الصوم من أرقى مقامات العبودية
العبادات في الإسلام إنما شرعت لأهداف وغايات وحكم، قد يدرك الناس بعضها، وقد تغيب عن أذهانهم، يقول الحق سبحانه مبينا الغاية من عبادة الأضحية: {لَن يَنَالَ الله لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ}.
ويقول مبينا الحكمة من فريضة الصلاة: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ}، وفي عبادة الصوم يقول: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَقُونَ}، أي: لأجل التقوى، فإذا لم يحدث الصيام للإنسان تلك التقوى، فإنه لم يحقق الغرض الذي شرعه الله من أجله، ويقول صلّى الله عليه وسلم في أضراب هؤلاء: “من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”، فالصيام فيه تقديم رضا الله على النفس، وتضحية بالامتناع عن الطعام والشراب، وبالإمساك عن الشهوة ابتغاء وجه الله وحده، ومن هنا كان ثوابه عظيما وثوابه جزيلا، قال صلّى الله عليه وسلم: “كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي”، فتقديم رضا الله على هوى النفس من أعظم مقامات العبودية.