أمد/ الدوحة: وجه د. خليل الحية، رئيس حركة حماس في قطاع غزة ورئيس وفدها التفاوضي، كلمة إلى أهالي غزة، اعرب فيها عن درجة عالية من الاحباط بعد انسحاب الوفدين الأمريكي والإسرائيلي وقام بعملية تحريض ضد مصر والدول المجاورة.
وقال الحية: “إننا ندعو دول ومكونات الأمة العربية والإسلامية، إلى قطعِ كافة أشكالِ العلاقاتِ السياسيةِ والدبلوماسيةِ والتجاريةِ مع الكيان الصهيوني. كما ندعو جماهيرَ الأمةِ إلى التعبير عن الغضبِ الكامن في صدورهم بكل الوسائل والسبل، جرّاء ما يجري في غزةَ الحرة.”
ونخصُ شعوبَنا العربية والإسلامية وبالتحديد في الدولِ المجاورةِ لفلسطين، إلى الزحفِ نحوَ فلسطين براً وبحراً، وحصارِ السفاراتِ وتفعيلِ المقاطعةِ الاقتصادية والسياحية، لكل ما يتعلق بالعدو ومصالِحِه، والعملِ على عزله وملاحقةِ قادتِه وجنودِه ومجرميه في المحافل القانونية.
وخاطب أهل غزة: “إن تضحياتكم ومعاناتكم وصرخاتكم كلها أمانة في أعناقنا، لن نفرط فيها ما حيينا بإذن الله.”
أثنى الحية على صمود أهالي غزة، الذين “عانيتم الأهوال، وتحملتم ما عجزت عنه أمة بأكملها، وكنتم الأعزّة عندما هان كلّ شيء، وعلوتم وسموتم عندما سقط العالم في ظلمات سحيقة من الصمت والخذلان والهوان.”
كما أشاد بـ “أبناء كتائب القسام وسرايا القدس وفصائل المقاومة”، مؤكدًا أن “ما تقومون به من عمليات بطولية فاق كل تصور، وأعجز العالم عن فهمه، وأنتم تذيقون هذا العدو المجرم جزاء ما يرتكبه من إرهاب وعدوان.
” وأشار إلى أن المقاومة استطاعت عبر عمليات “حجارة داود” إفشال ما يسمى “عربات جدعون”، وهي أكبر عملية عسكرية صممها الاحتلال.
وكشف الحية أن رئيس أركان الاحتلال “أصبح يستجدي قيادته السياسية بالإذن له لسحب قواته من قطاع غزة، ويغطي على فشله بالإبادة الجماعية، والتجويع لشعبنا، والقتل لأطفالنا.”
المفاوضات: تقدمٌ يقابله انسحاب إسرائيلي وتواطؤ أمريكي
وفيما يخص المفاوضات، أكد الحية أن قيادة المقاومة “سخرت كل ما لديها من أدوات وعلاقات على مدار 22 شهرًا، في سبيل وقف العدوان على غزة وأهلها.”
وأضاف: “خضنا مفاوضات شاقة، نضع فيها مصلحة شعبنا وحقن دمائه نصب أعيينا، وقدمنا في سبيل ذلك كل مرونة ممكنة، لا تتعارض مع ثوابت شعبنا، وتجاوبنا مع الوسطاء في كل المحطات فيما عرض علينا.”
وأفاد الحية بأنه في “جولة التفاوض الأخيرة، حققنا تقدمًا واضحًا وتوافقنا إلى حد كبير مع ما عرضه علينا الوسطاء خاصة في ملف الانسحاب والأسرى ودخول المساعدات، ونقلوا لنا ردود إيجابية من الاحتلال الصهيوني.
” لكنه استدرك بالقول: “إلا أننا فوجئنا بأن الاحتلال ينسحب من المفاوضات، ويتساوق معه مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ويتكوف.”
ووصف الحية هذه الخطوة بأنها “مفضوحة مكشوفة تهدف إلى حرق الوقت، والمزيد من الإبادة لشعبنا.
” وأشار إلى أن الاحتلال يقدم ملاحظات على ما تم التوصل إليه فيما يخص إدارة توزيع المساعدات، بهدف “قضم دور المؤسسات الأممية والمحلية.”
وشدد على أن “العدو يصرّ على أن تبقى آلية المساعدات التي حولها لمصائد الموت والتي تسببت في قتل وجرح الآلاف من أبناء شعبنا، كذلك يصر على أخذ منطقة واسعة من رفح لإقامة منطقة عزل للنازحين، تمهد الطريق لعملية تهجير لشعبنا الفلسطيني، عبر مصر أو عبر البحر، في مخطط مكشوف ومفضوح يمهد لتصفية قضيتنا.”
كما أكد الحية، أن الحركة ترفض استمرار المفاوضات في ظل استمرار “حرب الإبادة والتجويع” التي يمارسها الاحتلال ضد أهالي قطاع غزة.
المفاوضات: ألاعيب للاحتلال لا تحقق شيئًا
وقال الحية بوضوح إن “لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة والتجويع لأطفالنا ونسائنا وأهلنا في قطاع غزة”. واتهم الحية الاحتلال بـ “التنكر لنتائج الجولة الأخيرة من المفاوضات ومحاولة مواصلة الابتزاز والمماطلة واستخدام المفاوضات غطاء وأداة للتجويع، واستمرار حرب الإبادة والضغط علينا ليحقق عبرها ما فشل في تحقيقه عبر الميدان والقتل والإرهاب.”
فتح المعابر هو الحل لا “الإنزال الجوي”
وشدد الحية على أن “إدخال الغذاء والدواء فورًا وبطريقة كريمة لشعبنا، هو التعبير الجدي والحقيقي عن جدوى استمرار المفاوضات”. وأضاف: “لن نقبل أن يكون شعبنا ومعاناته ودماء أبنائه ضحية لألاعيب الاحتلال التفاوضية، وتحقيق أهدافه السياسية”.
كما رفض الحية بشدة “المسرحيات الهزلية التي تسمى بعمليات الإنزال الجوي، والتي لا تعدو عن كونها دعاية للتعمية على الجريمة”. وأوضح أن “كل 5 عمليات إنزال جوي تساوي شاحنة صغيرة”، مؤكدًا أن “الخطوة الحقيقية هي فتح المعابر ودخول المساعدات بطريقة كريمة لشعبنا، وهذا ما كفلته القوانين الدولية حتى في وقت الحرب”.
مشاهدة الفيديو اضغط هنا