اخر الاخبار

السقوط القيمي؟! أمد للإعلام

أمد/ عنوان سيء، لكنه ليس أسوأ من الواقع الذي ينز سفالة وألم، عنوان فيه من التعميم، لكن مظاهر سوء الوضع في غزة اصبحت مظاهر عامة يمارسها كل من يقدر عليها، الضعفاء لا يستطيعون فيلوذون إلى الأخلاق والمسكنة.

ما يشاهده اهل غزة كل لحظة ويوم ويعيشونه من ضنك وموت وحزن وحاجة بسبب هذه الحرب، وما نقرأه ونكتبه ويكتبه غيرنا ويصرخ به الجميع من مظاهر الاستغلال والسرقة والحرمنة والتكويش والنهم والجشع والعصابات وتغول كثير من العائلات وسرقة الضعفاء والدوس على الفقراء ووووو يستطيع اي واحد من غزة أن يكتب آلاف وليس مئات الصفحات عن مثل هذه المظاهر، التي لم تمر من قبل ولم نعرفها يوما، كثير ممن يقومون بهذه الفظاعات ناس أصلها محترم ولم نعرف عنها الا كل خير وحسن اخلاق وتقوى….

ماذا حدث؟! انها الحرب، الحرب التي تخرج أسوأ ما عند الشعوب من اخلاق، الحرب سبب سوء الأخلاق، السبب الرئيسي، لا نتحدث الان عن الأصل والفصل أو أي أسباب أخرى قد لا تكون ثانوية.

حرب بلا ظهير، حرب بلا اعداد، حرب دون أي جهة يمكن أن ترعى الناس وتسوسهم، حرب تركت فيها الناس لتأكل بعضها البعض، الشاطر من يأكل أكثر، من ينهب اكثر، من يكون جشعا أكثر، من يكون نهما اكثر، من يكون أكثر ادعاء وكذبا وصاحب شعارات.

لم يتركوا الناس دون رعاية وحماية فقط، بل ساهموا في سرقة حقوق الناس، ابسط حقوقهم، المأكل والمشرب والملبس والخيمة، زاحموا الناس على قطعة اللحمة وعلبة المنظفات ولم يستحوا فزاحموا النسوان على فوطهن الصحية، والمرضى على ادويتهم….. هل يصدق عاقل أن هناك من يسرق المستشفيات، من يسرق ادوية السرطان، من يسرق أجهزة مراقبة الحياة من العنايات المركزة، من يسرق الهواء/الأكسجين، من يسرق بيوت النازحين، من يسرق بيوت الشهداء، من يسرق معونة الأيتام، من …. تستطيع أن تعدد ليوم قادم اخر دون أن تنتهي؟!

لكنني سأنهي بمنشور كتبه دكتور صديق على الفيسبوك ولسوء الحظ كان صادقا. من خلال واسطته، سماها معرفة، استطاع أن يحصل على عشرات الكوبونات نقلها على التكتك عدة مرات لسكان ونازحي العمارة التي يسكنها، ماذا كانت النتيجة:

البعض حاول أن يسرق وفشل

البعض سرق ونجح في أن يسرق

هو وزع الكابونات بالعدل والشفافية ووالوضوح، لكن عند توزيع المكسرات، اول مرة اسمع انه في كابونات فيها مكسرات، رأى انه أحق من باقي سكان العمارة بهذه المكسرات، فأخذ جزء منها، وبقي اسبوعين يطقش كاجو ولوز وما يحبه قلبك، انها الحرب التي جعلت هذا الدكتور وغيره يمد يده ويبرر ذلك ايضا؟

ما الحل، اولا من الصعب أن نجد حلولا سريعة، هذا الواقع لن يستمر ويتواصل فقط بل لسه طوالي؟

حتى شعار وقف الحرب، رغم انه مهم، الا انه لا قيمة له ولن يغير في واقع غزة قيد انملة، عمليا الحرب توقف في غزة وبقي الموت والقتل والتدمير والنزوح وممكن كمان التهجير؟!

ما الحل، لا بد أن تأتي جهة تحكمنا، تسوسنا، ترعانا، اهل غزة يقبلون الان باي جهة، حتى لو كانت إسرائيل، وليس لديهم أي شرط سياسي أو غير سياسي، بس في عرض الله انقذونا من أنفسنا وليس من الاحتلال.

ادعو السلطة الفلسطينية أن تفكر جيدا في هذا الوضع، وأن تحاول ان تأتي مسرعة إلى غزة مع العرب ومع العالم، طبعا دون شروط سياسية، انا عارف الجملة الأخيرة مزعجة لكنها الواقع.

والله أن تاخرتم في القدوم إلى غزة فلن تجدوا فيها شعبا أو لن تستطيعوا أن تاتوا لها.

نسقوا مع العرب وامريكيا واسرائيل وتعالوا الى غزة بالسرعة، والا لن تجدوا غزة.

لا تخافوا من كل الشعارات، القدوم على ظهر دبابة، التنسيق الامني، ….. بس تعالوا سترحب بكم كل غزة وكل من بقي فيها يترنح وفيه بقية من حياة؟! غزة تعبت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *