الغارديان: ضربة إسرائيل لحزب الله المذلة هي رقص على حافة الهاوية
أمد/ لندن: اعتبرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، بأن رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو وزعيم حزب الله، حسن نصر الله، يسعيان إلى البقاء على شفا حرب أوسع نطاقًا، ودفع المنطقة إلى حافة الهاوية، ورأت بأن الهجومين الأخيرين يُمثلان إذلالًا تامًّا للحزب، التي انتهك أمنها مرتين بسهولة.
ويُعدّ تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي في أنحاء لبنان جميعها، بعد يوم واحد من تفجير عشرات أجهزة “البيجر”، التي يستخدمها مسؤولو حزب الله، بمنزلة ضربة قاصمة توضح مدى اختراق إسرائيل لدفاعات خصمها على حدودها الشمالية، بحسب “الغارديان”.
ورغم أن جرأة الهجوم التكتيكي تُبقي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في المقدمة، فإنها تخاطر بالدخول في حرب شاملة غير محسوبة العواقب.
وبحسب الصحيفة، توفر عملية الأجهزة المتفجرة في لبنان فوائد نجاح مذهل وجريء لنتنياهو، وتظهر أنه ينقل المعركة إلى “العدو” في الشمال، مع العلم أن ميليشيا حزب الله وداعميها الإيرانيين ظهروا حريصين على تجنب الانجرار إلى حرب شاملة مع إسرائيل.
في المقابل، سعى زعيم ميليشيا حزب الله، حسن نصر الله، إلى تضليل أتباعه من خلال المبالغة في نجاح الهجوم الصاروخي والطائرات من دون طيار، الشهر الماضي، ضد أهداف استراتيجية، مثل مقر المخابرات الإسرائيلية، لتقليل الضغوط السياسية الداخلية لإلحاق أضرار أكبر بإسرائيل، وفق الصحيفة.
وقالت إن نصر الله يتعرض الآن لضغوط أكبر لتحقيق نجاح مذهل من جانبه، بعد الفشل الذريع في حماية سلاسل التوريد الحساسة المرتبطة بالحزب.
ولفتت إلى مزاعم جهاز الأمن الإسرائيلي “الشاباك”، هذا الأسبوع، بأنه أحبط مؤامرة لحزب الله لاغتيال عضو كبير سابق في المؤسسة الأمنية في البلاد.
ولو نجحت مثل هذه المؤامرة، لكانت المطالبات داخل إسرائيل بأن يتعامل الجيش الإسرائيلي مع تهديد حزب الله “مرة واحدة، وإلى الأبد” ملحوظة، وفق “الغارديان”.
وأشارت إلى أن الوضع على الجبهة الشمالية لإسرائيل غير مستقر، وعلى شفا حرب شاملة، وعلى حين تحتاج حزب الله إلى الحفاظ على مصداقيتها بعدِّها رأس رمح المقاومة الإسلامية مع إسرائيل، يحتاج نتنياهو إلى إبقاء إسرائيل في حالة حرب مستمرة لإبعاد التهديد بإجراء الانتخابات، ومعه خطر سقوطه من منصبه مع تهم الفساد المعلقة في المحاكم.
والمنطق الأمني في إسرائيل هو أن هؤلاء الناس لا يستطيعون العودة إلى بلداتهم وقراهم الشمالية بينما لا يزال “حزب الله” متحصناً في جنوب لبنان، بين الحدود ونهر الليطاني.
وتأمل إدارة بايدن والوسطاء الآخرون في المنطقة أن يؤدي وقف إطلاق النار المتفاوض عليه في غزة إلى نزع فتيل التوتر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، مما يسمح بعودة الإسرائيليين النازحين دون مزيد من التصعيد. ومع ذلك، لم يتحقق أي وقف لإطلاق النار من هذا القبيل، في حين أن الحديث عن حرب إسرائيلية جديدة في لبنان قد اكتسب زخماً. وتفيد التقارير أن مكتب نتنياهو قد أطلع في الأيام الأخيرة على أن أحد الأسباب التي تجعل رئيس الوزراء يفكر في التخلي عن وزير الدفاع، يوآف غالانت، هو أن حماس غالانت للحرب في لبنان قد خفت.
كما هو الحال دائمًا مع نتنياهو، من الصعب معرفة كم من هذه الحملة الهامسة يتعلق حقًا بالنوايا العسكرية، وكم يتعلق بالسياسة الداخلية وحاجة رئيس الوزراء المستمرة إلى الميل إلى ائتلافه لإبقائه في السلطة. إنه يتحدث مع بديل غالانت المحتمل، جدعون ساعر، زعيم حزب الأمل الجديد، الذي يمكن أن يساعد أعضاؤه في استقرار مكانة الائتلاف.
وفي حين أن هناك مناورات في أروقة الكنيست، إلا أن هناك القليل من الدلائل على عمليات انتشار هجومية مقابلة على الحدود اللبنانية.
ولا تزال وحدات الجيش الإسرائيلي تتناوب على الخروج من غزة للتوجه إلى الشمال، لكنها منهكة وأعدادها غير كافية لشن هجوم بري.