العفو الملكي يتجاوز مجرد الرحمة بمزارعي الكيف ويندرج ضمن سياسة ناجعة في مجال المخدرات اليوم 24

قال شكيب لخياري، منسق الائتلاف الجمعوي المغربي من أجل الاستعمال الطبي والصناعي للقنب الهندي، إن العفو الملكي عن 4831 من المزارعين البسطاء لنبتة القنب الهندي، يعتبر فرصة كان ينتظرها ليس فقط المعتقلون وذووهم، بل أيضا عموم الشعب المغربي في كل مناسبة دينية أو وطنية، نظرا لما يحمله في ثناياه من رسائل بليغة « تتجاوز مجرد التعبير عن قيم الرحمة والرأفة المعهودة في جلالة الملك، حيث أضحى العفو يتجاوز ذلك ليشمل إلى جانبه اعتبارات عميقة تتعلق بالمصلحة الفضلى للمجتمع، كما هو الشأن في هذا العفو الصادر لفائدة مزارعي القنب الهندي ».
وقال لليوم24 « يأتي هذا العفو الملكي في سياق وطني بالغ الأهمية، ويتعلق بمرحلة التفكير الجماعي التي تهدف إلى إعداد سياسة وطنية جديدة عادلة وناجعة في مجال المخدرات. هذه السياسة لا يمكن تحقيقها دون صدور هذا العفو الإنساني الذي يحمل بعدا اجتماعيا أيضا، والذي يهدف إلى إنهاء حالة الاحتقان التي تعرفها مناطق زراعة القنب الهندي منذ عقود طويلة بسبب تجريم هذه الزراعة بمقتضى ظهير 1954 ».
وحسب الخياري، يروم هذا العفو تعزيز اندماج الفئة المستفيدة منه في المجتمع والاقتصاد المحلي بهدف دفع عجلة التنمية المستدامة بالمناطق المعنية والتي عانت من التهميش لقرون من الزمن، وبذلك فهو يعكس التزاما ملكيا قويا بتحقيق التنمية المنشودة التي لا تقتصر على الأنشطة الزراعية بل أيضا الأنشطة غير الزراعية، وفق ما تم التعبير عنه في بلاغ وزارة العدل، وهو ما يمهد الطريق لتنفيذ سياسة تنموية أكثر تكاملا وفعالية في المستقبل.
وأشار الخياري إلى أنه « يبقى هذا العفو أكبر رسالة تفيد احتضان الدولة لمزارعي القنب الهندي ورغبتها في إشراكهم كافة في إعداد وتنزيل السياسة الجديدة وإخراجهم من حالة الارتهان لبارونات الاتجار غير المشروع بالمخدرات.