اخر الاخبار

المُنتظر منك قبيل قدوم رمضان

 مع قرب قدوم شهر رمضان المعظم، شهر التوبة والغفران، شهر البر والإحسان، شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النيران، شهر تمنى النبي صلّى الله عليه وسلم لقاءه، إذ قال في دعائه: “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان”.

يجدر بالمسلم أن يتذكر أعظم نعمة من الله تعالى أسداها إليه، ومنة كبرى من الله تعالى أولاها إليه، وهي نعمة أن بلغك الله شهر رمضان. يقول الحسن البصري رحمه الله: [إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلَّف آخرون فخابوا، فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون]. وأنصح نفسي وإياكم بـ:

ادعُ الله أن يبلغك شهر رمضان، فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: كان النبي صلّى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان” رواه أحمد والطبراني.

اشكر الله على بلوغ رمضان، وإن من أكبر نعم الله على العبد توفيقه للطاعة؛ يقول النبي صلّى الله عليه وسلم: “أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبوب الجحيم، وتُغلّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرم خيرها فقد حُرم” رواه النسائي والبيهقي.
اعزم على ترك الذنوب والتوبة إلى الله، فرمضان يعتبر البداية الحقيقية للعام؛ إذ ترفع أعمال العام في شهر شعبان، ومن ثم يكون رمضان بداية سنة جديدة بعد رفع الأعمال، ومن ثم يحتاج الواحد منا إلى فتح صفحة جديدة بيضاء نقية مع الله، وهذا يقتضي منه التوبة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها، وعدم العودة إليها، فهو شهر التوبة، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا} التحريم:8.

افتح صفحة بيضاء مشرقة مع الله بالتعرف عليه والتقرب منه والعودة إليه، ومع رسول الله صلّى الله عليه وسلم بالتزام سنته، ومع الوالدين بطاعتهما وبرّهما، ومع المجتمع بأن تكون عبدا صالحا ونافعا، قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: “إذا صمت فليَصُم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودَع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء”.

إعداد برنامج خاص للدعاء والذكر، كأن تُحدِّد فيه مطالبك، وتكتب أدعيتك وأذكارك، واحرص على أن تجعل لك ذكرا وتسبيحا دبر كل فعلٍ تقوم به، ودبر كل صلاة، وقبل النوم وبعده، وبين الأعمال الحياتية، وفي أثناء الخروج والدخول من البيت أو العمل أو محل الدراسة، وفي أثناء السير، ولا تنسى أن تذكر الله مع كل حركة تقوم بها أثناء عملك. واعزم على اغتنامه وعمارة أوقاته، يقول الله سبحانه وتعالى: {فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم} محمد:21.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *