أمد/ كانت رحلتي شاقة ومضنية احتجت فيها سندا اتكأ عليه وانا في وسط الغياب لم اعد اتذكر اي الاسماء انادي وايهم يسمعني وان ناديت هل سيصل النداء ام سيبقى عالقا تحت اطنان من الركام 
كان الوجع شديدا جدا بل قاسيا الى ابعد الحدود وانا اعدو بين الفراغ الممتليء حنين وبين الحضور الذي لم يكتمل …
سأصبرقليلا لربما ساق لي القدر فرحة مختبئة من عمق الوجع تنسيني ظلمتي الحالكة وتنير دربي المترصع اوجاع…
نحن في جزيرة الخيام لا حظ يواكبنا او يوافينا في لحظات التعثر خاصة ينفرد بنا اللاحظ ويقذف بنا حيث يشاء ونحن الغرقى باوهام الانتصار مثل قشة ارتادها تفكير عملقة الصخور التي لا تكسر فاذ بها قشة غريقة مهترئة نال منها الوجع حتى الانهيار لتطفوا فوق جيف الطوفان…
هنا على بوابة القرارة صلاح الدين كان الذي يطلقون عليه الكف أين الكف ضاع الكف تبتسم صغيرتي “الكف اخد كف وطار” صغيري الاخر  يضحك بهستيريا “كف عفريت وطار”
 هنا تقف مزهولا ليس النظر المتحكم بك الان بل حواسك جميعها السؤال الان ليس اين كف القرارة ؟؟؟؟أين القرارة جميعها ؟؟؟؟
أين البيوت اين الاشجار اين الشوارع  أين كل شيء  اين أين اين الركام؟؟؟؟
هذا التراب لا يشبه مدينتي التي غادرتها قبل النزوح الاخير  هل اعادوه للتدوير  وماذا مر عليه؟واين ذهب؟؟؟ هذه ليس طبيعة  القرارة الصاخبة حياة لقد غادرها البشر والشجر والطير والحجر لا شيء فيها سوى الخواء… 
هنا ادركنا جميعا ان المدن أيضا تموت حين يغادرها البشر تصبح غابة وحين يرتادها الشر تصبح خواء وحين يجتمع الفقدان في كل شيء تموت بدون وداع اخير….
المدن ايضا تموت قهرا على اصحابها المغادرين….. 

شاركها.