا من التعليم، وأن النظام التعليمي بأسره يحتاج إلى إعادة بناء بسبب الدمار الواسع في غزة.

شهادات: جيش الاحتلال أعدم ذوي إعاقة خلال عدوانه على قطاع غزة

منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عانى ذوو الإعاقات الجسدية والعقلية بشكل خاص من أوضاع إنسانية صعبة، وواجهوا صعوبات بالغة في النزوح من مكان إلى آخر، ولم تشفع لهم إعاقتهم من البطش والتعذيب والقتل والإعدام بدم بارد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مخالفة واضحة للأعراف والمواثيق الدولية.

ومع دخول “وقف إطلاق النار” حيز التنفيذ في الـ19 من كانون الثاني/يناير الجاري، خرج المواطنون لقراهم وبلداتهم في أطراف مدينة خان يونس جنوب القطاع لتفقد منازلهم والبحث عن المفقودين.

وفي بلدة القرارة شمال خان يونس، عثر مواطنون على جثمان الشاب باسم أبو حليب الذي كان يعاني من إعاقة ذهنية جراء التعذيب الذي تعرض له من قبل قوات الاحتلال في حربها على القطاع عام 2014.

المسعف محمد أبو لحية يقول لـ”وفا” إن منطقة السريج الذي عثر فيها على جثمان أبو حليب تقع شرق القرارة، وكانت تتعرض لقصف الاحتلال المدفعي وإطلاق النار قبل الحرب، وذلك عندما يقترب صيادو العصافير ورعاة الأغنام من السياج الحدودي.

وأوضح أنه وبعد تفحص جثمان الشهيد، تبين أنه تعرض لإطلاق نار على الرأس مباشرة، ما أدى إلى استشهاده.

من جانبه، قال شقيق الشهيد حازم إن شقيقه خريج جامعة وكان إنسانا مهذبا ولكن في حرب عام 2014 اعتقلته قوة خاصة من جيش الاحتلال بالقرب من منزله واعتدت عليه بالضرب المبرح وتركه الجنود وهم يعتقدون أنه مات.

وأوضح أن طواقم الإسعاف تمكنت من انتشاله واكتشفت أنه حي بعد أن نجا من موت محقق، لكن الاعتداء خلف له إعاقة ذهنية.

وأضاف: “كان لا يؤذي أحدا ولكن لا يفهم ما يدور حوله، وفقد قدرته على الحوار مع الآخرين، حيث أصبح يردد بعض الكلمات التي لا تشكّل جملا مفيدة وأصبح يعاني من فرط الحركة”.

وأشار إلى أنه في شهر كانون الأول/ديسمبر 2024 الماضي، أعلن جيش الاحتلال الجزء الغربي من بلدة القرارة “منطقة إنسانية”، فعادوا إلى منزلهم واستقروا فيه، ليفاجأوا بأوامر إخلاء من الاحتلال لمنطقتهم، وافتقدوا أخاه باسم وبحثوا عنه كثيرا إلا أن محاولاتهم كافة باءت بالفشل.

وقال أبو حليب إن أخاه عندما يشعر بالخوف يبدأ بإصدار أصوات قد يكون هدفها طمأنة نفسه أو لفت انتباه الآخرين، وإنه وفقا لشهود عيان في منطقة شرق القرارة سمعوا صوته في بداية العام الحالي يسير باتجاه الغرب.

وأكد أن المواطنين الذين تمكنوا من الوصول للمنطقة عثروا على جثمانه وقد تعرض لعدة طلقات نارية في أماكن متفرقة من جسده، وفقا لتقديراتهم أنها أطلقت عليه من مكان قريب، ما يعني أنه أعدم بدم بارد.

وفي جريمة مشابهة، استشهد المواطن حسن جرير (64 عاما)، الذي كان يعاني من إعاقة ذهنية وفقدان النطق.

شقيقه ياسر، قال لـ”وفا” إنه تم العثور على شقيقه الأكبر حسن في منطقة أبو العجين شمال القرارة، وقد دفنت جثته تحت أنقاض منزل هدمته جرافات الاحتلال وهو بداخله.

وأوضح جرير أن شقيقه حسن لم يكن يستوعب ما يدور حوله بسبب الإعاقة، ولا يؤذي أحدا أو يعتدي على أحد، يجلس فترات طويلة في المنزل حتى إن شعر بالجوع لا يمكنه التعبير، لذلك كان يحتاج لرعاية خاصة.

وقال: “كانت أسرتي تقيم في خيمة على بحر القرارة، وكان أخي نائما داخلها، وبعد فترة ليست بالقليلة ذهبت زوجتي لتفقده لتفاجأ أنه ليس موجودا وأنه بعد بحث طويل لم يجدوه”.

وأكد جرير أن بعض أقاربهم أكدوا أنهم رأوه متجها إلى منطقة شمال القرارة، وحاولوا النداء عليه للرجوع إلا أنه لم يسمع منهم ولم يتمكنوا من اللحاق به، خاصة أنه دخل في منطقة خطر حذرت قوات الاحتلال من دخولها.

وأشار إلى أنه اختفى شقيقه قبل بداية “وقف إطلاق النار” بأقل من شهر، وأنه ذهب لمنزلهم القريب من “السياج الفاصل” لتخرج جرافة ترافقها دبابة وتهدم البيت على من بداخله.

وأكد جرير أن أحد جيرانه كان مختبئا في منزله ومن شدة خوفه لم يتحرك، مؤكدا أن جرافة الاحتلال هدمت المنزل على من بداخله وأن شقيقه كان بالداخل.

وقال: “تمكنت طواقم الإنقاذ بعد عدة محاولات من الوصول إلى المكان، وعثرت على جثة شقيقه تحت أنقاض المنزل”.

أما المواطن “عبد الجابر” والذي يعرفه معظم أبناء خان يونس حيث كان يقف دائما وسط المدينة بمظهره المميز وصوته المعروف لدى الكثيرين “بدي شيقل”، وكان قنوعا يرفض أي عملة أكبر من الشيقل.

ويقول جار عبد الجابر، المواطن كريم صادق: “عندما صدر أمر إخلاء مدينة خان يونس، خرج الجميع ولم نعد ندري شيئا عنه، فهو يرفض الجلوس في منزل، ورغم محاولات أهله الدائمة بإقناعه العيش معهم إلا أنه ما يلبث أن يهرب ليعود لمكانه”.

وأضاف: “خرجنا من خان يونس وانقطعت أخبار عبد الجابر وكنّا نسمع أنه استشهد ولم نتأكد من مصداقية “.

وأشار إلى أنه في شهر نيسان/أبريل الماضي وعقب إعلان جيش الاحتلال انتهاء عدوانه البري في مدينة خان يونس، عاد الناس لبيوتهم ووجدوا أشلاء وجثث في الطرقات والمنازل.

وأكد صادق، أن بعض المواطنين عثروا على جثة عبد الجابر معلقة على أحد الأعمدة، الأمر الذي يدل على أنه تعرض للتعذيب والشنق على يد قوات الاحتلال.

والمواطنة “هندة” (50 عاما) التي عرفها أهالي منطقة القرارة جيدا، حيث كانت تجوب الشوارع وتطرق المنازل تطلب الطعام فقط ولا تقبل أن تأخذ مالا، فهي من الصم والبكم ولا أحد يعرف من عائلتها وكيف وصل بها الحال لذلك.

وقال المواطن حسن أبو جميزة إنه منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار عاد لمنزله في القرارة ليجد جثة هندة ملقاه بين الأشجار التي اقتلعتها جرافات الاحتلال.

وأكد أبو جميزة أن هندة، وهذا الاسم الذي أطلقه عليها أهالي المنطقة، يبدو أنها تعرضت لإطلاق نار وقد تكون تعرضت للدفن وهي ما زالت على قيد الحياة.

وشهدت حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، جرائم يندى لها جبين الإنسانية وترفضها جميع الشرائع السماوية والقوانين الدولية، حيث قتل الاحتلال بدم بارد الأطفال والنساء والشيوخ، وقصف المنازل على رؤوس ساكنيها دون سابق إنذار، وتركت الجثث في الطرقات تنهشها الكلاب والقطط والطيور الجارحة.

وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حذر خبراء أمميون مستقلون من أن الفلسطينيين ذوي الإعاقة يواجهون مخاطر حماية لا تطاق، بما في ذلك الموت والإصابات التي لا مفر منها، وسط هجمات عشوائية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي التي دمرت البنية التحتية الحيوية، وقضت على إمكانية المساعدة الإنسانية.

وقال اء المستقلون في بيان: “إن مأساة داخل مأساة تحدث في غزة، حيث تركت حملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية الأشخاص ذوي الإعاقة بلا حماية تماما. يُقتل ويُصاب الأشخاص ذوو الإعاقة بهجمات عشوائية على الرغم من عدم تشكيلهم أي تهديد أمني، مما يجسد الهجوم المتعمد على المدنيين من قبل إسرائيل”.

ولاحظ اء أن أوامر الإخلاء المتعددة تجاهلت تماما الأشخاص ذوي الإعاقة الذين غالبا ما يواجهون صعوبات بالغة في اتباع التعليمات أو فهمها.

وأضافوا: “لقد كانوا في وضع مستحيل إما أن يتركوا منازلهم والأجهزة المساعدة التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة أو يبقوا بدون عائلاتهم ومقدمي الرعاية ويتعرضون لخطر متزايد من القتل. أثناء محاولات الإخلاء، تتعرض النساء والفتيات ذوات الإعاقة بشكل خاص لمخاطر متزايدة وصدمات نفسية أخرى”.

وحذر اء الحقوقيون من أن الحواجز المادية والمعلوماتية وحواجز التواصل تجعل من المستحيل تقريبا على الأشخاص ذوي الإعاقة الوصول إلى المساعدات الإنسانية النادرة للغاية المتاحة، حيث تواجه النساء والفتيات ذوات الإعاقة تحديات مركبة تزيد من عزلتهن.

وشددوا على أنه مع انهيار النظام الصحي في غزة وعدم توفر الإمدادات الطبية، رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلية إنشاء نظام للإجلاء الطبي ولم تسمح بدعم منقذ للحياة، حتى يتمكن الآلاف من الأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصة الأطفال، من الحصول على المساعدة التي يحتاجون إليها بشدة.

ونبهوا إلى أن الفلسطينيين ذوي الإعاقة، بما في ذلك الأطفال والنساء والفتيات وكبار السن، يواجهون أذى نفسيا شديدا وصدمات نفسية، وأن الأشخاص ذوي الإعاقات الفكرية والنفسية الاجتماعية هم أيضا في مواقف هشة للغاية.

وقبيل اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، بلغ عدد ذوي الإعاقة نحو 68 ألف معاق في القطاع، أي ما نسبته 2.6% من إجمالي السكان.

وقال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني “إن عدد الإصابات الجسيمة التي غيّرت مجرى الحياة في قطاع غزة والتي تتطلب إعادة تأهيل مستمرة قُدرت بحوالي 25% من إجمالي عدد الإصابات، أي ما لا يقل عن 26,140 شخصا، حتى تاريخ 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

وبين السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 والتاسع عشر من كانون الثاني/ يناير 2025، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد وإصابة ما يزيد على 158 ألفا، معظمهم أطفال ونساء، وخلفت ما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *