المقاومة لديها بواريد وتضغط على الزناد والعرب لديهم جيوش جرّارة ولا يهزّون مؤخراتهم

أمد/ هُناك بواريد، بنادق، تُزغرد في ساحات الوغى، في وجه المغتصبين المُحتلّين الدُخلاء،
وهُناك بواريد لصيد العصافير والطيور والارانب والغزلان، في رحلات الصيد الاستجمامية في الصحاري والبراري الشاسعة،
وهُناك بواريد للفشخرة، ول “شاب شوفيني يا امرأة”، تُلعلع في الاعراس والمناسبات الملاح، وكثيرا ما تُحيل الفرح إلى ترح ٍ نتيجة اصابة احدهم، حاضر ساهم غافل، لا نافة له ولا بعير، لان مُطلق النار مغفّل غشيم!!،
أمّا بواريد جيوش العرب الجرّارة فما زالت، في معظمها، في “شحمتها” ولفائفها، “مضبوبة” مضبوطة، مودعة في المخازن، أو ربما ان بعضها القليل قد تنفّس وشمّ الهواء، لكن اعتلاه الصدأ من قلّة الاستعمال وكثرة الاهمال!!،
البواريد الوحيدة النشطة “النشميّة القبضاية” الفاعلة المنتصبة القامة والهامة، التي تمشي على ثرى الاوطان تتمختر كالملوك، هي بواريد المقاومة،
هذه البواريد، بواريد المقاومة والثوّار تُسبب الصداع لنتنياهو، للمحتل الغاصب، وللرُخّ الكبير من ورائه ترامب، وربما لبعضٍ من ابناء جلدتنا، الذين تعودت جلودهم على “التشمّس والبرونزاج” والنوم في العسل على شواطئ ماربيّا وميامي وجزر هاواي،
يتشاطرون ويتفذلكون ويتخندزون ويتدسدسون ويتنسنسون ويتلصصون ويلفون ويدورون ويلعبون الثلاث ورقات ويلعبون بالبيضة والحجر، ويلجؤون إلى علم الفلك والتنجيم والتبصير والضرب بالودع وبالمندل وقراءة الكف وقراءة الفنجان من أجل هدفٍ واحدٍ وحيدٍ فريد، قديم جديد، ألا وهو “نحر سلاح المقاومة وبواريدها من الوريد إلى الوريد!!”،
“على المقاومة في غزة نزع بواريدها، وعلى المقاومة في جنوب لبنان نزع بواريدها، وعلى مقاومة اليمن نزع صواريخها ومسيراتها ونزع حتى اكشاك صيد اللؤلؤ في خليج عدن وباب المندب من اللؤلؤ!!”،
“أما اسرائيل فتتلقّى هذه الايام من ادارة ترامب سيلا مُتدفّقا من القنابل الامريكية العملاقة زنة نصف طن وطن، فهل تجرؤ سمكة تغطس في اعماق البحر او صقر يطير في اعالي السماء ان يطلب من اسرائيل نزع قنابلها الفتّاكة المدمّرة للصخر والشجر والبشر،
وهل يجرؤ احدٌ في هذا العالم ان يطلب من امريكا ان تملأ البحار سفنا شراعية سياحية مليئة بفرق الرقص والغناء وباطنان الدفاتر والكتب واقلام الرصاص والحبر وكراريس الرسم لتوزيعها على دول العالم واطفال العالم لخلق ثورة تعليمية ونهضة ثقافية، وتنسج وشائج الالفة والمحبة والتفاهم والتسامح والتعاضد والتكاتف بين الشعوب، بدل ان ترسل حاملات طائراتها ومدمراتها لمؤازرة اسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني واللبناني في اراضي اجدادهم، وتضرب وتقصف بلاد سد مأرب شبه المدمرة اصلا،
الحديث عن نزع سلاح يجب ان يدور يا امم متحده حول سلاح المعتدين الغاصبين القتلة المجرمين، وليس بواريد المقاومات التي تدافع عن شعوبها امام بطش الطائرات والدبابات والبوارج الحربية،
الارض الحرة المستقلة تُنبتُ وردا وازهارا واشجارا مثمرة، والارض المحتلة تُنبت بواريد مقاومة حتى تُزيل غمامة الاحتلال وتُنبت وقتها الارض ازهارا ووردا ورياحين.