أمد/ كتب حسن عصفور/ خلال شهرين وبعض ساعات مضافة، على توقيع ما عرف بـ “إعلان السلام” في شرم الشيح ولاحقا قرار مجلس الأمن 2803، وما حصلت عليه دولة الاحتلال من “مكاسب قانونية” تاريخية في قرار أممي، وقطاع غزة لم يشهد ملمحا ملموسا حول ما عرف إعلاميا باليوم التالي.
مسار التطورات تشير بوضوح، لا يقبل تأويلا، غياب أ ما يمكن اعتباره آلية أو قوة دفع خاصة نحو مسار يفتح الطريق لما تم الحديث عنه، سواء إعمار، عودة المشردين، توفير بعض مقومات “غير إنسانية” للإنسان الغزي، مع بعض أمن شخصي قبل الأمن العام، وكأن المنظومة العالمية، ومعها العربية اعتقدت أن وقف الموت التلقائي هو الجوهري، رغم ما به بعض من صواب لكنه يتخلى عن الصواب في غيره.
الولايات المتحدة، صاحبة هندسة مشروع تدمير قطاع غزة، والبحث عن إعادة “هندسته” سياسيا وجغرافيا، تتعامل مع القطاع سكانا وأرضا، كمكان تجارب خاصة لمخططها الإقليمي الكبير، فمجمل العناوين التي تشير لها خطة ترامب، وما تلاها “نسخا” مرتبطة بها ارتباطا جوهريا بالمشهد الإقليمي، وأدوار القوى المركزية ضمن مشروع كبير يتجاوز كثيرا حدود فلسطين الجغرافية.
موضوعيا، لا مجال لإعادة الإعمار في قطاع غزة دون توافق إقليمي واسع، خاصة الدول التي مفترض مساهمتها في الرأسمال، ولا إعادة إعمار دون أمن كامل وليس نسبي، في مساحة الـ 365 كم مربع، ولا أمن كامل دون قوات قادرة على أن تفرض ذلك، وهنا تبدأ رحلة من كيف ومتى، التي ترافقت مع “الاختراع الأمريكي” المسمى “قوة استقرار”.
أمريكا قدمت مقترح تشكيل “قوة استقرار” دون أي وضوح، لا مهامها ولا قوامها ولا صلاحياتها، بل أنها بدأت بالدخول بقدم مكسورة، عندما قررت وضع مركز التنسيق داخل دولة الكيان، وتلك مسألة تحمل طابعا خدماتيا للمؤسسة الأمنية الاحتلالية دون غيرها، ورسالة سلبية بأن أمريكا ذاتها لا تثق بالمنظومة الأمنية المفترض أن تكون، ما ترك أثرا واضحا لعدم المشاركة الدولية بها.
أمريكا تعمل على ممارسة الخديعة في تكريس وقائع ببعد احتلالي، من خلال أشكال متنوعة، وأبرزها محاولة نشر معلومات مضللة إعلاميا حول خلافها مع دولة الكيان، نحو تشكيل القوة الدولية، ومن كوميديا التجسس على مركز التنسيق، إلى لقاءات لبحث تشكيلها، وآخر نسخها في العاصمة القطرية، وكل ما في رصيدها شبه صفر موافقات دولية، ليس لعدم الرغبة، لكنها دول أدركت أن إدارة ترامب تتلاعب بالقرار.
أمريكا تتقدم بملهاة تشكيل “مجلس السلام” وأداته التنفيذية، وكل ما عرف عنه فقط رئيسه، الذي يتعامل مع الأمر وكأنه ملكية خاصة، ضمن مؤسساته العامة، وليس مجلسا ضمن قرار أممي، وعدم تشكيل مجلس تنفيذي جزء من مسلسل التأخير.
لماذا لم يتم بحث مسألة إعادة الإعمار، ولم تعقد لقاءات موسعة ومهنية لتحديد ملامح الإعمار، من تقدير التكلفة الإجمالية خاصة في ظل تقارير متباينة بين 50 70 مليار دولار، والدول التي يمكنها أن تساهم، ومنها تشكيل مجلس الإعمار، والمدة الزمنية الممكنة لتنفيذ ذلك، وما هي الخطط الانتقالية لمعالجة الحياة والنزوح والتهجير الداخلي لسكان قطاع غزة.
عناوين متعددة ترتبط باليوم التالي في قطاع غزة، كان لها أن تجد اهتماما عمليا بعد قرار مجلس الأمن 2083، ولا تترك لغموض غير خلاق يفتح الباب لهيمنة احتلالية شاملة، نحو مسارب ترتيبات إقليمية تصبح بها دولة العدو محركا مركزيا.
السلوك الرسمي العربي انتقل من بحث آليات تنفيذ قرار قمة القاهرة مارس 2025 حول التعافي المبكرة وإعادة الإعمار في قطاع غزة إلى آليات دعم إعمار سوريا..الانتقال جزء من المشهد المطلوب أمريكيا ليوم المنطقة التالي.
ملاحظة: يا ريت بعض وسائل الإعلام الفلسطينية قبل العربية تبطل تردد مكذبة أمن دولة العدو حول قيام حماس بإعادة قدراتها…كلام كل هدفه انه العدو يستمر في الهيمنة والقتل.. وبعض تجار الحكي منهم استجلاب مصاري للنغنغة في “غربتهم”..فبلاش منفخة ولو عخازوق..بيكفي..
تنويه خاص: في موقع أمريكاني مختص بتسريب ما تريده إدارة ترامب ومخابراتها..بعد اغتيال الحمساوي رائد سعد قالك تل أبيب ما خبرت واشنطن..تخيلوا انه زوج سارة يعمل هيك عملة من ورا “رئيس مجلس السلام” زوج ميلانيا..مجنون يحكي بس العاقل ليش يصدقه ..بلاش نقول رزق الهبل على المجانين..
لمتابعة قراءة مقالات الكاتب
https://x.com/hasfour50
https://hassanasfour.com
