النائب الامريكي رندي فاين وقنبلته النووية غزة لن تستسلم

أمد/ السياسة الامريكية المتصهينة اشتهرت بالنفاق فطالتها النجاسة وعرفت بالغدر فأصابتها التعاسة وتفردت بالكذب فتمرغت بالدناسة وطغى عليها الظلم فوصمت بالخساسة ولو كانت غزة تهاب الغزاة ما جاورت البحر وما انشئت مقاومة مؤمنة شجاعة هزت عرش اسرائيل واذلت جيشها وقهرته في عقر داره
بالتزامن مع أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث حيث يعاني أكثر من مليوني انسان في قطاع غزة من حصار شامل وتجويع ممنهج بالإضافة إلى القصف والغارات المتواصلة التي تقتل العشرات يوميا وفي تصريح موغل بالتطرف ومشحون بالكراهية المريعة والعربدة والهمجية والانتهاك الصارخ للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف والمواثيق التي تحرم استخدام الأسلحة النووية ضد المدنيين والتي تمثل انعكاسًا واضحًا لحملات التحريض الداعية الى تدمير قطاع غزة وتهجير سكانه التي ينادي بها كيان الاحتلال الفاشي بدعم وحماية الامبريالية الامريكية
بعدما بات الكونغرس الامريكي منصة لتبرير جرائم الاحتلال وتشجيعها ووصمة عار باستقبال مجرم الحرب نتنياهو حيث سقطت الكثير من الأقنعة عن الوجوه القبيحة تأتي في هذا السياق تصريحات ودعوات عضو الكونغرس الأميركي عن ولاية فلوريدا ( رندي فاين ) من الحزب الجمهوري والذي عرف على نفسه خلال مقابلته مع قناة فوكس الأميركية بأنه ( يهودي أمريكي وناشط صهيوني ويفتخر ) وقد طالب في حديثه بقصف قطاع غزة بقنبلة نووية ردا على مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن من قبل ناشط يساري مؤيدة لفلسطين يدعى ( الياس رودريغيز )
مهاترات وسخافات اليهودي المجرم فاين اعادت التذكير بالجريمة النووية الوحيدة في التاريخ التي ارتكبتها بلاده بحق اليابانيين في الحرب العالمية الثانية عندما رفضت واشنطن التفاوض مع اليابان وقصفتها بالنووي مرتين في مدينتَي هيروشيما وناغازاكي بقنابل احتوت على يورانيوم مخصب لفرض الاستسلام على اليابان دون قيد أو شرط وقد طالب اسرائيل بفعل الأمر نفسه في غزة وقال القرار الصحيح تنفيذ ضربة نووية على غزة وطالب بإعطاء إسرائيل القنابل التي تحتاج إليها لإنهاء الحرب ووصف القضية الفلسطينية بأنها شر يجب القضاء عليها بالكامل وعلى الفلسطينيين الاستسلام ولا بد ان يعلموا ان أميركا وإسرائيل لم تختلفا يوما على إبادة الفلسطينيين ( سنوياً تمنح امريكا حليفتها إسرائيل نحو 3.8 مليار دولار أسلحة وأنظمة دفاع )
ليست هذه المرة الأولى التي يتم الدعوة فيها الى قصف غزة بسلاح نووي فقد سبق فاين آخرون بينهم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي قارن العدوان على قطاع غزة بقرار امريكا إسقاط قنابل ذرية على اليابان في الحرب العالمية الثانية (1939 1945) كما دعا قبله وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو وعضو الكنيست السابق موشيه فيغلين إلى استخدام السلاح النووي ضد غزة ( من بين جميع دول الشرق الأوسط إسرائيل هي الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي ولم توقع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية )
اللّافت أن تصاعد هذه التصريحات الوحشية المتعطّشة لسفك الدماء الان ليس غريب على من تتدفق منهم قيم الحقد والعنصرية والكراهية واللا إنسانية التي لا حدود لها تجاه الشعب الفلسطيني والأطفال والنساء في قطاع غزة حيث تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حقيقة المنطلقات والمعتقدات الاجرامية التي يرتكز عليها بعض مشرعو الولايات المتحدة الامريكية والعديد من النخب السياسية المتماهية مع جريمة الإبادة الجماعية وعقلية الاستعمار والتي تعتبر تحريض علني على استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد أكثر من مليوني مدني كما انها تشكل امتداد للمواقف والسياسات الإسرائيلية التي تنكر الوجود الفلسطيني على أرضه وترفض الاعتراف بحقوقه وتتهرب من دفع استحقاقات السلام والالتزام بقرارات الشرعية الدولية
ما نقدمه هنا ليس خيالاً علمياً أو تلاعباً بالرأي بل هي دراسة استقصائية اعدها المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان مقره جنيف حيث تفيد بان إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 في إطار حربها واسعة النطاق أسقطت ما يعادل ( قنبلتين نوويتين ) على قطاع غزة استهدفت أكثر من 12 ألف هدف وبمعدل 25 ألف طن من المتفجرات تي ان تي حيث تجاوزت حصة الفرد الواحد 10 كيلو جرام من المتفجرات وقد بين المرصد ايضا أن وزن القنبلة النووية التي أسقطتها امريكا على هيروشيما وناجازاكي في اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945 قدر بنحو 15 ألف طن من المتفجرات ومع التطور الذي طرأ على زيادة فاعلية القنابل مع ثبات كمية المتفجرات يجعل الكمية التي أسقطت على غزة ضعفي تلك القنبلة النووية فضلا عن إسرائيل التي تعمد لاستخدام خليط يعرف بـ آر دي إكس (RDX) يطلق عليه اسم علم المتفجرات الكامل وتعادل قوته 1.34 قوة تي إن تي
ما يعني أن القوة التدميرية للمتفجرات التي ألقيت على غزة تزيد على ما ألقي على هيروشيما مكرر مرتين مع ملاحظة أن مساحة المدينة اليابانية 900 كيلومتر مربع بينما مساحة قطاع غزة لا تزيد على 360 كيلومتر وإن إسرائيل تستخدم قنابل ذات قوة تدميرية ضخمة بعضها يبدأ من 150 كيلو غرام إلى 2000 رطل وقد اعترف زير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت بإسقاط أكثر من 10 آلاف قنبلة على مدينة غزة بمساحة بلغت 56 كيلو مترا كما تم توثيق استخدام إسرائيل لأسلحة المحرمة دوليا في هجماتها على قطاع غزة ولا سيما القنابل العنقودية والفسفورية وغيرها ما يفسر حجم الدمار الهائل وتسوية أحياء سكنية بكاملها وتحويلها إلى أنقاض وخراب
يذكر ان اسرائيل استخدمت خلال هجماتها على لبنان عام 2006 وفي وحربها على غزة عامي 2008 و2014 سلاحاً نووياً جديداً يقتل بوميض إشعاعي عالي الحرارة بالنيوترونات وهذا السلاح لا يترك بصمة تعريفية لكنه يخلف نواتج انشطارية مثل السيزيوم 137وقد تم استخدامه أيضاً من قبل امريكا في الفلوجة بالعراق في عام 2003 وقبل ذلك في كوسوفو أيضاً
هذه التصريحات النتنة والمتكررة تعبر عما يحمله قادة العصابات الصهيو امريكية من إجرام متوحش وموغل ومتأصل كما تكشف عن عقلية اصاحبها بقدر ما هي فاضحة لمقدار التماهي في التطرف تجاه المدنيين العزل فضلًا عن كونها استدعاء لتاريخ ما أحوج من يرون في أنفسهم الأهلية الأخلاقية لقيادة العالم أن يعتذروا عنه لا أن يعودوا إلى التلويح وبه والاستشهاد بوجاهته والدعوة إلى تكراره ضد مدنيين أبرياء وحقيقة لا نعرف بأي عين أخلاقية ينظر الداعون إلى استخدام السلاح النووي على غزة ولا بأي عقل يجعلون من المدنيين العزل تهديدًا للكيان المحتل بكل سطوته وجبروته كما تؤكد بأن إسرائيل هي مجرد كيان إرهابي متوحش يتربص بالبشرية الشر والقتل والإبادة
امام هذا السقوط الاخلاقي العميق لهذا النائب العنصري الدموي الصهيوني وامثاله فان أحرار العالم مطالبين بإدانة هذه المواقف واستنكارها ومواصلة الضغط لوقف العدوان وحرب الإبادة والتجويع ضد الشعب الفلسطيني رغم أن مثل هذه الدعوات لن تضعف عزيمة الشعب الفلسطيني ولا إيمانه بعدالة قضيته بل ستفضح مجددًا الوجه الحقيقي للاحتلال وداعميه في كل ارجاء العالم
لقد اصبح العالم يتعامل مع توحش وغطرسة اسرائيل كالكلب الذي ينبح دون أن يعض رغم وجود بعض السياسيين ذوي النوايا الحسنة في اوروبا وغيرها إلا أنهم لا يستطيعون التقدم قيد أنملة ابعد من الادانة والتنديد والاستنكار غبر المنابر في ظل السبات العميق لأهل الكهف من العرب والمسلمين تجاه كل ما يجري في قطاع غزة
الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة هي الإرهاب الحقيقي بكل معانيه حيث تجاوزت كل التوصيفات في إجرامها ووحشيتها وانتهكت كافة المواثيق والحقوق واستهدفت كل المحرمات واستباحت كل شيء في غزة ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حرباً على غزة سقط خلالها حتى الآن أكثر من 60 ألف شهيد فِلسطيني من أبناء القطاع 30 ألفًا منهم أطفال وأُصيب أكثر من مئتيّ ألف وهنالك اكثر من 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين على الرغم أن الحلول العسكرية العنيفة تؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية بدلاً من حلها
نختم بالقول ان هذا النائب الارهابي العنصري المتطرف اسمه علي اسم ورق تواليت معروف علي مستوي العالم العربي ( فاين ) اي انه وتهديداته الهوجاء مصيرها الى سلال القمامة ومجاري الصرف الصحي حيث القذارة التي تليق به وبيهوديته الفاشية