أمد/ كتب حسن عصفور/ من ملامح ما تم الحديث عنه حول نهاية حرب غزة، شرطية خروج مسؤولي حركة حماس من قطاع غزة (عسكريين وسياسيين)، وتزايد وضوح تلك المسألة بما أعلنه رئيس حكومة دولة الفاشية اليهودية نتنياهو، بأنه سيفكر في منح قيادات حماس “ممر آمن” لمغادرة القطاع.

من حيث المبدأ، لن يكون هناك وقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، دون مغادرة حماس تنظيما وأشخاصا، المشهد السياسي، ليس لما يشكلونه “خطرا” على دولة الكيان، كما يحاول البعض تسويقه، بل لأن دورها الوظيفي في القضية الوطنية انتهى، ولذا لا ضرورة لها بعد (كما في كل تجارب استخدام الجماعة الأم)، إلى جانب أنها باتت عنوان من عناوين “نصر نتنياهو الخاص”، ما يفرض ذلك شرطا لا بد منه.

ولكن، ما يثير السخرية السياسية، أن اتفاق إعلان المبادئ أوسلو 1993، الذي تحالفت حماس مع نتنياهو شارون لكسره ومنع تنفيذه، وضع بندا صريحا حول وجود ممر آمن بين الضفة وقطاع غزة، من أجل تكريس وحدة جغرافية سياسية بين جناحي “بقايا الوطن”، وبدأ العمل به عام 1998 لفترة زمنية، توقف لأسباب فلسطينية، قبل أن يتم وقفه نهائيا بعد مؤامرة براك شارون لتدمير الكيانية الوطنية عام 2000.

بعد 30 عاما من توقيع الاتفاق الانتقالي، الذي حدد ربط الضفة بقطاع غزة، باعتبارها وحدة جغرافية واحدة، ولايتها فلسطينية بمجلس تشريعي موحد، يخرج من قاد أول حرب سياسية على اتفاق أوسلو ليعلن، انه يفكر في منح حماس وقياداتها “ممرا آمنا”، ولكن للمغادرة خارج القطاع إلى غير رجعة.

“منحة نتنياهو الآمنة” للقيادات الحمساوية، أي كان السلوك اللاحق، ليس سوى تجسيد لقمة السخرية التي قادتها الحركة الإخوانجية، ليس كونها كانت قاطرة مشروع العدو لتدمير الكيانية الأولى، بل تشويه كلي لمسار الفعل الوطني، من الكفاح نحو العودة لداخل الوطن، إلى خروج جماعي..بدأ عمليا منذ انقلابها الأسود يونيو 2007، ولم ينته بعد بنكبتها الكبرى.

وللمفارقة، وتذكيرا لمن كان حلفا أسودا ضد الكيانية الأولى، جنديا بوعي أو بدونه، بفعل فاعل أم بسذاجة فاعل، أن اتفاق أوسلو منح عودة ما يقارب المليون فلسطيني نحو وطنه، فيما حماس وشركائها دفعت ما يقارب المليون فلسطيني لمغادرة الوطن.

الحديث تذكيرا ببعض المشاهد السياسية، جزء من سلاح الضرورة الذي يجب ألا يغيب عن  المعركة الكبرى القادمة، بأن أسلحة العدو ليس جيشا لكيان فحسب، بل أدوات قدمت له ما فاق هدفه بتدمير الكيان الفلسطيني الأول، ليمنحه بابا هو الأوسع لاختراق المنطقة، ويضع حجر أساس لكيانه وفق ترتيبات إقليمية، كانت جزءا من “حلم مكبوت” ضمن هدفه نحو “إسرائيل الكبرى”.

المهزلة التاريخية لن تقف عند مقارنات فعل الخراب الوطني، الذي قادته الحركة الإخوانجية “حماس”، بل فيمن لا يرى ذلك بعد وضوح لا وضوح بعده، فذلك هو الأخطر لو استمر بين جدراني بقايا كان.

ملاحظة: انتخابات عمدة نيويورك عاملة صداع خاص للمتوهم بنوبل تيتي..الشاب ممداني لساته المتصدر..انسحب العمدة الصهيوني لكنه مافيش تغيير..الناس بدهاش غير ممداني ..القصة مش فوز شاب طموح عنيد جدع..لكن أنه أكد مكذبة تأثير اليهود..قصة يمكن تخلي بعض العرب ينخرسوا..اللي بدو يعمل بيقدر.. لو بدو..

تنويه خاص: من عجب العجاب موقف زوج سارة من قطر..مرة واحدة صارت “كخة”.. وهي اللي عملت له ولكيانه اللي ما انعمل..قالك حوح دوح ما لهاش مكان..يااه شو طلع منها حرب غزة..عرت اللي كانوا منقبين..مع أنهم متعريين جدا..

    لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص

منصة أكس

شاركها.