أمد/ أية امة هذه تخون حارسها بان تفتح شبابيكها الخلفية لقاتلها ليجلس في صدر الدار ثم يأمرها بقتل حارس بوابة بيتها وتفعل.
تماما كذاك العدو الذي طلب من دعاة الاستسلام له قتل دعاة المقاومة فتخلص من نصف الاعداء من الاقوياء والمؤمنين والصدقين ثم كان من الاسهل عليه التخلص ممن خدموه على حساب ذاتهم وهو حال العرب اليوم فالأعداء يجوبون كل مكان اما بأنفسهم او عبر وكلائهم ويحضون على كل من يحاول حتى قول لا لإرادة الولايات المتحدة التي تمكنت من جعل شعارها الملفق والصحيح نظريا والفارغ من اي مضمون حقيقي شعار الجميع وهو شعار ” وطن واحد سلاح واحد ” والامر بالتأكيد صحيح ولا احد يمكن له ان يناقش هذا القول على قاعدة الوطن السيد بشعبه واهله وناسة وليس الوطن المستباح لكل الاعداء وبشكل علني لا لبس فيه.
هذا الشعر ضاع نصفه اولا وبقي النصف الاهم وهو سلاح اي سلاح الاعداء ففي فلسطين المحتلة يعربد ويقتل ويدمر سلاح الاحتلال ومستوطنيه كل شيء وفي كل مكان وفي غزة لم تعد اللغات جميعها قادرة على وصف ما يحدث من مقتلة هي الابشع عبر العصور ومع ذلك هناك من يتحدث عن تسليم سلاح المقاومة ولا احد يأتي على اشتراط ذلك بكنس الاحتلال.
الحالة الابشع في لبنان حيث تعلن الدولة الرسمية خضوعها العلني لإرادة واملاءات الاحتلال دون لبس وتوافق على ما اسميت ورقة براك وهو القائل ان اسرائيل هي التي تحدد الاهداف والتواريخ وانه لا يستطيع الضغط عليها ابدا ومع ذلك يهدد لبنان اذا لم يلتزم بتلك الاملاءات وابدا لا يتحدث عن سلاح الاحتلال في جنوب لبنان والذي يقصف لبنان بكل مكان وفي الوقت الذي يريدون للجيش اللبناني ان يسيطر على بلاده تحتل اسرائيل الجنوب وتقصف الشمال واخرون يتامرون على الشرق ولا احد ينبس ببنت شفة على الاطلاق فلا جيش لبناني قوي وحقيقي يحمي لبنان موجود ومع ذلك يريدون اخضاعه بسحب سلاح المقاومة ليبقى البلد بلا غطاء.
التجربة السورية ابشع من اي تجربة اخرى فقد تم تحطيم الجيش السوري والقضاء على كل اسلحته حتى انكشف البلد وصار اختلال جنوبه امر شبه عادي ومحل نقاش بينما لم يعد احد يذكر لا الجولان ولا جبل الشيخ ويدور الحديث فقط مع إسرائيل عن الية ادارة الامن في سوريا هنا وهناك ولا احد مسموح له نقاش الامر الا اسرائيل وامريكا برعاية امريكية مؤقتة فهل ظل سلاح في سوريا غير سلاح الاحتلال بعد تدمير جيش سوريا وسلاحه وهل لبنان الخالي من المقاومة وسلاحها سيكون بعيدا عن ذلك ومن سيدفع جيش الاحتلال للانسحاب بعد التخلص من المقاومة وسلاحها ودفع الداعمين جميعا للابتعاد والتعلق بحبل الاعداء وحدهم.
العراق يتذكر اليوم ان هناك سلاح غير سلاح الدولة وينسى سلاح امريكا التي دمرت العراق ولا زالت تسطو على خيراته وتحتله ولا احد ياتي على ذكر سلاح الا السلاح الذي قاوم الاحتلال ولا زال يفعل والامر على نفس الشاكلة فان انت قضيت على من يقاوم وجود امريكا تحت سمعها وبصرها فمن سيجبرها على الانسحاب بعد ان يغيب الحارس المقاوم.
وامر اليمن اصعب بكثير فقد تكالب الجميع عليها علنا في الداخل والخارج لإخضاعها ولا زالوا يفعلون وهم بالقطع يدركون ان غيابها سيسمح للفأر ان يأكل قطعة الجبن باستمتاع ولوحده دون ان يشاركه بها احد فالعرب يسعون لقتل القط في خدمة علنية للفأر الذي لن يبق لهم جبنا ولا ما يأكلون حتى بعد ان يتأكد بنفسه ان من يقتل حارسه بيديه لا يستحق العيش.
اصبحت مهمة قتل الحارس مهمة وطنية عليا للمحروس مع علمه الاكيد ان صاحب المصلحة في قتل الحارس هو من يحتل البيت ويرغب بمواصلة احتلاله بعد ان يتخلص ممن قتلوا القط واصبحوا عراة بلا حارس يحميهم او يدافع عنهم فإلى متى سيبقى حال الامة هذه هو هذا الحال تقتل حاميها وتشرع ابوابها للقاتل طمعا في حمايته واية امة هذه تستجير بالقاتل بتنفيذ اوامره لها بان تحرق عصا حارسها ثم تقتله طمعا بالحياة فأي غبي يامن لقاتله بعد موت حارسه على يديه واي غبي ايضا يصادق من خان حارسه ويبقي عليه ففي الحالتين نحن امة الخاسرين ان لم نتخلص من حالة الخنوع والذل والتبعية.