أمد/ كيف للفلسطيني أن يكون ضد نفسه !
وهو حفيد سام بن نوح من إبن إسماعيل عليهم السلام .
تلك هي الهاسبارا الصهيونية ، البروغوباندا المتطرفة ، ذلك هو التحريف والتزوير الذي أوقعت به الحركة الصهيونية شعوب العالم الغربي من أحفاد حام ويافث ، بشراك الخديعة الكبرى .
نحن لسنا بمكان الضد ، بل نحن الساميون ومن ينحدر من أنسالنا تم إضطهادنا من قبل مجهولي النسب ممن إمتزجت دمائهم بمن خلق من نار سموم ، ذلك المطرود من رحمة ربه ، تلك هي سردية التاريخ ، وذلك هو الهاسبارا الحقيقي للفلسطينيين العرب .
لقد أنشأت منظمة بمدينة نيويورك عام ٢٠٠١ ، أطلق عليها مسمى ” زمالات الهاسبارا ” ، وتعني زملاء في التفسير والتوضيح ، تم إنشاؤها بدعم مالي ضخم من قبل الحركة الصهيونية ، وأقول تحديدآ الصهيونية هنا وليست اليهودية ، وهدف إنشاء تلك المنظمة هو حشد وتطويع أكبر قدر ممكن من الفتية الغربيين من طلاب الجامعات والمعاهد الأمريكية في البدء ، وتوسعت متفرعة بإستهداف تلك الفئة العمرية تحديدآ وبعناية خارج أمريكا لتشمل دول غربية عديدة ، وإن حسبنا عمر من إلتحق مناصرآ لتلك المنظمة حين أعلن عن إنطلاقها نجد بأن متوسط أعمارهم الآن بحدود مقتبل الأربعينيات ، منهم من هو برتبة الكولونيل ( العقيد ) ، ومنهم أعضاء في الكونغرس الأمريكي ، أو مجالس البرلمانات الأوروبية وغيرها ، والبعض ممن هم رجالات أعمال مؤثرين بالسوق العالمي .
تلك الفئة تلقت العديد من الدورات التدريبيه والتوعوية ومنهم من تلقى بعض تلك الدورات في ” إسرائيل ” ، ومجمل المنهاج المدرس بتلك المنظمة يحتوي على سردية تاريخية وضعت وحرفت يهوديآ ، نتاجها بما تشاهدون الآن من تطرف كبير نحو العرب والمسلمين ، بل وذهبت لأبعد من ذلك بعنصرية ضد كل من هو غير صهيوني الفكر .
وساعدت حادثة الهولوكوست ( المحرقة النازية ) ، في أن تكون مقدمة لمنهاجهم الذي ينطلقون منها نحو الإنحياز الكامل ونقصد هنا التطرف لطرف معين ضد الكل .
حرفيآ ، هو تفسير واضح المعالم لما يسمى اليوم بضد السامية ، والذي جند بحرفية وبدعم آلات إعلامية ومالية ضخمة ، ليكون التهمة الجاهزة الجائرة للآخرين إن أشاروا بأصبع إتهامهم حتى على ما يرتكب من محرقة العصر الحديث في فلسطين وشعوب بمنطقتنا العربية والإسلامية ، دون أدنى رادع .
ذلك التحيز الغربي والأمريكي تحديدآ ليس بصدفة ولا صدقة ، وإنما غسيل أدمغة شعوب ضدنا .
فأين نحن ..
ذلك السؤال الجوهري ، لمقالنا هذا ، أين نحن من أن نأثر على جيل غربي كامل زرعت به نبتة العنصرية والتمييز ضدنا ، بل وأين مكان سرديتنا التي سنوثقها بعقول الأجيال الجديدة لتلك المجتمعات الأجنبية .
لقد بدأت ، وتجلت وبرزت فعليآ الآن فيما نشاهد من مجريات الأحداث في شوارع الشعوب تلك نتيجة انعكاسات إيجابية عاطفية إنسانية ، ضد ما يرتكب بحق فلسطين وشعبها ، وبعض الشعوب العربية والإسلامية ، ولكنها ليست مكتملة الأركان لتكون ناجعة ،
فمثال ، لو توقفت مجزرة غزة الآن ، هل سيبقى هناك ذلك الزخم الثوري لتلك الشعوب لنصرتنا ؟
وهل إعترافات الدول الغربية الأخير ، بدولة فلسطينية جاء نتاج تلك الثورات لشعوبها ، أم أنها إمتصاص غضب مؤقت ، لحين ميسرة.
هذا تحديدآ هو دور الإعلام المؤثر طويل الأمد ، وليس الوقتي أو ردات الفعل ، فلنبني على ما تكون ، ولتتبلور مبادرات صاحبة أجندات عصرية لنتمكن من مخاطبة الآخرين بلسان حالهم ، مبنية على نهج حقيقي تاريخي للصراع العربي مع الحراك الصهيوني .
ويبقى السؤال مكررآ ومفتوحآ ..
ما العمل وطريقة التعامل المنطقية مع ذلك الجيل الذي يقود الآن الغرب ممن أشربوا العجل بأيدي غير سامية بوعاء الهاسبارا الصهيونية ” المزيفة ” ، بالحقبة السابقة .