العدوانُ الإسرائيليُّ والأمريكيُّ لن يمرَّ دونَ ردٍّ… واليمنُ ثابتٌ في نُصرتهِ لغزَّةَ حتَّى النصرِ أو الشهادةِ!

أمد/ في زمنٍ تكالبتْ فيهِ قوى الشرِّ والاستكبارِ على أبناءِ غزَّةَ الأبيَّةِ، لم يكنِ اليمنُ العظيمُ ليتأخَّرَ أو يتخاذلَ عن أداءِ واجبِه التاريخيِّ والدينيِّ والإنسانيِّ في الوقوفِ إلى جانبِ فلسطينَ الجريحةِ.
ولقد جاءَ الردُّ الصهيونيُّ، المدعومُ أمريكيًّا، باستهدافِ صنعاءَ وعددٍ من المدنِ اليمنيَّةِ، ليؤكِّدَ من جديدٍ حالةَ الإفلاسِ والعجزِ والتخبُّطِ التي يعيشُها الكيانُ المؤقَّتُ تحتَ وطأةِ ضرباتِ أبطالِ اليمنِ الأحرارِ!
لقد تعمَّدَ العدوُّ الصهيونيُّ قصفَ المنشآتِ المدنيَّةِ، وخزَّاناتِ الوقودِ بمحطَّاتِ الكهرباءِ في العاصمةِ صنعاءَ، لا لشيءٍ سوى لصناعةِ مشهدٍ دخانيٍّ إعلاميٍّ خادعٍ، يوهمُ بهِ نفسَهُ أنَّهُ لا يزالُ قادراً على الردعِ!
فيما الحقيقةُ أنَّهُ يغرقُ في مستنقعِ العجزِ والخوفِ من صواريخِ صنعاءِ المُرعِبةِ، وطائراتِها المُسيَّرةِ المُزلزِلةِ، التي تصلُ إلى العمقِ الصهيونيِّ دونَ إذنٍ أو إنذارٍ!
فمنذُ أن أعلنَ اليمنُ موقفَهُ المُشرِّفَ في معركةِ “طوفان الأقصى”، وهو يخوضُ مواجهةً مفتوحةً مع قوى العدوانِ الصهيونيِّ الأمريكيِّ، لا تراجعَ فيها ولا هوادةَ.
وقد أثبتتِ القوَّاتُ المسلَّحةُ اليمنيَّةُ أنَّها باتتْ جزءًا فاعلاً ومؤثِّرًا في معادلةِ الرَّدعِ الإقليميِّ، لا تُهدِّدُ فقط، بل تُنفِّذُ وتُربكُ حساباتِ العدوِّ في كلِّ الميادينِ!
نُطمئنُ الأمَّةَ العربيَّةَ والإسلاميَّةَ بأنَّ اليمنَ حاضرٌ بقوَّتهِ وبأسِه، وأنَّ ردَّهُ قادمٌ لا محالةَ!
فاليدُ التي أطلقتِ الصواريخَ إلى عمقِ فلسطينَ المحتلَّةِ، وحفرتِ الخنادقَ في وسطِ مطارِ اللُّدِّ، والمُسيَّراتُ التي حلَّقتْ فوقَ “تل أبيب”، قادرةٌ بإذنِ اللهِ أن تصلَ إلى المُفاعلاتِ النوويَّةِ وتقصفَها متى أرادت!
لن يتوقَّفَ اليمنُ عن إسنادِه لغزَّةَ، ولن تُثنيهِ التهديداتُ ولا الغاراتُ، ولا التحالفاتُ الشيطانيَّةُ.
فاليمنُ اليومَ ليسَ كما كانَ، بل هو بلدُ السيادةِ والقرارِ، بلدُ الإيمانِ والحكمةِ، بلدُ الأبطالِ وحاملي الراياتِ التي لا تنكسرُ، بلدُ الموقفِ الذي لا يتغيَّرُ، والقضيَّةِ التي لا تُساوَمُ!
وكيفَ لا؟!
واليمنُ اليومَ يمتلكُ عِلماً إلهيًّا أحيا بهِ طُرُقَ الأنبياءِ العِظامِ، والموتُ الأحمرُ فيهِ أَشْهى من العَسَلِ، والشهادةُ وسامُ فخرٍ على جبينِ التاريخِ!
فـيـدُ اللهِ فوقَ أيديهم، وقلوبُهم مطمئنَّةٌ بوعدِ اللهِ الصادقِ لعبادِهِ المؤمنين، فالنصرُ حليفُ اليمنِ لأنَّهُ على الحقِّ، وما كانَ اللهُ ليُخْذِلَ قومًا آمنوا وصدّقوا وثبتوا، ولم يُصِبْهم وَهَنٌ ولا استكانةٌ، بل جاؤوا حاملينَ الحقَّ الذي لا يُقهَرُ ولا يُهزَمُ!
جاءَ الحقُّ وزَهَقَ الباطلُ، إنَّ الباطلَ كانَ زَهوقاً!
فالحقُّ قويٌّ بقوَّةِ اللهِ، والباطلُ ضعيفٌ، يستمدُّ وَهْمَهُ من كيدِ الشيطانِ، وَكَيْدُ ٱلشَّيْطَـٰنِ كَانَ ضَعِيفًا!
عاشتِ اليمنُ عزيزةً، حرَّةً، مُستقلَّةً، ثابتةً على دربِ العزِّ والكرامةِ والسيادةِ!
وإنَّهُ لَشرفٌ عظيمٌ أنْ ندافعَ عن المحرومينَ والمستضعفينَ، أنْ نكونَ جنوداً في سبيلِ اللهِ، مُطيعينَ لنداءِ السماءِ، عاملينَ بقولِه تعالى:
﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱلطَّـٰغُوتِۖ فَقَـٰتِلُوٓا۟ أَوْلِيَآءَ ٱلشَّيْطَـٰنِۖ إِنَّ كَيْدَ ٱلشَّيْطَـٰنِ كَانَ ضَعِيفًا)،سورةُ النساء: ٧٦.
فليعلمِ الطغاةُ أنَّ هذا اليمنَ لم يركعْ إلَّا للهِ، وأنَّ في صدورِ أبنائهِ ناراً لا تُطفِئُها إلَّا زوالُ “إسرائيل” وكلِّ من ناصرَها من قوى الشرِّ والاستكبارِ!
وأنَّ الحتميَّاتِ الثلاثَ التي أعلنَها قائدُ الثورةِ، أصبحتْ قابَ قوسَيْنِ أو أدنى من التحقُّق، وزوالِ الكيانِ الصهيونيِّ بإذنِ اللهِ آتٍ لا محالةَ!