السنوار جيفارا غزة أمد للإعلام
أمد/ إصرار وعزيمة وإرادة جسدها هذا البطل الفلسطيني نجد جزء كبير من تفاصيلها في روايته ” الشوك والقرنفل” قصة لا يستطيع أكبر المؤلفين والمخرجين السينمائيين أن يفكر في نهاية لها بهذا الجمال، لقصة أو رواية ما توازي عظمة وأثر نهاية قصة يحيي السنوار “أبو إبراهيم” . كان المشهد برواية وثوتيق الإحتلال الإسرائيلي عبارة عن طائرة تصوير تتسلل لمنزل مدمر تم قصفه من الدبابات الإسرائيلية بعدما شك الجنود بوجود مسلحين وهم لا يعلمون أن المقاوم الملثم الذي ينتظرهم هو زعيم المقاومة يحيى السنوار والرجل المطلوب الأول للإحتلال الإسرائيلي، كان المشهد كالتالي: رجل ملثم يجلس على كرسي، مصاب ويده تنزف ربطها بسلك لإيقاف النزيف، يلتفت نصف التفاتة وبنصف عين يشاهد الطائرة، جراحه النازفة في هذه اللحظة لم تمنعه من تحريك يده الأخرى وأخذ عصا ورميها على طائرة الدرون التى كانت تصور المكان محاولا إسقاطها . لم يكن منكسرا أو ذليلاً كما أراده الإحتلال الإسرائيلي بل كان شامخاً بطلاً عزيزاً قوياً حتي الرمق الأخير من حياته لحظتها كانت رهبة الموت تفوق رغبة الحياة لأي بشر، لكنه لم يكن بشراً عادياً. ولم ينهار بسبب جراحه التي تنزف بغزارة أو ما ينتظره من مصير محتوم، أراد إيصال رسالة سامية لكل شعوب العالم ولأبناء شعبه الفلسطيني وللأجيال القادمة من خلال بث حيّ ومباشر عن البطولة كيف تكون وما معناها. يا لمهابة المشهد ويا لعظمة الخاتمة. وكأنها كانت مكتوبة في ورقة فيلم سينمائي بطولي وهناك ممثل يؤديها. لكنها لم تكن كذلك، وليست ذات تحضير مسبق، بل نبذة أخيرة لرجل قصص حياته لا تسعها الروايات والتخيلات . وهو صاحب كتاب ” الشوك والقرنفل” كتب روايته داخل أروقة السجون الإسرائيلية في العام 2004 يصف في هذا الكتاب إلى أمه مشهد استشهاده بأنه سوف يكون مشتبكا مع العدو يقاتل في معركة من أجل التحرير وأنه سوف يستشهد وهو مشتبك معهم بالسلاح لقد كتب ذلك في العام 2004 اي بطل هذا الذي يعشق وطنه ويضحي بسنوات طويلة من عمرة داخل الأسر تم يعود مقاوما في سبيل تحرير وطنه ويكتب ويصف مشهد موته بدقة شديدة وهو في داخل الأسر وخلف القضبان ليقول للعالم كله هذه فلسطين ارضي ووطني ويجب أن تتحرر. الكثير حول العالم يصف المقاوم الفلسطيني بأنه إرهابي ولكنه عندما يتعلق الأمر في بلادة فتتغير المسميات ويبيح لنفسه ووطنه ما لا يقبله للفلسطيني رغم أنه يعلم جيداً بأن فلسطين واقعة تحت الإحتلال الإسرائيلي منذ العام 1948 وأنه من حق الشعب الفلسطيني الدفاع عن أرضه ووطنه ونيل حريته وذلك مكفول بالقوانين والمواثيق الدولية ولكنها للأسف تتعطل أمام الحق الفلسطيني ويقفون إلى جانب الجلاد المحتل الإسرائيلي ضد الضحية الفلسطينية. يريدون من الفلسطيني القبول بوجود الإحتلال الإسرائيلي والبقاء تحت جبروت وظلم وعذاب الإحتلال الإسرائيلي والحصار الظالم والممارسات الشنيعة بحق الأطفال والنساء وكل ما يتعلق بحياة المواطن الفلسطيني تسلب أرضة وحقوقة وتمارس عليه سياسة التهويد وسياسة الفصل العنصري وأبشع أنواع الظلم علي مدار عقود من الزمن وأمام أعين العالم كله وفى ذات الوقت ممنوع علي الفلسطيني مقاومة الإحتلال الإسرائيلي ونيل حريته وهذا هو قمة الظلم أن ترفض الإحتلال فى أي مكان بالعالم وعلى النقيض تقبله للشعب الفلسطيني . من هنا أتى طوفان الاقصى في السابع من أكتوبر من العام 2023 بعد حصار ظالم وحروب متكررة وقتل وترويع وتجويع وتشريد وسلب لكافة الحقوق اتي كنوع من الرد الطبيعي وهو مقاومة الإحتلال بحثا عن الاستقلال والحرية، فتكالبت علينا اعتي القوي حول العالم مساندة الإحتلال الإسرائيلي للصمود والبقاء ومشاركته في قتل اطفال ونساء قطاع غزة من خلال حرب الإبادة الجماعية هي الأبشع علي مر التاريخ والعصور. ورغم قله الإمكانيات والقدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية إلا أنها حاولت وقاومت من أجل نيل الحقوق واستطاعت بذلك لفت أنظار العالم نحو القضية الفلسطينية مجددا بعدما كادت أن تصبح طي النسيان ، عادت القضية الفلسطينية لتطفو علي السطح مجدداً وتخبر الأجيال الحاليه والقادمة بحقيقة المحتل البغيض وجرائمة البشعة وأننا شعب واقع تحت الإحتلال ونبحث عن الحرية والعدالة والاستقلال واستعادة الحقوق وبذلك انكشف الوجه القبيح للإحتلال الإسرائيلي . قاد تلك المعركة مقاومين فلسطينيين على رأسهم القيادي في حركة حماس يحيى السنوار وهو أسير سابق قضي من عمرة 23 عام داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي وتحرر ضمن صفقة وفاء الأحرار في عملية تبادل الأسري التى عرفت بصفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط والذى تم مبادلته بألف وسبعة عشرين أسيرا فلسطينيا في 11 اكتوبر 2011. كان الإحتلال الإسرائيلي يعتقد بأن يحيي السنوار يختبئ داخل الأنفاق ويختبىء خلف خيام المدنيين والنازحين وتارة يروجون بأنه يحتمي بالأسري الجنود الإسرائيليين المختطفين لديه، ولكن النهاية لهذا البطل كانت عكس كل ما روج له الإحتلال من أكاذيب وتبين أنه كان في الصفوف الأولى في مواجهتهم وأنه كان يرتدي لباسة العسكري ويحمل سلاحه وجعبته وعتاده وعلى بعد مئات الأمتار من دباباتهم ، وكان مشتبكا معهم . وفي مشهد خالد ومهيب، مشهد يصعب تجسيده وكأنه الخاتمة السينمائية الأكثر تأثيراً، لابد وأن يكون لقصة رجل مختلف في كل شيء. إنه يحيى السنوار جيفارا غزة وعمر المختار الفلسطيني، وإنها قصة الحياة المليئة بالدروس، منذ الولادة حتى الشهادة قصة استطاع سردها بحب الاوطان وقدم روحه ودمه فداء للوطن وبذلك استطاع أن يكتب اسمه في التاريخ الفلسطيني مع العظماء والخالدين .