الخلافات “لا تزال عميقة” في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
أمد/ ليس هناك ما يوحي ويدلل ، بأن وقف النار بات وشيك.ففي اليوم 316 للحرب في غزة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف مناطق عدة مخلّفاً شهداء وجرحى، ومُصْدراً أوامر بإخلاء مناطق أخرى من النازحين تمهيداً لعمليات جديدة، على رغم ما نسبته هيئة البث الإسرائيلية لمسئولين أمنيين كبار في الجيش الإسرائيلي عن أن القتال انتهى عمليا، وأنه حان الوقت لإبرام صفقة… كل ذلك فيما بلغ عدد الشهداء والضحايا في القطاع وفق آخر أرقام وزارة الصحة قد جاوز أربعين ألفاً وأربعةً وسبعين.وفي اليوم 315 للتصعيد في جنوب لبنان، الذي بدأ في اليوم التالي لطوفان الأقصى، مجزرة جديدة، استهدفت هذه المرة بلدة الكفور في قضاء النبطية، ودمار كبير في البلدات والقرى الحدودية، وانقسام سياسي داخلي في إسرائيل حول عملية صفقة تبادل الأسرى
تظاهرات الحسم تجري كل أسبوع منذ أشهر تحت شعار الآن وليس غدا، لكن هذا الشعار لم يسمع من قبل بنيامين نتني اهو كما يقول هؤلاء الذين يتظاهرون منذ أسابيع طويلة ، وأطلق المتظاهرون على تظاهرات هذا الأسبوع بتظاهرات الحسم لأنها حاسمة بصفقة التبادل إما بوقف إطلاق النار والتبادل أو التصعيد الإقليمي، عائلات الأسرى عقدت مؤتمر صحفي وأوضحت وحملت المسؤولية كاملة لبنيامين نتنياهو وقالت انه يضع العراقيل أمام إتمام الصفقة.
وفي موقف لافت ، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرت سوغ، السبت 17 أغسطس/آب 2024، إنه يجب طرد ما وصفها بالكاهانية من الحكومة الإسرائيلية، في إشارة إلى وزراء اليمين المتطرف.
بحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن التصريح غير المسبوق جاء خلال جدل مع متظاهرين احتجوا أمام منزله، ضد الحكومة الإسرائيلية ، وسأل المتظاهرون هرتسوغ، الذي حاول نقل رسالة وحدة في المجتمع الإسرائيلي، عما إذا كانت دعوته للوحدة تشمل أيضًا وزراء مثل وزير الأمن القومي يتمار بن غفير.؟؟؟ حيث أجاب هرت سوغ: “على العكس من ذلك، يجب إزالة الكاهانية من الحكومة”، وفق تعبيره.
ووفق المسئولون الإسرائيليون المطلعون على المفاوضات بين إسرائيل وحماس تؤكد استمرار الخلافات العميقة بين الجانبين حول قضايا رئيسية، رغم التفاؤل الإسرائيلي بعد محادثات قطر. وفيما تسعى واشنطن للضغط على حماس لقبول المقترح الأمريكي، تستعد القاهرة لاستضافة قمة إضافية لمناقشة نقاط الخلاف.
ورغم “التفاؤل الحذر” الذي تعرب عنه إسرائيل بعد جولة المحادثات الأخيرة في قطر، والتي عبر عنها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في بيان صدر عن مكتبه أمس، السبت، نقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية (“كان ريشيت بيت”) عن مصادر مطلعة على المفاوضات، صباح اليوم، الأحد، أن الخلافات “لا تزال عميقة”، خاصة في القضايا الرئيسية مثل محور فيلادلفيا ومحور “نتساريم” وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
وفي محاوله أمريكية لتضييق شقة الخلافات تقدمت بمقترح يستند إلى مقترح 27 أيار/ مايو”، ووفق الوسطاء “هناك أمل في أن يسمح الضغط الكبير للولايات المتحدة والوسطاء على حماس، بأن تتراجع عن معارضتها الاقتراح الأميركي الذي يتضمن عناصر مقبولة لدى إسرائيل”.
حماس من جهتها ، اعتبرت أن الحديث الأميركي عن قرب التوصل إلى اتفاق هو “وهم”، وذلك بعد مباحثات ليومين غابت عنها قوى المقاومة ، فيما أعلنت دول الوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر تقديم مقترح جديد “يقلّص الفجوات” بين إسرائيل وحماس لوقف النار في الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من عشرة أشهر، وتبادل الأسرى.، ووفقًا للمقترح الأميركي المعدل، سيتم إطلاق سراح النساء والمجندات أولاً، مع إعطاء الأولوية للإفراج عن الأسرى الأحياء؛ كما أن المرحلة الأولى من الصفقة ستشمل الأسيرين الإسرائيليين في قطاع غزة منذ العام 2014، أبرا منغيستو وهشام السيد.
ويتضمن المقترح كذلك قائمة بالأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم مقابل كل أسير إسرائيلي، وذكرت القناة 12 أن قائمة الأسرى الذين ستشملهم الصفقة تضم 47 أسيرًا ممن أُفرج عنهم في “صفقة شاليط” وأعيد اعتقالهم. كما تم تفصيل الترتيبات الأمنية لتحركات قوات الاحتلال في مختلف مناطق قطاع غزة خلال 42 يومًا من وقف إطلاق النار.
ومن المقرر أن تتوجه بعثة إسرائيلية إلى القاهرة اليوم بحسب قناة 12 ، حيث ستسعى مع الفرق الأميركية والمصرية إلى التوصل إلى تفاهمات حول الترتيبات الأمنية على طول محور فيلادلفيا وإعادة فتح معبر رفح”. وبحسب ما ذكره مسئولون أن حماس قالت للوسطاء أنها لن تقبل بأقل من انسحاب إسرائيلي كامل من المحور، بينما طرحت أجهزة الأمن الإسرائيلية مجموعة من الحلول التي وصفتا القناة بـ”الممكنة”
ويجري بلينكن محادثات مع نتني اهو حول القضايا التي لا تزال عالقة، خاصة مسألة انتقال سكان غزة إلى شمال القطاع. ووفقا للتقرير، فإن “نتنياهو قدم اقتراحًا أكثر مرونة حول هذه القضية تحت الضغط الأميركي، ومع ذلك لم يتم التوصل إلى اتفاق، مما أدى إلى استبعاد هذه القضية من وثيقة التسوية الأميركية” في إشارة إلى المقترح الأميركي الجديد.
إدارة بإيدن تسابق الزمن للتوصل لاتفاق مع نهاية الأسبوع الحالي حيث تهدف الولايات المتحدة إلى استغلال هذه الفرصة للإعلان عن صفقة نهائية، وترى واشنطن أن “هذا الإعلان سيحقق الهدف الثاني للصفقة، وهو ردع إيران وحزب الله عن تنفيذ هجوم ضد إسرائيل” ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، واغتيال القيادي العسكري البارز في حزب الله، فؤاد شكر، في بيروت.