الحرب المستعصية، الصراع الإسرائيلي الإيراني
أمد/ معظم تعليقات النشطاء على الضربة الاسراىيلية الليلة لايران انها ضربة متفق عليها ومنسقة بين الطرفين بواسطة الامريكان، ويتمادى النشطاء في تحليلاتهم وصولا إلى الادعاء والجزم احيانا انه ليس هناك عداء بين إيران وإسرائيل.
اذن ماذا نسمي الحالة السياسية بين إيران وإسرائيل؟، انها بالتأكيد ليس صداقة ولنقل ايضا انها ليس عداء، اذن هي تناقض في المصالح وصراع بينهما على دور كل منهما في الإقليم، وعلاقة ذلك بالامريكان، هل إسرائيل ام إيران هي شرطة الامريكان وعصاتها في الاقليم، اعتقد هذا هو جوهر الصراع، وكما ترون فإن فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا، وغيرها ليست طرفا رئيسيا أو فاعلا في هذه المعادلة، الا بقدر استخدام إيران لهذه الاذرع/الأدوات.
لنحصر كلامنا فقط في تأثير الصراع الإيراني الإسرائيلي على كل من فلسطين ولبنان، لنعرف من خلال ذلك مآلات الصراع الإيراني الإسرائيلي!!!
استخدمت إيران غزة وفصائلها طويلا كقاعدة لاطلاق ما يسمى بالصواريخ على إسرائيل، وفقا للحاجة والمصلحة الإيرانية، كما مدت إيران ذراعها ووصلت إلى الضفة الغربية وشكلت هناك ما يسمى بكتائب المقاومة، بهدف خلق الفوضى في الضفة وتدميرها، خاصة المخيمات فيها، واحراج السلطة واضعافها وصولا إلى اسقاطها تحت الضغط الإسرائيلي والشعبي الفلسطيني.
اعتقد هذه المرحلة انتهت، غزة خرجت من المعادلة بعد أن انمحت وتدمرت وأصبح شعبها ياكل الخبز المدعم بالسوس، بدلا من المكملات الغذائية، وفي الضفة هناك صحوة من السلطة وانحسار تأييد الجماهير لهذه التي تسمى كتائب مقاومة، بعد أن رأت الناس بأم عينها أخواتهم وبناتهم في غزة على طوابير التكايا والميه والشخة، إضافة إلى حجم الموت والدمار الذي يمكن اختصاره بكلمة واحدة: غزة راحت، انمحت، انتهت؟! باختصار اهل الضفة خافوا على حالهم ومصيرهم ليصبح كمصير غزة، حتى انهم لم يعودوا ينادوا ويقولوا حط السيف على السيف نحن رجال محمد ضيف، ولا يقاوموا بطناجر المقلوبة على سلالم المسجد الاقصى؟!
في لبنان تواجه إسرائيل مقاومة عنيدة على صعيد الهجوم البري الذي يكبدها خسائر يومية معتبرة، إضافة إلى توقف الحياة في إسرائيل، بسبب صواريخ ومسيرات إسرائيل التي ضربت بيت نتنياهو، كما أن قصف طيران إسرائيل في مختلف أنحاء لبنان لا يحسم معركة ولا يحقق اهداف دولة اسرائيل في إعادة الأمن لشمال إسرائيل والحفاظ عليه لعقود قادمة.
لن تتراجع إسرائيل عن هدفها في لبنان، وفي نفس الوقت لن تستطيع تحقيقه من خلال المواجهة المباشرة مع حزب الله.
من هنا سيتواصل الصراع الإسرائيلي الإيراني ولن يكون أمام إسرائيل من مجال حتى تحقق هدف امنها في لبنان، وتفردها بأن تكون الراعي المعتمد الوحيد لمصالح أمريكيا في الإقليم الا ضرب ايران وتدمير قدرتها العسكرية، بعد أن تجر أمريكيا إلى هذه المعركة.
باختصار: الصراع الإيراني الإسرائيلي صراع حقيقي عنوانه وجوهره أمن اسرائيل والمصالح الخاصة في الإقليم، وادواته الشعوب العربية الغلبانة وفصائلها واحزابها ومثقفيها الأغبياء.