أمد/ تونس: تصدرت القضية الفلسطينية ليوم الاثنين، واجهات الإعلام التونسي في مبادرة تضامنية غير مسبوقة على الصعيد الدولي، تُوصف بأنها الأوسع في تاريخ الصحافة العالمية.
وكانت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين في طليعة المشاركين، حيث أصدرت بيانا ، دعت فيه وسائل الإعلام التونسية إلى الانخراط الكثيف في هذه الحملة، مؤكدة أن “التضامن بين الصحفيين في العالم ليس مجرد موقف رمزي، بل جزء من معركة من أجل حرية التعبير وكرامة المهنة، ومن أجل حماية مستقبل الصحافة كأداة لكشف الحقيقة ومساءلة السلطات”.
وشددت نقابة الصحفيين التونسيين على أن ما يتعرض له الصحفيون في غزة ليس سوى رسالة ترهيب موجهة إلى كل صحفي في العالم، معتبرة أن “الدفاع عن الزملاء في القطاع هو دفاع عن الحق المهني لكل صحفي يسعى لأداء واجبه بحرية واستقلالية”.
كما دعت إلى تغطية متواصلة للجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في غزة والأراضي الفلسطينية، وإلى استضافة خبراء حقوقيين وصحفيين فلسطينيين لتقديم شهادات وتحليلات ميدانية موثوقة، إضافة إلى الانخراط النشط في حملات التضامن الرقمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير في الرأي العام المحلي والدولي.
حملة دولية لكسر الحصار الإعلامي
وقد لقيت الدعوة التي أطلقتها منظمة “مراسلون بلا حدود” تفاعلا واسعا بين الإعلاميين التونسيين، الذين بادروا بنشر أخبار متعلقة بوقف إطلاق النار وإعادة نشر بيان النقابة على صفحاتهم الرسمية في مواقع التواصل وبقية المنصات الرقمية.
وأضافت: “على وسائل الإعلام التونسية أن تفتح برامجها لاستضافة خبراء في القانون الدولي لتقديم شهادات ميدانية حول الاستهداف المباشر للصحفيين في غزة”” وبيّنت اللواتي، أن النقابة طالبت الصحفيين التونسيين بإنتاج مواد مكتوبة ومرئية توثق شجاعة صحفيي القطاع في نقل الحقيقة من تحت الركام وتحت القصف.
وذكّرت أن ما يحدث في غزة ليس مجرد عدوان على الشعب الفلسطيني، بل اعتداء منهجي على الصحافة الحرة والحق في الوصول إلى المعلومات، مؤكدة أنّ استهداف الصحفيين وهم يحملون شارات واضحة ومعدات ظاهرة يُعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني.غزة في افتتاحيات الصحف التونسية
ومنذ صباح يوم الاثنين، الأول من سبتمبر، عجّت منصات التواصل الاجتماعي في تونس بدعوات التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين ووقف إطلاق النار، فيما سارعت مؤسسات إعلامية إلى نشر بيانات دعم أو تخصيص مساحات واسعة في صفحاتها الأولى للحديث عن معاناة القطاع.
وأوضحت عضو المكتب التنفيذي في نقابة الصحفيين التونسيين، جهان اللواتي، في تصريحها لـ”سبوتنيك” أن عددا من وسائل الإعلام التونسية استجابت لدعوة النقابة، منها صحيفة “صوت الشعب”، وصحيفة “الشعب نيوز”، وموقعي “الكتيبة” و”نواة”، إلى جانب عدد من الإذاعات الخاصة والاذاعات العمومية والتلفزة الوطنية معربة عن أملها في أن ينخرط الإعلام العمومي بدوره في هذه المبادرة.
وأضافت: “ما نشهده اليوم محاولة منهجية لإسكات الصوت الفلسطيني، وهو ما يستدعي موقفا مهنيا وأخلاقيا واضحا من الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في كل أنحاء العالم”.
وتواصل النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين دعواتها لكل الهياكل المهنية في قطاع الإعلام للانضمام إلى هذه الحملة الدولية وتنظيم الفعاليات الممكنة لإدانة استهداف الصحافة الفلسطينية وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها.
آمال معلّقة على أسطول الصمود
بالتوازي مع الحملة الإعلامية، تتواصل التحركات الشعبية في تونس المطالبة برفع الحصار عن غزة، حيث تتجه الأنظار إلى أسطول الصمود العالمي الذي أبحر من مدينة برشلونة الإسبانية يوم الأحد محمّلا بمساعدات إنسانية وناشطين، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2007. ويضم الأسطول عشرات القوارب والسفن من عدة دول، تقلّ مئات النشطاء من 44 دولة، إضافة إلى مشاركة أكثر من 30 ألف شخص في الفعاليات المساندة لانطلاقه.
وتشمل المبادرة أربع حركات شعبية: الحركة العالمية نحو غزة، تحالف أسطول الحرية، أسطول الصمود المغاربي، ومبادرة صمود نوسانتارا (الشرق آسيوية). وبحسب بيانات الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، فقد أودت الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول بحياة أكثر من 64 ألف فلسطيني، بينهم 254 صحفياً وصحفية قُتلوا عمدا أثناء تأدية واجبهم المهني، في محاولة إسرائيلية لطمس الحقيقة وإسكات الشهود.