القدس وغزة” في جدلية لمأساة “الإنسان والأخلاق
قدمت فرقة “النوارس” بمدينة الأربعاء في البليدة، أول أمس، عرض مسرحية “متاهة” مزج فيها مخرجها بين التراجيديا والأحداث الملحمية، لمأساة “الإنسان والأخلاق بـ”غزة الجريحة” في فلسطين والقدس الشريف، وجمع فيها أجمل النصوص المسرحية لعمالقة الأدب والفلسفة، من شكسبير إلى أبي حيان التوحيدي إلى البير كامو، حيث أبدع في الوصف والاصطلاح، وبدل نعت المجرم النازي “النتن ياهو وجلاديه” بـ”المغولي هولاكو” وما اقترفته أياديه في بغداد، حتى تنحى على طرف المدينة التاريخية، لرائحة الموت والموتى التي تسبب فيها.
تحدث المخرج كمال عطوش لـ””، وقال إن مسرحيته الجديدة حملت عنوان “متاهة” منكرة دون تعريف، حتى تحمل معاني العموم في كل شيء سيء يخطر على البال، قدمها في عرض أمام الجمهور البليدي، كما ستشارك المسرحية في مسابقة لمهرجان مسرح الهواة الجارية تصفياتها هذه الأيام، في طبعته الـ”55”. وعن قصة “متاهة”، يقول المخرج إنه جمع فيها أجمل النصوص لـشكسبير والتوحيدي وكامو، في مادة ظهرت فيها أفكار فلسفية لحد “الجنون”، في نصوص “القرن الأسود وكاليغولا وهامليت”، مزيج لعصارة جاءت في منهج “التناص”، صوروا فيها كيف للصهاينة في إيحاء سلب “القدس” وتدمير “غزة”، بعد أن ملكوا وامتلكوا كل شيء، وعبثوا بكل “الموجودات” وغايتهم “القدس” بسفك جسر من الدماء في “غزة”، لكن ذلك “محال”، فالقدس، حسبه، صورها على أنها “عصية”، و”مهرها” غالٍ ومستحيل، لأن أبناءها المسالمين لن يفرطوا فيها.
وعن وقائع الأحداث، يقول كمال عطوش إنه اختار بلاطو من 07 أبواب لسجن، وضع فيه الشخصية البارزة “الجلاد”، مساجين عزل، وكل مرة يأتي ويبدع في العذاب والكلام، ويقتل الأول بطريقة وحشية، مرة بالسم وأخرى بالسكين، وثالثة بالرصاص ورابعة بالتفجير والقنبلة، عبث بالمشاهد في موسيقى “صاخبة” زادت من الإثارة وهمجية التقتيل والتنكيل، والمفارقة أن بداية العرض كان بأغنية شعبية رائجة للأطفال “نني يا وليدي”، لتتغير المشاهد إلى ترويع ورعب حقيقيين، يقول إنه بذل الجهد والتمثيل في تصوير أن الجلاد النرجسي كان “يقتل بنهم ولذة” دون أن يشبع غرائزه وتوحشه، في رسالة أنه يريد “أرواح ضحاياه” بأي طريقة.