أمد/ غزة في الوقت الذي تعلن فيه جهات دولية عن استمرار دخول شحنات الإغاثة الغذائية والطبية إلى قطاع غزة، يعيش السكان أزمة معيشية خانقة، حيث شهدت أسعار السلع الأساسية ارتفاعًا غير مسبوق، ما أثار تساؤلات حادة في الشارع الغزي: أين تذهب كل هذه المساعدات؟

بحسب مصادر محلية وشهادات من داخل القطاع، فإن جزءًا كبيرًا من هذه المساعدات لا يصل إلى المستحقين، بل يتم الاستيلاء عليه من قبل مجموعات مسلحة تنتمي لفصائل المقاومة، حيث يجري إعادة توزيعها وفقًا لمصالح سياسية وتنظيمية، وليس بناءً على احتياجات السكان.

يقول أحد المواطنين من حي الشجاعية: “المخازن مليئة، ولكننا لا نرى شيئًا منها. نشتري كيس الدقيق بثلاثة أضعاف سعره، بينما أطفالنا ينامون جوعى”.

وتشير منظمات إنسانية إلى أن استمرار هذه الممارسات يقوض أي محاولة جدية لتحسين الوضع الإنساني، ويعزز من حالة الفوضى واللاعدالة في التوزيع، مما يفاقم شعور المواطنين بالإحباط وغياب الثقة.

اللافت أن هذه الأزمة تأتي في وقت تزداد فيه الحاجة لكل شكل من أشكال الدعم، في ظل استمرار الحرب وانهيار البنية التحتية، إلا أن ما يُفترض أن يكون طوق نجاة للفقراء والمشردين، بات وسيلة لتعزيز السيطرة والنفوذ.

ويطالب سكان القطاع بآلية إشراف شفافة ومستقلة تضمن وصول المساعدات لمستحقيها الحقيقيين، بعيدًا عن الاستغلال السياسي أو التحكّم الفصائلي، مؤكدين أن “أكبر خطر على الغذاء في غزة لم يعد الاحتلال فقط، بل من ينهب لقمة الفقير في وضح النهار”.

شاركها.