أمد/ رام الله: صرح الخبير في الاقتصاد والعلاقات الدولية لؤي السقا، بأن ما كشفته الحرب الأخيرة على الشعب الفلسطيني تجاوز حدود المعارك العسكرية التقليدية ليُظهر بوضوح أمام العالم حجم المؤامرة الكبرى التي تستهدف فلسطين أرضاً وشعباً وقيادة وهوية.
وقال السقا إن ما يجري ليس مجرد أحداث متفرّقة بل مشروع منظم يرمي إلى إعادة صياغة الجغرافيا والديمغرافيا في غزة والضفة الغربية وحتى القدس بهدف فرض واقع سياسي جديد يخدم مصالح الاحتلال ويقوّض الحقوق التاريخية الثابتة للشعب الفلسطيني.
وأكد السقا أن المعطيات الميدانية والسياسية تشير إلى محاولات مستمرة لتغيير شكل الوجود الفلسطيني عبر التهجير وتوسيع الاستيطان والسيطرة على الأرض إضافة إلى السعي لتفريغ القدس من سكانها الأصليين.
وأشار السقا إلى أن هذه التحركات ليست فقط اعتداء على الأرض بل هي هجوم مباشر على الهوية الوطنية الفلسطينية وعلى المشروع الوطني بأكمله.
وأوضح السقا أن جزءاً خطيراً من هذه المؤامرة يهدف إلى إضعاف القيادة الفلسطينية ومؤسساتها الرسمية وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وقال السقا إن محاولات خلق بدائل أو تجاوز المنظمة ليست بريئة بل تأتي في سياق أوسع يرمي إلى تفتيت القرار الوطني الفلسطيني وإفقاده قوته على الساحة الإقليمية والدولية.
وأشاد السقا بصمود الشعب الفلسطيني لكنه شدّد في الوقت ذاته على أن هذا الصمود يحتاج إلى غطاء سياسي موحّد مؤكداً أنه لا يمكن مواجهة هذه التحديات المصيرية دون إنهاء الانقسام بشكل فوري وبدون أي شروط مسبقة.
وأضاف السقا أن استمرار الانقسام يعد الثغرة الأخطر التي استغلها الاحتلال لفرض وقائع جديدة على الأرض.
وأشار السقا بوضوح إلى أن المرحلة الحالية تتطلب توافقاً وطنياً شاملاً يقوم على الشراكة الحقيقية وتوحيد الصفوف وإعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني على أسس وطنية مسؤولة.
وقال السقا إن الالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية هو الضمانة الوحيدة لحماية المشروع الوطني ولمنع تمرير أي مخطط يستهدف تصفية القضية أو تغيير ملامح الوجود الفلسطيني.
وختم السقا تصريحه بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني اليوم أمام مفترق طرق تاريخي ولا مجال للتردد وأن الوحدة ليست خياراً سياسياً بل ضرورة وجودية لحماية الأرض والهوية والحقوق والمرحلة تتطلب من جميع القوى تحمل مسؤولياتها والارتقاء إلى مستوى التحديات.”

شاركها.