الضفة الغربية تسير على خطى غزة في التدمير والتهجير والابادة
أمد/ قبل عدة سنوات، قال لي ميكو بيليد، الناشط التقدمي اليهودي الامريكي، خلال زيارته للمكسيك لإلقاء محاضرة حول “القضية الفلسطينية”، وضد الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، قال لي: إن والده الجنرال ماتيو بيليد، احد جنرالات اسرائيل في حرب ال 67 اقترح على القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية ارجاع الضفة الغربية وانهاء احتلالها،
لكن رأي القيادة السياسية والعسكرية كان مخالفا لرأي الجنرال، والد ميكو بيليد، وذهبوا نحو الاحتفاظ “بالغنيمة”، غنيمة الحرب، أي الضفة الغربية،
ومن الواضح ان سياسة اسرائيل كدولة وكحركة صهيونية توسعية عدوانية استمرت على هذا النهج في الاحتفاظ والسيطرة على الضفة الغربية، وقضمها قطعة قطعة، وبلعها وهضمها، وصولا إلى ضمّها تماما إلى اسرائيل وجعلها “منطقة السامرة” جزء لا يتجزّأ من دولة الاحتلال،
وفي الشهور الاخيرة، كشّر سموتريتش، وزير مالية الاحتلال ، والحاكم الفعلي للضفة الغربية، عن انيابه وافصح عن الخطة الجديدة القديمة لبلع الضفة نهائيا ارضا ومقدرات ومصادر طبيعية وجغرافيا، ولفظ السكان المدنيين الفلسطينيين واجتراح الحلول لهم، على رأسها عملية تهجير طوعية او قسرية، يدور رحاها وتلوح في الافق ظلالها،
العملية العسكرية العدوانية العنيفة الاخيرة التي تطبقها اسرائيل في مدن ومخيمات شمال الضفة الغربية ليست مجرّد عملية مطاردة وملاحقة بعض الشبان الفلسطينيين المسلحين لاخماد بؤر “ثوريّة” يمكن ان تتمدد وتتوسع وخاصة على هدي ووقع ما يجري في غزة من مجازر اسرائيلية وما يجري على الحدود اللبنانية من حرب استنزاف بصورة أو باخرى،
الضفة الغربية هي هدف اسرائيل الاساسي لانها الامتداد الطبيعي والسكاني الاكبر لفلسطين التاريخية، حيث تعتقد اسرائيل انها استطاعت ان “تُدجّن” فلسطينيي ال 48 وجعلتهم جزءا من نسيج دولتهم!!،
وفي اعتقادي ان اسرائيل تقوم في الضفة الغربية بنفس الخطوات التي اتبعتها في فلسطين ال 48 من تهويد ومصادرة وقمع وتضييق ومحاولة طرد وتهجير، وبالدرجة الاولى الاستيلاء على الاراضي،
ولكن بخصوصية مبتكرة ألا وهي انها تقيم ما بين النهر والبحر دولتين: دولة اسرائيل العضو في الامم المتحدة والمعترف بها دوليا، والدولة الثانية هي “دولة المستوطنين”، في الضفة الغربية، وهذا ما يقوم بانجازه سموتريتش، بتفويض ومباركة من نتنياهو ومن الحكومة الاسرائيلية،
أمّا بعض الاصوات التي تبدو عقلانية فما هي إلا “للإستهلاك المحلي امام اعين العالم”!!،
المخطط الاسرائيلي لتهويد الضفة الغربية وضمّها سائر منذ العام 67 بوتيرة يتحكمون بها حسب المعطيات والظروف وصدى الاصوات وردود الافعال المحلية والاقليمية والدولية،
لكن مخطط سموتريتش لضم الضفة الغربية لاسرائيل سائر سائر، وما الحملة العسكرية الدموية الاسرائيلية ضد مدن ومخيمات شمال الضفة الغربية ومحاولة سحق المخيمات وتهجير سكانها إلى العراء المُريب، إلا احدى تجليات هذا المخطط.