الحزب الشيوعي العمالي العراقي: لتواجه الطبقة العاملة والجماهير التحررية بلطجة إدارة ترامب والاطاحة بها
![](https://alarabstyle.com/wp-content/uploads/2025/02/1700331105-9144-2.jpg)
أمد/ بغداد: بعد أيام من تسلم منصبه الرئاسي، تحدث الرئيس الأمريكي ترامب مرات عن خطته لفلسطينيي غزة، وتحدث عن ضرورة تخلية غزة بوصفها مكان “لا يصلح للسكن” وعن حديثه مع ملك الردن وطلبه منه ومن الرئيس السيسي عن تهجير ما يقارب مليوني فلسطيني من غزة الى كل من الأردن ومصر، بيد أنه تحدث عن خطته بوضوح أكبر في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع المجرم نتنياهو في البيت الأبيض مساء أمس (الثلاثاء)، إذ تحدث في المؤتمر عن سيطرة أمريكا على غزة وجعلها منطقة سياحية يقطنها سكان العالم، ومن بينهم “فلسطينيين أيضاً”! كما تحدث عن تحويلها الى منطقة يتم فيها خلق الآلاف و الآلاف من الوظائف وتكون مفخرة للجميع.
ليدع ترامب ذرف دموع التماسيح على “جماهير غزة”، وعلى عيشها بصورة “مرفهة” و”مستقرة” و”آمنة”، فهو والحكومات الامريكية المتلاحقة والحالية ملطخة اياديها بدماء الفلسطينيين بدرجة لا تقل عن حكومات إسرائيل نفسها، وبالأخص حكومة نتنياهو. ولهذا، لن يتطلع احد من ترامب إيجاد حل إنساني لصالح جماهير فلسطين وقطاع غزة، بل إن كف دعمه السياسي والعسكري والمالي عن إسرائيل هو أفضل خدمة يقدمها سيء الصيت ترامب لجماهير فلسطين، ليس هذا وحسب، بل إن أي تحسين في أوضاع جماهير فلسطين لن ياتي الا بقطع دابر الدعم الامريكي غير المشروط واللامحدود للصهيونية الإسرائيلية، وفي مقدمتها حكومة الفاشي نتنياهو.
وإذا ما أخذنا بنظر الإعتبار السياسات والممارسات العسكرية والإحتلالية التي تقوم بها في الضفة الغربية والبناء المتعاظم للمستوطنات والقضم التدريجي لاراضي الضفة وإلحاقها باسرائيل، تتبين الماهية الحقيقية والواقعية لهذه الخطة.
ليست هذه الخطة إلا سعي وإمتداد لأعمال القتل والتهجير للإبادة الجماعية التي ترتكب بحق سكان قطاع غزة بهدف تخلية القطاع من فلسطينيي غزة. إنها خطة تهدف تحقيق هدف صريح وواضح: شرق أوسط جديد بخارطة لا وجود فيها لدولة فلسطين وإجهاض طرح تأسيس دولة فلسطين أو ما يسمى بـ”حل الدولتين”!
رغم كل جرائم القتل والتهجير والابادة الجماعية والاحتلال وبناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية على إمتداد ما يقارب 80 عام وفي مقدمتها نكبة 1948، إلا إن خطة ترامب التي باركها اليمين الأسرائيلي ونتنياهو نفسه هي أقذرها وابشعها وأكثرها إجراماً، إذ إنها تنشد إنهاء الوجود الفلسطيني وحق جماهير فلسطين في العيش على ارض سكنتها عبر تاريخ مديد.
ان طرح ترامب بسيطرة أمريكا على غزة وحكمها لغزة وتشريد الفلسطينين هو بلطجة سافرة بكل ما للكلمة من معنى. إن هذا الطرح والسعي المحموم له جوبه ومن اليوم برفض عالمي وإقليمي واسع، بحيث رفضه حتى حلفاء أمريكا أنفسهم في أوربا والمنطقة، وقوبل بإستهجان واسع حتى داخل أمريكا نفسها، ومن المؤكد ان جماهير فلسطين وغزة هم في مقدمة صفوف مقاومة والتصدي لهذه الخطة التي تتجاهل حياة ومعيشة ملايين الفلسطينيين وتحول قضية سياسية وإنسانية كبيرة مضى عليها ما يقارب ثلاثة ارباع القرن أزهقت ارواح مئات الالاف من الفلسطينيين والى تراجع سياسي وفكري ومعنوي في المنطقة الى “إستثمارات” و”منتجعات” و”سواحل” و”مناطق سياحية”!
ردت وسترد البشرية جمعاء طرحه وخطته هذه على أعقابهما وستُفرض عليهما وعلى ترامب هزيمة ساحقة ونكراء لن ينساها أحد.
ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي الذي وقف دوما بوجه العنجهية الإسرائيلية وممارساتها في فلسطين ودافع عن حقوق جماهير فلسطين يدين هذا الاستهتار بحياة ملايين الفلسطينيين ويحذر جدياً من مخاطر هذه الطروحات الإجرامية المعادية لأبسط حقوق الانسان في العيش على أرضه، كما يناشد الحزب كل القوى التقدمية والمحبة للأنسان للتصدي الجدي لهذه المهزلة والاستهتار بحياة ملايين الفلسطينيين، ويدعوها لتصعيد النضال من أجل تحقيق جماهير فلسطين لحقها في إقامة دولتها المستقلة والمتساوية الحقوق.