اخر الاخبار

المغرب جار غير مريح ومزعج

في حوار مثير بمناسبة صدور كتابه المعنون بـ”طبول الحرب”، قال الأميرال الإسباني، الذي تقاعد مؤخرا، رودريغيث غارات، إن المغرب جار مزعج ويمارس حربا هجينة ضد إسبانيا، وإن لم تكن هدفه الرئيسي.

 ويبرز هذا الأميرال نوعية الفكر السائد في العقيدة العسكرية الإسبانية ضد المغرب. ويدافع الكتاب عن العقيدة العسكرية المحافظة، منبها إلى تراجع مكانة إسبانيا العسكرية بسبب غياب الروح العسكرية وتراجع مستوى التسليح، كما يعالج مختلف منعطفات تاريخ الجيش الإسباني، خاصة منذ ما يعرف بحرب 1898 التي خسرتها إسبانيا.

 وتناول الأميرال الحلف الأطلسي، والتغييرات الجيوسياسية العميقة التي يشهدها العالم مع تركيز خاص على روسيا والصين. وكالعادة في كل كتاب عسكري يحضر المغرب. وبمناسبة صدور هذا الكتاب، أجرت جريدة “لراثون” الإسبانية حوارا مع المؤلف، مع تركيز خاص على المغرب. وفي رده على سؤال حول تقييم العلاقات مع المغرب، وهل يشكل مصدر تهديد لإسبانيا، أوضح: “بأن المغرب لا يشكل تهديدا في الوقت الحالي.. المغرب جار غير مريح.. المغرب جار مزعج، يستخدم أعمال الحرب الهجينة لمضايقة إسبانيا بهدف وحيد هو جعل شعبه يتحدث عن شيء آخر بدلا من الحديث عن مشاكله الحقيقية”.

 وأضاف: “تكمن مشكلة المغرب الحقيقية على الحدود مع الجزائر، وفي منطقة الساحل والنزاع حول الصحراء الغربية، والتي ربما تكون الجانب الأكثر أهمية في سياسته الخارجية، والسبب الرئيسي في نزاعه مع الجزائر”.

 وأكد الأميرال المتقاعد أن المغرب “يستعمل من وقت لآخر مدن الحكم الذاتي سبتة ومليلية، ويتلاعب بالهجرة للحصول على امتيازات، كما يعلن في المحافل غير الرسمية عموما أن سبتة ومليلية مغربيتان، لأنهما كانتا تابعتين لإمبراطورية المرابطين. الشيء الوحيد الذي لا يستطيع فعله هو دخول سبتة ومليلية بالدبابات. وهذا ما يمكن أن تقوم به روسيا لأن لديها أسلحة نووية، أو إسرائيل لأن لديها راعيا قويا وأسلحة نووية. أما المغرب، فلا يملك لا الأسلحة النووية ولا الاستقلال الإستراتيجي لإعلان الحرب. بعبارة أخرى، سيتعين على إسبانيا أن تعاني من إزعاج المغرب لفترة طويلة قادمة”.

 وفي سؤال آخر حول الصفقات العسكرية التي عقدها المغرب مؤخرا، يقول: “لإجراء تحليل جدي، يكفي أن ننظر إلى العتاد المتاح للقوات المسلحة المغربية. فإذا ما نظرنا إلى ما اشتراه المغرب، يمكننا أن نرى أين يوجد عدوه الحقيقي: على الحدود الجزائرية. المغرب لا يفكر في إسبانيا، ولو فكر في إسبانيا لكان لديه غواصات والجزائر لديها غواصات، وبالتالي فهي أكثر فعالية”.

 وأوضح الأميرال أن “الغواصة هي سلاح بامتياز، لأنها تمنع أسطولا بحريا قويا من الانتشار والعمل بفعالية. ولو كان المغرب مهتما حقا بجزر الكناري أو سبتة ومليلية، لكان أول ما يفعله هو الحصول على غواصات. والغواصات لا تشترى في السوق ولا تصنع بين عشية وضحاها. والحقيقة أن الجزائر تملكها بالفعل، وما فعله المغرب هو شراء فرقاطات مضادة للغواصات”.

 عندما يقيّم الأميرال المتقاعد السلاح الذي اقتناه المغرب، يرى أنه اشترى “قاذفات الصواريخ بعيدة المدى، فهي جيدة جدا لحرب الصحراء. لقد قرأت أن قاذفات الصواريخ يمكن أن تصل إلى غرناطة، لكن ألم تكن المشكلة في أن المدن المستقلة غير محمية من طرف الحلف، لأن غرناطة جزء من أراضي الناتو، فلماذا يريد المغرب إطلاق صواريخه فوق غرناطة وإثارة حرب مع الحلف الأطلسي؟ ببساطة من أجل لا شيء”.

 عندما يحالون إلى التقاعد، يكشف ضباط سامون عن العقيدة العسكرية الإسبانية الحقيقية بعيدا عن المجاملات الدبلوماسية والبروتوكولية.

 الكتاب يتناول محاور عديدة، منها تاريخ الجيش الإسباني منذ حرب 1898، والتغيرات الجيوسياسية التي يشهدها العالم، مع تركيز خاص على روسيا.

 ويشير “غارات” إلى أن الصفقات العسكرية الأخيرة للمخزن، مثل شراء فرقاطات مضادة للغواصات وصواريخ بعيدة المدى، موجهة بالأساس ضد الجزائر وليس إسبانيا، ما يعكس النوايا السيئة للمغرب تجاه جاره الجزائر.

 ويشدد الأميرال على أن المغرب، رغم قدرته على إزعاج إسبانيا دبلوماسيا واقتصاديا، لا يمكنه تهديدها عسكريا بشكل جدي، ويعتبر أن مصالحه الاستراتيجية تتركز في مناطقه الحدودية مع الجزائر.

 هذه الرؤية تمثل تعبيرا واضحا عن العقيدة العسكرية الإسبانية وتفسيراتها لعلاقاتها مع الجيران الإقليميين. كما تكشف المناورات الخبيثة التي يستعملها المخزن للضغط على إسبانيا وتهديد الأمن في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *