أمد/ غزة: في كل يوم تستمر فيه حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة تتفاقم المأساة الإنسانية التي يعاني منها الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن في قطاع غزة نتيجة الاستهداف المباشر والممنهج لمقومات الحياة والمقدرات الصحية والزراعية والمؤسساتية، حيث تدخل الحرب يومها الخمسين بعد الستمائة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي فرض حصار شامل منذ أكثر من مائة يوم يمنع فيه دخول المواد والمكملات الغذائية والأدوية والأدوات المساعدة في خرق جسيم لاتفاقية جنيف الرابعة ومبادئ القانون الدولي الإنساني.
إن ما يحدث في قطاع غزة يُمثل أفظع أشكال المجاعة في العصر الحديث من صنع الإنسان، والتي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على سكان قطاع غزة. وقد أسفرت اعتداءات الاحتلال المستمرة حتى اللحظة عن استشهاد أكثر من 60 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد عن 140 ألفاً آخرين، من بينهم أكثر من 101 ضحية قضوا جوعًا. وقد سُجِل استشهاد الشاب محمد السوافيري وهو من ذوي الإعاقة بسبب سوء التغذية الحاد.
كما خلّفت هذه الإبادة ما يزيد عن 32 ألف حالة إعاقة جديدة، 70% منهم من الأطفال والنساء ما يرفع نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة بنسبة 55% أي ما يزيد عن 90 ألف شخص من ذوي الإعاقة، إضافة ل 107 ألف من كبار السن أي ما يعادل 12% من سكان قطاع غزة. وقد تُركوا جميعًا للجوع والمرض دون أدنى مقومات الحياة.
إن السياسات المتبعة في توزيع الغذاء والدقيق على السكان في قطاع غزة والتي تتناقض مع مبادئ الاستجابة الإنسانية تحرم ما يزيد عن 200ألف من السكان من الأطفال والنساء والرجال من ذوي الإعاقة وكبار السن من حقهم في الغذاء، وتعرض حياتهم للخطر الشديد مما يشكل انتهاكًا صارخًا للمادة 11 من اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتي تلزم الدول الأطراف باتخاذ كافة التدابير الممكنة لضمان حماية وسلامة الأشخاص ذوي الإعاقة في حالات الطوارئ والنزاعات المسلحة.
إن ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان قطاع غزة عامةً، وبحق الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن خاصةً، يُشكل اعتداءً سافرًا على القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف ويُمثل انتهاكًا مُمنهجًا لمبادئ الكرامة الإنسانية والعدالة.
وأمام هذا الواقع المرير يحذر قطاع التأهيل في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية من استمرار المجاعة المتعمدة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي ومن الحصار المشدد على دخول الأدوية والأدوات المساعدة ومستلزمات النظافة، وهو ما يهدد حياة الأشخاص ذوي الإعاقة ويفاقم معاناتهم.
ويطالب قطاع التأهيل بشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية كافة الدول المُوقِعة على الاتفاقيات الدولية، وجميع المنظمات الدولية والإنسانية بالوقوف عند مسئولياتها والتزاماتها القانونية والإنسانية، واتخاذ إجراءات فورية وفعالة لإجبار سلطة الاحتلال على إنهاء الحرب ورفع الحصار ووقف سياسات التجويع الممنهجة وضمان حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن وتمكينهم من الوصول الآمن للغذاء والدواء والرعاية الصحية في ظروف تحفظ كرامتهم وتضمن سلامتهم.