أمد/ باريس: أكدت الرئاسة الفرنسية، أن حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية يجب أن تكون على أساس حدود يونيو 1967، في موقف يعد الأكثر وضوحا من قبل باريس تجاه الصراع الفلسطينيالإسرائيلي.

وفي بيان صادر عن قصر الإليزيه، حذرت فرنسا من أن أي محاولة من جانب إسرائيل لضم الضفة الغربية ستعد “خطا أحمر” وانتهاكا صارخا للقانون الدولي، وذلك في ظل تلويح عدد من المسؤولين الإسرائيليين بخطوات أحادية، ردا على تحركات أوروبية مرتقبة للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وقالت الرئاسة الفرنسية: سنطلب، نحن وشركاؤنا الأوروبيون، من الحكومة الإسرائيلية اتخاذ إجراءات فورية للحيلولة دون انهيار السلطة الفلسطينية، التي تمثل أحد آخر معالم الحل السياسي الممكن”.

تهديد إسرائيلي ورد فرنسي

وفي تطور لافت، نقلت صحيفة “التليغراف” البريطانية عن وزير إسرائيلي بارز تهديدا صريحا لفرنسا، قال فيه إن “فرنسا ستدفع ثمنا باهظا” على ما وصفه بـ “مناورات ماكرون الدبلوماسية” للضغط على إسرائيل، في إشارة إلى الجهود الفرنسية لفرض اعتراف أوروبي بدولة فلسطين.

وجاء هذا التهديد بعد مقابلة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع قناة CBS الأمريكية، وصف خلالها خطة إسرائيل لتهجير سكان غزة ضمن ما يعرف بـ”اليوم التالي” بأنها “جنون مطلق”، محذرًا من أن هذه الخطة تمثل كارثة إنسانية ومشروعًا مرفوضًا دوليًا.

وتأتي التصريحات الفرنسية في وقت تتزايد فيه التوقعات بإعلان باريس، قريبًا، عن الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، وهو ما سيكون تحولًا كبيرًا في الموقف الأوروبي، خاصة في ظل فشل الجهود الغربية المتكررة لإنهاء التصعيد العسكري المستمر في قطاع غزة منذ قرابة عام.

وفي حديثه مع CBS، أكد ماكرون أن الاعتراف الفرنسي بالدولة الفلسطينية هو “مجرد بداية لمسار سياسي شامل”، مشيرًا إلى أن بلاده لن تفتح سفارة في رام الله إلا بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، في إشارة لربط الاعتراف بمسار دبلوماسي أوسع.

وردا على الانتقادات الإسرائيلية والأمريكية، التي ترى أن الاعتراف بدولة فلسطينية بمثابة “مكافأة للإرهاب”، قال ماكرون: حماس لا تسعى لإقامة دولة فلسطينية، بل لتدمير إسرائيل. ومن الخطأ الخلط بين الحركة والشعب الفلسطيني. الكثير من الفلسطينيين يريدون دولة ويريدون أمة. علينا ألا ندفعهم نحو التطرف”.

وشدد على أن عزل حماس لا يمكن أن يتم من خلال خنق الفلسطينيين سياسيًا واقتصاديًا، بل عبر إعطائهم أفقًا حقيقيًا لتحقيق تطلعاتهم الوطنية.

وفي تصريح لافت، ربط ماكرون بين تسريع الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومشروع قانون تبناه الكنيست الإسرائيلي مؤخرًا لفرض السيادة على الضفة الغربية، واصفًا هذه الخطوة بأنها “دليل على غياب الإرادة السياسية لحل الدولتين”.

وأضاف: لا وجود لحماس في الضفة الغربية، ومع ذلك هناك محاولات لتدمير أي كيان سياسي فلسطيني. هذا خطأ فادح من قبل إسرائيل”.

وعن مستقبل قطاع غزة، شدد ماكرون على رفض فرنسا لأي سيناريو قائم على تهجير السكان بالقوة، مشيرًا إلى أن ذلك سيؤدي إلى “كارثة إنسانية جديدة وفوضى إقليمية غير مسبوقة”.

وفي ختام تصريحاته، أكد الرئيس الفرنسي أن بلاده تعمل، بالشراكة مع دول إقليمية ودولية، من بينها السعودية، على صياغة رؤية سياسية جديدة تضمن أمن إسرائيل وحقوق وكرامة الفلسطينيين في آنٍ واحد، متعهدًا بأن فرنسا لن تكتفي بخطوات رمزية، بل ستقود جهودًا لتحقيق حل سياسي شامل ومستدام.

شاركها.