أمد/ ما لا تراه عيون الكاميرا أو يذكره الإعلام ، ويبقى حزءاً من حكاوي الناس يتناولوه في مجالسهم ، أو تسمعه من خلال شتائم بعض المشاه في الشوارع والأسواق ووسائل النقل ، ما هو إلا غيضٌ من فيض ، إنه غصة في القلوب وبقايا قهر معلَّق بحبال الصبر ، وبلغ عنان السماء..
🟥 أولاً: أن ترى شخص يصاب في الفخد أو الرأس أو الصدر أو الظهر وإصاباتهم خطيرة وتدوسهم أرجل الناس ، ولا يحركهم من مكانهم أحد ، وفي أحسن الأحوال يتحرك قليل من ضمير البعض فينقله إلى منطقة “الهابي سيتي” ولا تجد من ينقله إلى المستشفى أو أي نقطة طبية ، أما كيف يتم نقلهم ، فبواسطة عربة يجرها حيوان.
🟥 ثانياً: إنتشار ظاهرة البلطجة والنهب واغتصاب ما يحمله الناس من مساعدات ، وإذا رفضت تسليم ما معك يتم طعنك بسكين ، هذا إذا لم تتعرض لطعنة غادرة لا ترى طاعنك فيها ليسرق ما معك ، وانتشار ظاهرة سب الذات الإلهية بكل سهولة ودونما رادع أو خوف من الله ، وزد على ذلك ظاهرة إلقاء الحجارة على سيارات نقل المساعدات بمن فوق حمولتها من بشر لتجرح وتدمي رؤوس ووجوه وأيدى الكثير منهم ، وأيضاً يحتاجون لنقلهم للمستشفيات..
🟥ثالثاً: أن تشاهد قمَّة الفجور من تصرفات بعض المارقين من أخلاق هذا الشعب المكلوم ، وهم يقومون بإلقاء ما بداخل أكياس الطحين أو الزيت “سيرج” ، حمص ، عدس ، أكياس ملح ، معلبات جديدة ذات اللون الاحمر ، ويتم إلقاء محتوياتها على الأرض والأسفلت فقط ليأخذوا الأكياس الفارغة وملؤها بالسكر والزيت والمواد التموينية ذات الأثمان الغالية ، وينقلوها لبيعها في الأسواق بأسعار فلكية..
🟥 رابعاً: ما وراء سرقة مستلزمات المستشفيات ، والمستلزمات النسائية ، ومواد التعقيم والتنظيف ، وغيرها من أدوية ومواد طبية وما شابه ، ويتم نقلها لتباع في الأسوق السوداء بأسعار خيالية..
🟩🔚الخاتمـــة :
ما تراه من مشهد قد يصيبك بالذهول ، ولا تصدق أنك قد تراه يوماً في أبجديات شعب يقاوم وينزف ألماً ، وأن أبطال الحكاوي ما هم إلا تجار فجار ومعدومي الضمير ولا يخافون الله ، قد أعمتهم الفلوس وحب الدنيا..
والأخطر من ذلك أن بعضهم عملاء يعملون كأدوات لدى الإحتلال ، لتنفيذ مخطط التجويع ، ونشر الأمراض ، والفتك بجسد هذا الشعب الصابر المجوَّع المرابط ، فالضربة الموجعة والقاضية لا تأتيك إلا من إبن جلدتك ، فتقتلك نفسياً ومعنوياً وتعمل على تفكيك النسيج المجتمعي..
هذا غيضٌ من فيض ، وبعض سرديَّات الحكاوي اليومية من مشهدية المساعدات ، ولا يحدث هذا إلا عندما تُهتك الكرامة الإنسانية على مذبح الجوع..
فمتى تصل الحكاوي إلى نهايتها ، لا أحد يعلم ، وأظنُّ أنها حكاوي بنهايات مفتوحة..!!