القضاء ينصف أما حاضنة ويمنحها حق الاستفادة من “منحة تيسير” اليوم 24
أصدر رئيس محكمة ابتدائية بالمغرب أمرا استعجاليا يقضي بتسليم منحة تيسير لأم حاضنة، وذلك بعدما تبين له أن الأب يستفيد منها بوصفه نائبا شرعيا دون أن ينفقها على طفلتيه.
واعتمد الأمر الاستعجالي على الغاية من منحة تيسير المخصصة لدعم الأسر الفقيرة لتقليص الهدر المدرسي.
ثبوت عدم استفادة الأطفال من هذه المنحة، يجعل حسب القاضي “حالة الاستعجال قائمة مما يبرّر تدخّل القضاء الاستعجالي للإذن للأم بتسلّم المنحة”.
وتعود فصول القضية إلى نهاية السنة الماضية، عندما تقدمت امرأة إلى المحكمة الابتدائية بميدلت بمقال استعجالي تعرض فيه بأنّ زوجها غادر بيت الزوجية إلى وجهة مجهولة، وظلّ يستفيد من منحة تيسير المخصصة من قبل الدولة لتشجيع تع>ليم الأطفال بالوسط القروي دون أن ينفق على طفلتيه.
وقالت “إنها هي من يتكفّل برعايتهما والسهر على شؤونهما”، ملتمسة من القضاء الإذن لها بالاستفادة من منحة تيسير.
وعللت المحكمة أمرها بأن “تملّص الأب من واجباته ينبئ بخطر تعرّض طفلتيه للهدر المدرسي”.
وفي تعليق على هذا الأمر الاستعجالي، جاء في موقع المفكرة القانونية، بأنه يعيد للواجهة الإشكاليات المتعلقة بقيام الأمهات بمهام النيابة القانونية على أطفالهن.
وتنص مدونة الأسرة على جعل الأسرة تحت الرعاية المشتركة للزوجين، إلا أن باقي مواد المدونة تكرس الأدوار التقليدية للزوجين بحيث تجعل مهام الحضانة للأم، والمهام المتعلقة بالنيابة القانونية على الأطفال للآباء.
ولا تعد الأم نائبا قانونيا على الأطفال إلا في حالة وفاة الأب أو فقدانه، وينتج عن هذا الوضع أن كل التعويضات العائلية تصرف باسم الأب، كما أن التعويضات التي قد تمنحها الدولة ومن بينها تعويضات منحة تيسير تمنح للآباء، بغض النظر عن ما اذا كانوا حاضنين للأطفال أو كانت الحضانة للأمّ.
وتكمن أهمية هذا الأمر الاستعجالي، وفق ذات الموقع “في كونه يشجّع فكرة اللجوء إلى القضاء الاستعجالي لطلب الاستفادة المباشرة للأمهات الحاضنات من منحة تيسير عوض اللجوء إلى استنفاد إجراءات إدارية قد تطول لإثبات غياب الأب وعدم استفادة الأطفال من المنح الدراسية مما قد يعرّض مصالح الأطفال للخطر”.