الدراجات النارية.. المتعة التي تنتهي في العالم الآخر
في ظل الازدحام المروري الرهيب الذي تعرفه الطرقات، تحولت الدراجات النارية من وسيلة لتسهيل التنقل وقضاء الحاجيات بتكلفة أقل إلى آلة تحصد سنويا العشرات من أرواح الشباب والمراهقين وحتى الأطفال، حيث أحصت مصالح أمن العاصمة قتيلين و84 جريحا من بين 81 حادث جسماني خلال شهر رمضان.
على الرغم من أن ركوب الدراجات النارية لا يخلو من المخاطر الجسيمة، إلا أن روح المغامرة والإثارة، زاد من انتشارها بين الشباب والمراهقين الذين يمارسون قيادتها بشكل جنوني في الطرق السريعة والشوارع.
وفي السياق، كشف الضابط الرئيسي للشرطة جيلالي سليم رئيس فرقة أمن الطرقات بالمصلحة الولائية للأمن العمومي لـ “”، أن مصالح أمن ولاية الجزائر راقبت منذ بداية شهر رمضان 19297 دراجة نارية من مختلف الأصناف، مع تسجيل أكثر من 1660 مخالفة مروري، وتحويل 122 دراجة إلى المحشر، إما بسبب مخالفة القانون أو عدم حيازة الوثائق الإدارية.
وأبرز الضابط الرئيسي للشرطة أن عمل فرقة أمن الطرقات يقوم على شقين، الأول يتعلق بالوثائق الإدارية للدراجة النارية، والثاني مخصص للوقاية من حوادث المرور، من خلال تطبيق قانون المرور في الميدان عند ارتكاب المخالفات الخطيرة من قبل هذا الصنف من وسائل النقل، الذي يعتبر أكثر تسببا في حوادث المرور ونسبة الوفيات فيها دائما مرتفعة.
مخالفات بالجملة
وعن المخالفات المرفوعة من طرف المصالح الأمنية عدم حيازة الوثائق اللازمة لقيادة الدراجات النارية، وعدم ارتداء خوذة الأمان كما تنص عليها المادة 71 من القانون 01/14 المؤرخ في 19 أوت 2001:”يجب على كل سائق دراجة نارية وضع خوذة تتوفر على الشروط التي حددتها وزارة النقل.
إضافة إلى نقل الركاب خارج الحالات المنصوص عليها قانونا والتي تنص عليها المادة 06 من القانون المؤرخ في 10 يوليو 1988 “يمنع نقل أكثر من شخص زيادة على السائق”.
وكل هذه المخالفات معاقب عليها بالمادة 1/66 من القانون 01/14 المؤرخ في 19 أوت 2001 والمتمم بالسحب الفوري لرخصة السياقة لمدة لا تتجاوز 10 أيام، مع عدم الاحتفاظ بالرخصة خلال نفس المدة، وفرض غرامة مالية مقدرة بحدها الأدنى بـ 2000 دج.
وهناك مخالفات أخرى تتعلق بتجاوز السرعة المسموح بها، المرور العشوائي بين المركبات، عدم احترام الاتجاه المعاكس للسير، وتنفيذ حركات خطيرة على الطريق أو السير دون الأنبوب العازل للضجيج.
من جانب آخر، لفت رئيس فرقة أمن الطرقات إلى أن الدراجات النارية لم تعد تتورط في حوادث المرور فحسب بل أصبحت الوسيلة المفضلة للمجرمين في تنفيذ عمليات السرقة بالخطف، ما يسهل هروبهم وسلك طرق فرعية لا توجد بها كاميرات مراقبة.
كما توقف عند الإزعاج الذي أصبح يسببه أصحاب الدراجات النارية للمواطنين، حيث يجوبون الشوارع ليلا بسرعة كبيرة في تحد صارخ للقانون، ويطلقون العنان لأصواتها في أوقات مختلفة خصوصا في ساعات متأخرة من الليل وأوقات القيلولة، وهي سلوكيات تثير قلق وإزعاج السكان وتدخلهم في دوامة معاناة دورية، خصوصا منهم كبار السن والمرضى الذين يحتاجون إلى الراحة والهدوء، إضافة إلى الأطفال الصغار الذين يتعرضون للذعر بشكل متكرر.
الجنس اللطيف هو الآخر دخل على الخط، حيث لم تبق هواية ركوب الدراجات النارية حكرا على الرجال وإنما استهوت الإناث اللواتي اقتحمن عالم المغامرة التي كثيرا ما رافقتها المخاطر وحوادث الطريق، وذلك بتنظيم رفقة السواق من الذكور سباقات غير مرخصة على الطرق العمومية ضمن مجموعات كبيرة، مما يؤثر على حركة المرور وعلى كثافة السيولة المرورية.