الشمع بضاعة نادرة بينما كان سكان تمارة وأجزاء واسعة من الرباط يغرقون في 9 ساعات من الظلام اليوم 24
بدءا من الخَامسة مساء يوم الثلاثاء فوجئ سكان مدينتي تمارة والهرهورة وأحياء بمدينة الرباط بانقطاع التيار الكهربائي.
في البداية اعتقد السكان أن فترة الانقطاع ستكون محدودة، لكن بعد مرور ساعة قبيل موعد الافطار تبين أن المشكل سيستمر.
سَارَعَ المُوَاطنون إلى مَحلات البقالة لاقتناء الشموع، وكان عدد محدود منه من يتوفر على هذه المادة.
كانت مجموعة من النساء والرجال والأطفال يتجمهرون أمام أحد الحوانيت، ويمدون إلى صاحبه أيديهم بالنقود مقابل علبة صغيرة تتكون من ثلاث شمعات.
البائع كان يقدم الشموع وهو يتسلم ستة دراهم عن كل علبة ولا يخفي ابتسامته من هذه “الأزمة” التي أفرجت عن ما لديه من شموع.
سعر الشمعة الواحدة في بعض المناطق وصل إلى ثلاثة دراهم، سيما بعدما بدأت أخبار تتداول عن استمرار الانقطاع بسبب عطب يتطلب وقتا لاصلاحه.
ما زاد الطين بلة هو انقطاع الاتصالات الهاتفية والأنترنت في بعض الأحياء ومنها حي أولاد مطاع بتمارة ما خلق توترا مضاعفا بين السكان.
بدأ المتضررون يتحدثون فيما بينهم على غير العادة لمعرفة سبب انقطاع التيار الكهرباء.
دخل الصائمون إلى منازلهم مع قرب حلول موعد صلاة المغرب، أشعلوا الشموع وأفطروا على ضوئها وعلى عقارب ساعاتهم لأن صوت الآذان لم يكن ممكنا أن يصل إليهم.
خرج عدد من الصائمين إلى المساجد بالاستعانة بضوء بطاريات هواتفهم المحمولة، فيما قصد آخرون أحياء في عين عتيق والرباط لمشاهدة مباراة كرة القدم التي جمعت بين المغرب والبيرو.
بينما اختار آخرون أداء صلاة التراويح في مساجد بعيدة عن أحيائهم المظلمة.
بعد مرور ثلاث ساعات خرجت شركة ريضال، المفوض إليها بتدبير قطاع الماء والكهرباء، عن صمتها بخصوص هذا الانقطاع، وقالت في بلاغ على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، “إن الانقطاع في التيار جاء إثر حادث كبير على مستوى مركز لتحويل الكهرباء”.
انتقد مواطنون في مَواقع التواصل الاجتماعي، طريقة تواصل الشركة وعدم إخبارهم مبكرا بالحريق الذي أصاب مُولدات كبيرة في منطقة تمارة يزود تمارة والهرهورة وأجزاء من الرباط بالكهرباء.
بسبب الظلام اكتفت مساجد تمارة بأداء صلاة العشاء فقط على ضوء مصابيح الهواتف النقالة لبعض المصلين، فيما اكتفت مساجد أخرى بأربع ركعات فقط لتوفرها على عدد قليل من المزودات الخاصة بالكهرباء لحالات الطوارئ.
وكانت معاناة أرباب المقاهي والمطاعم كبيرة بسبب خسائر تكبدوها بسبب هذا الانقطاع المفاجئ للكهرباء، بعدما حجز زبناؤها وجبة الإفطار لمشاهدة مباراة المنتخب الوطني لكرة القدم أمام البيرو.
بعد مرور خمس ساعات عاد التيار الكهربائي تدريجيا إلى أحياء في الساعة الثانية عشر ونصف مثل أولاد مطاع بتمارة فيما لم يعد إلى أحياء آخرى مثل حي الوفاق إلا في حدود الرابعة صباحا.