أمد/ منذ بدء العدوان على غزة، وعبارة صفقة وقف إطلاق النار لم تهدأ، كانت تعلو البيانات والتصريحات وتبدأ الاجتماعات، ومازالت غزة، تمحى كما تمحو الممحاة الكلام على الورق…

بدأت أولى محاولات وقف إطلاق النار في غزة عند بداية حرب الإبادة عام 2023 . وقد توصل الاتفاق إلى وقف القتال لمدة أربعة أيام تبدأ في24/11/2023، مع إمكانية تمديد وقف إطلاق النار بشرط إطلاق سراح المزيد من الأسرى. وقبل نهاية اليوم الرابع أعلنت قطر التوصل لاتفاق لتمديد الهدنة يومين جديدين بنفس الشروط السابقة. وقبل انتهاء اليوم السادس أعلنت وزارة الخارجية القطرية   موافقة الطرفين على تمديد الهدنة لمدة يوم سابع. وبانتهاء اليوم السابع واصل جيش الاحتلال قصف كل مناطق غزة.

وفي المحاولة الثانية لوقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 كانون الثاني، من ثلاث مراحل، تضمن تبادلا للرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة مقابل سجناء ومعتقلين فلسطينيين في إسرائيل، بهدف إنهاء الحرب في نهاية المطاف. وبعد انتهاء المرحلة الأولى من خطة صفقة التبادل، اصدر مكتب نتنياهو استئناف الهجمات على غزة زاعما رفض حركة حماس “مرة تلو أخرى إعادة مخطوفينا، وكذلك رفضها كل المقترحات التي تلقتها من المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف والوسطاء”. وخرقت إسرائيل وعدها بالانسحاب من محور “فيلادلفيا”، وقررت منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وإغلاق المعابر الحدودية.، ولم يتم استئناف تنفيذ الخطة والبدء بالمرحلة الثانية.

وأما في المفاوضات الأخيرة لوقف إطلاق النار، في هذا العام بعد آخر اختراق من المحاولة الثانية، عقدت عدة اجتماعات وأصدرت بيانات حول القيام بمحاولة جديدة لوقف إطلاق النار، ومازالت اسرائيل  تواصل حرب الإبادة الجماعية، والكل شاهد على هذا، ونيام عنها، خفيت ملامح المدن فيها والأبنية والمؤسسات، كلها سويت على الأرض وكأن يد الشيطان أمسكت القطاع في قبضتها وطحنته حتى غدا رملا ولم يعد يرى فيها أي ملامح للمدينة، أما واقع النزوح والتهجير الحاصل داخل قطاع غزة، فيوثق تقرير سابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش أن “إسرائيل تستخدم وسائل قذرة لصناعة النزوح: القصف العشوائي، تدمير شامل للمستشفيات والمدارس، قطع المياه والكهرباء، ومنع المساعدات والتجويع. كل ذلك لكسر إرادة المدنيين ودفعهم للرحيل”. فالصمت العربي أعطاها الضوء الأخضر لمتابعة إبادتها بحق الشعب الفلسطيني…

 

وفي المقابل نجد تصريحات الدول الغربية حول غزة أدانتهم بشدة إعلان الحكومة الإسرائيلية الأخير تكثيف الهجوم العسكري على قطاع غزة. آيسلاندا وإيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا والنرويج والبرتغال وسلوفينيا وإسبانيا في البيان الصادر اليوم الأحد”،

 وفي مشهد نادر نشاهد رئيس البرازيل يحيي نظيره الكولومبي بقبلة على الجبين، لدعوته في تصريح له، إلى تشكيل “جيش دولي قوى” لتحرير فلسطين والدفاع عن شعوبها ضد ما وصفه بـ”الطغيان والشمولية” التي ترعاها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والشمولية”، ويأتي السؤال هنا، دول غربية رأت المظلومية والابادة في غزة، أين العرب أبناء الدم واللغة والوطن الواحد من كل سفك هذا الدماء ؟

شاركها.