أمد/ شيّع مخيم عين الحلوة شهداء الشعب الفلسطيني الذين ارتقوا غيلة وغدراً على يد العدو الصهيوني في غارة جوية استهدفت مجموعة من الشبان اليافعين وهم يمارسون رياضة كرة القدم على رقعة ارضٍ صغيرة داخل أزقة المخيم الذي يضيق بساكنيه نتيجة صغر مساحته واكتظاظه سكانياً، بذريعة انهم يتدربون في احد مواقع المقاومة في المخيم.
هذا العدو الذي لا يقيم وزناً لا لمجتمع دولي، ولا حقوق انسانية ولا لمعاهدات، أو مواثيق دولية. وهو المتفلت من المساءلة القانونية والأخلاقية على ما ارتكبه من مجازر ومحارق وحرب إبادة موصوفة على ما يزيد من عامين ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
استهداف المخيم بهذه الوحشية المتعمدة جاءت في توقيتٍ لافت، حيث أقرّ مجلس الأمن الدولي بأغلبية ١٣ عضواً المشروع الامريكي بالقرار ٢٨٠٣، بما يخص وقف الحرب على قطاع، حيث ما عجزت عنه حكومة نتنياهو الفاشية في حربها العسكرية المفتوحة منذ اكثر من عامين، جاء القرار المُدان ليمنحها اياه بسطوة القرار سياسياً. هذا اولاً، اما ثانياً، أراد الكيان الصهيوني وفي ظل الضغوط التي تُمارس على لبنان لجهة تطبيق حصرية السلاح، تسليط الضوء على المخيمات الفلسطينية وتصويرها على أنها معسكرات للتدريب وتخريج المقاتلين، وهذا ما ذهب إليه العدو في تبريره للمجزرة الموصوفة التي ارتكبها في مخيم عين الحلوة، وتالياً وزير جبش العدوان الصهيوني قد صرّح بعد الحارة المجزرة، بأن لا معايير إنسانية تحكم الكيان في عدوانه المفتوح على الشعبين الفلسطيني واللبناني، وبأن كافة المخيمات ستكون هدفاً عسكرياً بالنسبة لكيانه المغتصب لأرض فلسطين. وأما ثالثاً، فالغارة الجوية وبواسطة الطيران الحربي لا المسيّر، جاءت لترسم خطوط المنطقة العازلة التي يعمل عليها من تكريسها وتثبيتها. وهذا ما أفصح عنه قادة الكيان عن انّ المنطقة العازلة ستمتد من الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة وحتى نهر الاولي. وهنا ومن باب انعاش الذاكرة، المقبوران “بيغن وشارون” كانا عام ١٩٨٢ وابان الاجتياح الصهيوني للبنان قد حددا آنذاك حدود العملية العسكرية “الاجتياح” حتى الاولي تحت مسمى عملية “سلامة الجليل”. واليوم أراد العدو بغارته الوحشية والمجرمة ان يُذكر بأن خطته لا زالت قائمة ويعمل على تكريسها بالنار والدمار والمجازر.
مخيم عين الحلوة الذي ساهم أبنائه في كسر وإسقاط سلامة الجليل منذ الأيام الأولى لاجتياح ١٩٨٢ من خلال التصدي البطولي للعدو وجيش احتلاله إلى جانب أبناء صيدا الابطال. ونتيجة هذا الصمود والاستبسال الاسطوري أقدم العدو على تدمير المخيم عن بكرة أبيه آنذاك.
أبناء مخيم عين الحلوة بشيبه وشبابه، وبرجاله ونسائه وهم يزفون شهداء فلسطين، الثلاثة عشرة قمراً وكوكباُ، ومعهم سائر مخيماتنا الفلسطينية، إنما يؤكدون ان الخيار واحد المقاومة ثم المقاومة، لأنها الطريق الأقصر على الرغم من التضحيات الجسام والآلام والوجع، ستبقى الطريق الأقصر نحو تحقيق تطلعات شعبنا في التحرير والعودة.

شاركها.