أمد/ المنامة: عبر المبعوث الأميركي إلى سوريا ولبنان توم باراك عن قلقه من أن تخرج الأمور عن السيطرة في لبنان، مشيراً إلى أن “السوريين يقومون بعمل جيد، وهناك اتفاقاً أمنياً قريباً بين إسرائيل وسوريا حول الحدود”.

وقال باراك في مقابلة مع “الشرق” السعودية خلال مشاركته في منتدى حوار المنامة، السبت، إن “لبنان يجب أن يستفيد من الزخم والمتغيرات في الشرق الأوسط.. والخطوة الأولى من أجل استقرار بيروت هي بدء مفاوضات مع إسرائيل”.

كما قال المبعوث الأميركي إلى سوريا ولبنان، خلال كلمته في المنتدى إن “على لبنان الإسراع في حصر السلاح بيد الدولة”، زاعماً أن “حزب الله” اللبناني لا يزال يحتفظ بترسانة من الأسلحة في جنوب البلاد.

وأقر باراك أن الجيش اللبناني يعاني من “نقص في الموارد”، بسبب المشاكل الاقتصادية في البلاد، ولكنه حض الحكومة على ضرورة التحرك لحصر السلاح بيد الدولة.

نزع سلاح “حزب الله”

ورفض المبعوث الأميركي فكرة “نزع سلاح حزب الله بالقوة”، معتبراً أنها “غير واقعية”، مضيفاً: “لا يمكنك أن تطلب من لبنان نزع سلاح أحد أحزابه السياسية وتتوقع السلام، ما يجب أن نسأل عنه، هو كيفية منع حزب الله من استخدام سلاحه”.

وأشار باراك إلى أن “آلاف الصواريخ لا تزال في جنوب لبنان، وتشكل تهديداً لإسرائيل”، معتبراً أنه “ليس لدى لبنان وقت ليضيعه ويجب عليه الإسراع” في مسألة حصر السلاح، وزعم أن “إسرائيل تقصف جنوبي لبنان يومياً، لأن سلاح حزب الله لا يزال موجوداً”.

وتشن إسرائيل غارات يومية على لبنان بزعم استهداف مواقع تابعة لـ”حزب الله”، على الرغم من الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين بيروت وتل أبيب، والتي دخلت حيز التنفيذ في نوفمبر 2024.

العلاقات بين لبنان وإسرائيل

واعتبر باراك في كلمته أمام “حوار المنامة” أنه “لن تكون هناك مشكلة بين لبنان وإسرائيل إذا تم نزع سلاح حزب الله”، مضيفاً أن تل أبيب “مستعدة للتوصل إلى اتفاق حدودي” مع بيروت.

ويرى باراك أن هناك “فرصة نادرة” أمام لبنان وإسرائيل لإعادة صياغة العلاقات، معتبراً أن “إسرائيل جاهزة لعقد اتفاقيات حدودية مع كل جيرانها”.

وحذّر المبعوث الأميركي من أن “نافذة الدبلوماسية تضيق” مع استمرار إسرائيل في ضرب أهداف لـ”حزب الله” جنوب لبنان.

وأضاف: “إسرائيل كانت واضحة جداً، ضعوا أسلحتكم ولن تكون هناك مشكلة، لكن ليس لدينا وقت أكبر”.

وأشاد توم باراك بـ”قوة” الفريق الأميركي الذي يصوغ السياسة الإقليمية حالياً، قائلاً: “لديكم أميركا تعمل إلى جانبكم، لديكم جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، من أذكى الأشخاص في العالم، يعملون مع الرئيس ترمب”.

كما اعتبر المبعوث الأميركي أنه “من غير المعقول ألا يكون هناك حوار بين لبنان وإسرائيل”، مضيفاً: “رسالتنا إلى لبنان بسيطة، أنهوا هذا، انسوا الطائفية، لا يمكنكم حتى ذكر كلمة إسرائيل في لبنان؛ لأن هذا غير قانوني. في أي عصر نعيش؟”.

الموقف الأميركي من “حزب الله”

وقال باراك إن ما وصفها بـ”دورات الصراع المتكررة” في لبنان، من “الحروب مع الفلسطينيين والسوريين والإسرائيليين إلى الحرب الأهلية داخل حدوده، تركت البلاد منهارة”.

وأضاف: “لبنان دولة منهارة، لا يوجد بنك مركزي، النظام المصرفي منهار، 60 مليار دولار مفقودة، 75 ملياراً أخرى تبخرت، و130 ملياراً من الديون، لا كهرباء، لا ماء، لا تعليم، فما هو معنى الدولة؟”.

ووصف باراك واقعاً موازياً حيث “يقدم حزب الله الخدمات العامة والرواتب في الجنوب، بينما يحتفظ بـ40 ألف مقاتل وعشرات الآلاف من الصواريخ، في مقابل الجيش اللبناني ضعيف التمويل”.

وتابع قائلاً: “جندي في حزب الله يتقاضى 2200 دولار شهرياً، جندي الجيش اللبناني يتقاضى 275 دولاراً، حزب الله لديه صواريخ وقذائف، الجيش لديه جيبات، إذن من هو الجيش؟”.

وبشأن كيف ترى الولايات المتحدة “حزب الله”، قال باراك: ” بالنسبة لأميركا، فإنه تنظيم إرهابي أجنبي، حزب الله يقول الموت لإسرائيل، الموت لأميركا، وهذا يعني أنه ليس صديقنا”.

لكنه أضاف أن “حزب الله” أيضاً “حزب سياسي راسخ داخل النظام اللبناني المنقسم”.

الشرع ربما يزور واشنطن

ولاحقاً، قال المبعوث الأميركي للصحافيين إنه من المتوقع أن يزور الرئيس السوري أحمد الشرع واشنطن، مضيفاً: “نأمل أن تنضم سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش خلال زيارة الشرع لواشنطن”.

شاركها.