أمد/ تل أبيب: كشفت وسائل إعلام عبرية، التفاصيل التي أدت إلى إقالة وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف جالانت، من قبل بنيامين نتنياهو، بعد ما يزيد على عام من الصراع الوحشي الذي يقوده الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة.
وفي تقريرها أكدت القناة الـ 12 العبرية، أنه عشية إقالة نتنياهو لغالانت، كان وزير البناء والإسكان يتسحاق غولدكنوبف، وهو رئيس حزب “يهودية التوراة” أعد خطاب استقالة من الحكومة.
ميزانية الدولة
وأرجعت القناة سبب قيامه بذلك على خلفية الفشل في تنفيذ قانون التجنيد الذي تم إقراره من قبل جيش الاحتلال، وكان قبلها قد هدد بعدم تمرير ميزانية الدولة قبل تقنين قانون التجنيد، ولكن الأمور سارت عكس رؤيته.
ويشكل الحريديم نحو 13% من سكان إسرائيل، وهم لا يخدمون في جيش الاحتلال، ويقولون إنهم يكرسون حياتهم لدراسة التوراة، إلا أن تخلفهم عن الخدمة العسكرية بالتزامن مع الحرب على غزة زاد حدة الجدل، وطالبت أحزاب علمانية بضرورة مشاركتهم في تحمل الأعباء.
فرض التجنيد
وعلى خلفية ذلك شهدت شوارع دولة الكيان عشرات الاحتجاجات بين اليهود “الحريديم” وقوات الشرطة؛ احتجاجًا على مصادقة الحكومة في مايو الماضي على قانون تقدم به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفرض تجنيدهم.
الحريديم خلال مظاهرة في الشوارع ضد قانون التجنيد
وأصدر غالانت قرارًا صب خلاله الزيت على النار، عندما أمر بتجنيد 7 آلاف من اليهود الحريديم، على الرغم من استمرار المناقشة حوله، مؤكدًا أن مطلبه بسن قانون التجنيد ليس مسألة سياسية بل أمنية والجيش بحاجة إلى مزيد من الجنود.
نتنياهو والمتدينون
ذلك الأمر أغضب شركاء نتنياهو المتدينين في الائتلاف الذين هددوا بتفكيكه والانسحاب منه، ولكن نتنياهو طلب منهم تأجيل أي نزاعات داخلية حتى تهدأ التوترات الأمنية مع إيران، مؤكدًا لهم أنه مُستعد لإقالة وزير الدفاع عندما يكون ذلك ممكنًا.
وعلى خلفية عدم النهوض بالقانون المزعوم، أعد الوزير الإسرائيلي خطاب استقالته من الحكومة، التي كانت ستشكل ضربة قوية لـ ائتلاف نتنياهو، وقام بطباعتها وفقًا للقناة الإسرائيلية، وكان ينوي تسليمها وجهًا لوجه إلى رئيس وزراء الاحتلال.
حوار معمق
وجاء في الاستقالة جملة واحدة كتبها غولدكنوبف وقال فيها “حتى الآن حاولنا وفشلنا، قانون التجنيد لم يتقدم؛ ولذلك أنا أستقيل”، إلا أن الوزير الإسرائيلي قرر تجميد تلك الاستقالة، عندما علم بنية نتنياهو إقالة يوآف غالانت، على خلفية الخلافات بينهما والتي من بينها قانون تجنيد الحريديم.
ولم يقم وزير الجيش الإسرائيلي الجديد، يسرائيل كاتس، بإلغاء أمر سلفه بتجنيد 7 آلاف من الحريديم، ولكنه وفقًا لصحيفة معاريف يعتزم إجراء حوار معمق مع جميع الأطراف لمحاولة التوصل إلى حل متفق عليه من شأنه أن يتيح تكاملًا بين الحريديم وجيش الاحتلال لتخفيف العبء عن الجنود.
