أمد/ نداء الشعب للحفاظ على آثار بلاده
إن الآثار ليست مجرد حجارة صامتة أو بقايا الماضي، بل هي الشاهد الحي على هوية الأمة وتاريخها وعبقرية أجيالها السابقة. إنها السجل المفتوح الذي يروي قصص صعودنا وحضارتنا. وفي خضم التحديات المتزايدة التي تهدد هذا الإرث، يصبح الحفاظ على الآثار واجبًا وطنيًا وإنسانيًا لا يقبل التأجيل أو التهاون، فنحن اليوم أمام حافة هاوية قد نفقد فيها ما لا يمكن تعويضه.
الإسلام دخل مصر وقتها وجد الصحابة الآثار المصرية القديمة بالمعابد والتماثيل والآثار المسيحية منتشرة من أديرة وكنائس وغيرها من الآثار، ولم يصدروا فتوى أو رأيا شرعيا يمس هذه الآثار
التي تعد قيمة تاريخية عظيمة بل حافظوا على هذه الآثار وساعدوا المسيحيين على ترميم كنائسهم ونشروا الأمن والسلام والتعايش الحضارى بين الجميع.
الآثار ليست أهدافًا للهدم
لقد شهدنا، ونشهد، حالات مؤسفة تسعى فيها تدمير الآثار والتراث تحت مسميات مختلفة، سواء كانت ذريعة التحديث والتطوير العمراني، أو نتيجة للإهمال والتعديات الجائرة، أو حتى بفعل الصراعات والجهل بقيمة هذا الكنز.
أوينشر البعض عن الأثار تشبهه الأصنام ،والأصنام لابد أن تهدم،كل فرد من الشعب يعلم تعاليم الدين ويعلم أن الأثار ليست للعباده ،لكنها أمجاد حضارة عمرها ألالاف السنين
جماعات تود تفجير أبوالهول وتدمير الأهرامات،تحت مسميات كثيره
الحرب على اثار من سنوات مثلا قام الحى بالتعاون مع عضو مجلس شعب إخوانى فى سبتمبر 2012، بإعطاء تصريح لأحد البلطجية بالتعدى على متحف المركبات الملكية الكائن بمنطقة بولاق أبو العلا، وتأجير الأرض التابعة له لكبار تجار وكالة البلح الكبار، أجرت المحليات أرض دهشور الأثرية إلى الأهالى
سرقة علنية فى وضح النهار قام بها أنصار جماعة الإخوان المسلمين مساء الأربعاء 14 أغسطس،
فى إبريل الماضى قرر حى المطرية تحويل مدينة أون الأثرية إلى سوق دولى للأغنام تحت اسم «البورصة الدولية للأغنام»، وذلك بالمخالفة لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 المعدل بالقانون رقم 3 لسنة 2010 الذى يجرم استخدام الأراضى الأثرية، مساء الخميس 15 أغسطس 2013، وقام أنصار جماعة الإخوان بسرقة محتويات قصور الثقافة وتخريب المنشأة الثقافية
إن فكرة هدم الأثر تحت أي مسمى هي فكرة قصيرة النظر ومدمرة. فبينما يمكن بناء أبنية جديدة ومرافق حديثة، فإنه يستحيل استنساخ قطعة واحدة من التاريخ فقدت إلى الأبد. الآثار هي المادة الخام التي تشكل ذاكرة الأمة؛ وعندما تُهدم، فإننا لا نفقد مبنى، بل نفقد جزءًا لا يتجزأ من روحنا وذاكرتنا الجمعية.،
لماذا يجب أن نحافظ؟
إن الحفاظ على الآثار يوفر فوائد لا تُحصى تتجاوز الجانب العاطفي والتاريخي:
الهوية والانتماء: الآثار هي الأساس الذي يُبنى عليه الشعور بالانتماء الوطني. رؤية عظمة الماضي تغرس الفخر في نفوس الأجيال الجديدة وتذكرهم بأصالة حضارتهم.
رافد اقتصادي وسياحي: التراث الثقافي هو جاذب سياحي عالمي. حمايته وتثمينه يفتح أبواب الاستثمار والسياحة، ويوفر فرص عمل، ويدعم الاقتصاد الوطني بشكل مستدام.
مصدر للعلم والمعرفة: كل موقع أثري هو مختبر مفتوح لدراسة الفنون، الهندسة، العادات، والعلوم القديمة. الحفاظ عليها يضمن استمرار البحث العلمي والتاريخي.
جسر بين الأجيال: الآثار تربط الماضي بالحاضر والمستقبل. هي رسائل مكتوبة بالحجر من أسلافنا إلينا، وواجبنا أن ننقلها سليمة إلى من سيأتي بعدنا.
دعوة الشعب: أنتم الحُماة الأوائل
إن مهمة الحفاظ على الإرث الوطني ليست مسؤولية الحكومة أو المؤسسات وحدها، بل هي مسؤولية وطنية مشتركة تقع على عاتق كل مواطن:
التوعية أولاً: يجب أن نبدأ بتعليم أبنائنا وشبابنا قيمة هذه الآثار، وتحويلها من مجرد “أماكن قديمة” إلى “كنوز وطنية” لا تُقدر بثمن.
الرفض الشعبي: يجب أن يكون هناك رفض شعبي قاطع لأي قرار أو محاولة لتدمير أو التعدي على المواقع الأثرية، بغض النظر عن الجهة التي تقف وراءها.
المشاركة في الحماية: على الأفراد والمجتمعات المحلية أن يكونوا عيونًا ساهرة على الآثار المحيطة بهم، والإبلاغ عن أي محاولة للسرقة أو التخريب أو التعدي.
دعم التشريعات: دعم وتأييد القوانين الصارمة التي تجرم المساس بالآثار وتطبيقها بفاعلية ورادع قوي.
إن الهروب من حافة الهاوية التي تهدد إرثنا الثقافي يبدأ بإدراك عميق بأن التاريخ لا يُباع ولا يُشترى، ولا يُهدم باسم التقدم. يجب أن ندرك أن تطوير بلادنا يجب أن يتم مع الحفاظ على تاريخها، وليس على حسابه. لنجعل من الحفاظ على آثارنا مهمة مقدسة، لكي نضمن أن تبقى قصتنا الحضارية تُروى للأجيال القادمة، شاهدة على أننا كنا خير خلف لخير سلف.
