أمد/ رام الله: في بيان شديد اللهجة، اتهم المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي قيادة حركة حماس بـ”المماطلة والتسويف والتهرب من استحقاقات حماية شعبنا” في إدارة مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.
واعتبرت الجبهة أن هذا النهج “يعني الإصرار على استمرار تدمير ما تبقى من قطاع غزة واستمرارًا لنزيف الدم الفلسطيني”.
ويرى المكتب السياسي أن حماس “لا ترى بالمفاوضات سوى فرصة للحفاظ على مكانتها ودورها السياسي اللاحق”، وأنها “تتعامى عن رؤية ما يجري من مجازر إرهابية وحشية يرتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبنا في غزة، الذين ضاقوا ذرعًا بحكمها غير الشرعي”.
وأكد البيان أن رفض حماس “لكافة المبادرات والوساطات من أجل وقف إطلاق النار والتهدئة، وآخرها مقترح المبعوث الأمريكي ويتكوف، يعني الاستمرار في هدر حياة وكرامة المواطنين وامتهان إنسانيتهم تحت ضغط الجوع والنزوح والخوف وحرب الإبادة والترحيل المفروضة عليهم منذ أكثر من 600 يوم”.
واعتبر المكتب السياسي أن ما يهم حماس هو “أمن قيادتها ودورها المستقبلي في قطاع غزة، على حساب الشعب الفلسطيني ودماءه وعذاباته المستمرة”. وزعمت الجبهة أن “حركة حماس بنهجها المغامر وضعت شعبنا الفلسطيني خاصة في قطاع غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر، ونسفت كافة منجزات نضالاته، وأضرت بالقضية الفلسطينية، وألحقت الويلات بشعبنا الذي سيدفع ثمنها لعقود طويلة”.
وشدد البيان على أن “حماس التي أخذت منفردة قرارها بالحرب التي دمرت غزة وشردت أهلها لا تحظى بأي تفويض أو تكليف بأن تدير ملف المفاوضات منفردة أيضًا”.
وجدد المكتب السياسي للجبهة موقفه بأن المفاوضات هي “شأن وطني عام وليس شأنًا فصائليًا تتفرد به حركة حماس”، وأن مرجعيتها هي منظمة التحرير الفلسطينية، “الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا”. وأوضح أن المفاوضات التي تقوم بها حماس هي “من حيث المبدأ غير شرعية وغير قانونية، لأن حماس ليس لها أي صفة تمثيلية للشعب الفلسطيني”.
واتهمت الجبهة حماس بالسعي “لتثبيت ركائز حكمها في قطاع غزة ونيل الاعتراف الإقليمي والدولي بها كقوة أمر واقع”، وأن هدفها الرئيس هو “الوصول لاتفاق تهدئة يشكل جسرًا للعبور لصفقة أمريكية إقليمية، تضمن دورًا لاحقًا بقطاع غزة في المرحلة المقبلة”.
وفي الختام، دعا المكتب السياسي لجبهة النضال حركة حماس إلى “مراجعة مواقفها وسياساتها وإعلان موقفها الواضح باعتبارها جزءًا من الحركة الوطنية الفلسطينية وأن تتحرر من كافة الأوهام والأجندات والارتباطات الخارجية”، مؤكدًا أن “الخيار الفلسطيني وحده من يمثل شعبنا وإرادته الحرة تحت راية م.ت.ف.”
كما عبر المكتب السياسي عن ثقته الكبيرة بـ”جماهير شعبنا في قطاع غزة ووعيهم الوطني ودورهم في إفشال كل هذه المخططات التي تستهدف تكريس واقع جديد على أنقاض ما دمره الاحتلال بأعماله الوحشية والعدوانية”.